الصالون الثقافي لجامعة القاهرة يستكمل فعالياته (صور)

طلاب وجامعات



قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الصالون الثقافى للجامعة يأتي في المقام الأول لإقامة حوار مفتوح بين الطلاب وقادة الرأي الذين تتم استضافتهم وليس حشد الطلاب أو الحضور، مشيرا إلى أن هناك مشكلة في إدارة التنوع والحوار والاختلاف بشكل إيجابى وفق القواعد والأصول التي تحكم الحوار.
 
وأضاف، في كلمته خلال الحوار المفتوح مع الإعلامي تامر أمين، حول "الإعلام وتحديات المرحلة"، اليوم الخميس، بقاعة أحمد لطفي السيد بالجامعة، ضمن فعاليات الصالون الثقافي للجامعة، أن غياب الحوار يعد من الأسباب الرئيسية في الحروب والثورات الموجودة فى الشرق الأوسط حاليا، موضحا أن مصر لن تدخل مصاف الدول المتقدمة إلا بمواطن مؤهل ومسئول قادر على إدارة الحوار لأن تقدم أى دولة او مجتمع يكون قائما على تقدم الإنسان نفسه.
 
وأوضح أن الفرق بين الدول الغربية ومصر أنهم لديهم قدرة على إدارة الخلاف وإدراك الحوار، حيث إن للجميع لديه التنوع والاختلاف، ولكن الأهم الإدارة والإدراك، مؤكدا أن جامعة القاهرة تسعى إلى تنوير الطلاب وإعادة تأهيلهم لكيفية إدارة الحوار فى إطار سياسة التنوير للجامعة من خلال مجلس الثقافة والتنوير وإصدار وثيقة الثقافة والتنوير التي تسعى إلى عمل برامج تنفيذية كبيرة على كافة المستويات ومن أهمها اقامة حوارات مع المفكرين وقادة الرأي.
 
وأردف أن جزءا كبيرا من إدارة وصنع الأزمات يبدأ من الإعلام، الذي بدوره تحديد اتجاهات الرأي العام، موضحًا أن من أهم التحديات التي تواجهها مصر هو تحدي الإرهاب ويليه تحدي التنمية، لأننا جميعًا نسعى إلى الرفاهية الاجتماعية، مشيراَ الي ضرورة الثبات على المبدأ وعدم التلون في التوجهات والآراء.
 
ودعا إلى أهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، معتبرا هذه المشاركة مهمه وطنية من الدرجة الأولى لكل من يعيش على أرض الوطن.
 
ومن ناحيته قال تامر أمين، إن جامعة القاهرة هي المنارة الكبري للعلم والتعليم في مصر، وقد خرجت أجيال بنت مصر وملأت الدنيا اشعاعاً وعلماً وثقافة، مؤكدا أن الإعلامي لا يجب أن يكون زعيم او نجم لأن الإعلام هو الوسيط للمعلومات والحقائق بين الواقع والجمهور، مضيفاً أن الإعلام كان سلاحا أحاديا "اتجاه واحد" خلال الـ 60 أو 70 عامًا مضت، فهو تغير بشكل جذري خلال الفترة الماضية وحتى الآن، وكان في هذه الفترة الزمنية كان السلاح الأحادي فهو من يلقن ويرسل وعلى المشاهد الاستماع فقط، ولعل أبرز شواهد هذه الفترة نكسة 1976، حيث لجأ الإعلام في ذلك الوقت إلى الكذب.
 
وأورد أن "الميزة الوحيدة في هذا الأمر، التي أراها ميزة في عملية التقييم فنحن بشر ليس بيينا ملاك طاهر 100% أو شيطان 100%، فلدينا الطيبة أو الشر والسلب والإيجاب، وهذا يعني أن تعمم الفشل أو النجاح في العموم خطأ، وهذا ما يفرقنا عن الغرب، الذي لديه ثقافة التحليل، وهو ما ينقصنا، وذلك ما يسببه عدم التعامل في نطاق الاختلاف والتنوع والتعددية".
 
وأكمل أنه عقب ثورة 25 يناير أصبح الإعلام ذو اتجاهيين "الرأي والرد"، مشيرًا إلى وجود برامج التوك شو التي تقدر بـ 10 أنواع رئيسية بعيدًا عن باقي الأنواع، موضحًا أن موضوعات تلك البرامج نابعة بموضوعات الشعب التي يتحدثون عنها في الشارع المصري سواء من خلال السوشيال ميديا "العالم الفضائي" أو الشارع الحقيقي.
 
واستطرد إن الاعلام بعد ثورة 30 يوليو أصبح قائم علي التواصل واصبح الشعب هو من يعطي للمصادر الاعلامية اجندة الأولويات والموضوعات، وبالتالي يتم تقديم الاعلام في نطاق اهتمامات الجمهور وقضاياه، مؤكداً أن الاعلام له دور كبير في نجاح ثورة 30 يوليو بنسبة تصل الي 80%.
 
وأشار إلى أن المواطن تحول من شخص في بيته إلى إعلامي من خلال تواصله عبر السوشيال الميديا، فلا يجب أن يكون مستهينًا بمنشوراته عبر حساباته أو تويتة أو هاشتاج قد تتسبب في مشكلة أو إحباط جندي أو إثارة إشاعة، فكل فرد فينا يجب أن يكون مسئولًا، مشيرا إلى أن أهم ميزة بعد ثورة 30 يونيو هو الاستقلال الوطني، وهذا ما تحاول بثه وسائل الإعلام خاصة في المشاركة  في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أن دور الإعلام تشجيع المواطن على المشاركة في الانتخابات، جاء ذلك ردًا على أحد أسئلة الطلاب حول دور الإعلام في المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
 
ولفت إلى أنه لا يوجد قوة عظمى تستطيع أن تخسر مصر وتكسرها، مؤكدًا أن السيادة تكمن في التحكم والسيطرة على الأرض أهم من الأرض، وقال أن الهدف في عملية تطهير سيناء هو القضاء على الإرهاب وكسر شوكته، موضحًا أنه لأول مرة  منذ السبعينيات أن يحدث انتشار حقيقي للقوات المسلحة في سيناء كلها.
 
واستتبع أن طلاب جامعة القاهرة عليهم الفخر بتواجدهم بمنارة العلم على مدى عصور العلم والتعليم، مؤكدًا أنه لبى دعوة حضور الصالون من أجل الاستماع أكثر من الحديث لأن الطلاب هم مستقبل الوطن.