جرائم "وجه قبلى" تبدأ بالخيانة.. وتنتهى بالقتل

العدد الأسبوعي



زوجة تقتل رضيعها لتتفرغ لعمه.. وأخرى تبيع رضيعها لتنفق على عشيقها

الترع ومصارف المجارى والمزارع المهجورة.. أماكن إخفاء الجثث


لا تتعجب عزيزى القارئ، فالحوادث التى نستعرضها فى السطور القادمة، حدثت بالفعل فى صعيد مصر، فى البيئة المغلقة، التى لا تسمح بوقوع الخيانة، ففى صعيد مصر.. الدم حار، واللحم لم يصبح رخيصاً بعد.

لكن، لكل مجتمع سوءاته، ولكل شخص شيطانه، حتى وإن كانت البيئة والنشأة والفطرة والظروف لا تدعو للانزلاق فى بئر الخطيئة.

لم يكن الهدف من نشر تلك الحوادث البحث عن الإثارة، ولكن لطرح سؤال: «ماذا حدث لصعيد مصر؟»، كيف عرف هذا المجتمع طريق الاعوجاج، رغم أن الحوادث تعتبر فردية إلا أنها فى حاجة لتحليل علمى قبل أن يفسد سوس الرذيلة أرض الصعيد الطيبة.

الجنايات تضم آلاف القضايا الغريبة عن الأخلاق والتقاليد الصعيدية، والتى شاركت فيها عوامل كثيرة، منها الفقر والجهل والمخدرات، وأبرز الجرائم التى هزت الجنوب تركزت فى محافظتى أسيوط وسوهاج، وأغلبها بسبب الخيانة الزوجية، وهذا ما حدث فى القضية 7011 - 1446 لسنة 2012 أول أسيوط كلى جنوب، حيث عوقبت «ز.م»، 21 سنة، ربة منزل وشقيق زوجها، ويدعى «س.ن» بالإعدام، بعد اتفاقهما على قتل طفل بالعام الثالث من عمره.

البداية عندما انتقل الزوج إلى محافظة أخرى سعيًا وراء الرزق لتوفير متطلبات الحياة، بعدما رُزق بطفل من زوجته، واستغل شقيقه تكرار سفره، فأقام علاقة غير شرعية مع زوجته، وبعد فترة فكرت الزوجة وعشيقها فى التخلص من الطفل، حتى تخلو لهما الأجواء، تمهيدًا لطلب الزوجة الطلاق من زوجها المغترب، حتى يتزوجها شقيقه، وبالفعل قام العشيق باصطحاب الطفل إلى الشارع وخنقه وألقى بجثته بأحد مصارف الترع القريبة.

وقامت الأم الخائنة بتحرير بلاغ عن تغيب الطفل، وبعد تحرك قوات الأمن للبحث عنه تم العثور على الجثة إلا أن ضباط مباحث قسم أول أسيوط ارتابوا فى الأمر خلال المعاينة الأولية للطفل، وبالضغط على السيدة فى التحقيقات انهارت أمام المقدم محمد عصام، رئيس وحدة مباحث القسم، وعندما رأت جثة طفلها غلبتها بقايا إنسانيتها، فانهمرت منها دموع الندم على ما فعلته بوليدها،وصرخت معترفة «قتلك عمك وخنتك يا ضنايا»، وظلت تكررها بصوت مرتفع كلما وقعت عيناها على طفلها الميت، واستمرت الأم فى حالة الانهيار تلك حتى صباح اليوم التالى وتحديدًا عندما قامت النيابة العامة بالمعاينة التفصيلية وتمثيل المتهم للجريمة، وحولت المحكمة أوراقه إلى فضيلة المفتى.

أما واقعة بيع الطفل أحمد، الذى لم يبلغ عامه الخامس بعد فهى واحدة من أبشع قضايا الأخلاق والإنسانية، التى لم تتكرر فى صعيد مصر، ووصل الأمر إلى تشكيك متابعى القضية فى تفاصيلها وأحداثها، فحسب المحضر رقم 210 لسنة 2015 تبدأ قصة الطفل أحمد داخل إحدى شقق ممارسة الأعمال المنافية للآداب، مع أم لم تتجاوز عامها العشرين.. تدعى «ع.ع».

اتخذت الأم ممارسة الجنس داخل الشقق المنافية للآداب عملاً لها، حتى تصادف لقاؤها بـ«م.ع.ح»، أحد المترددين على الشقة الذى ارتبط معها فى علاقة عشق محرمة، وطلب من قواد يدعى «م.ج»، مسئول عن ترويج جلسات الحرام الاحتفاظ بها لنفسه على أن يتحمل هو نفقاتها ودفع مقابل الأسبوع الأول والثانى حتى الأسبوع الثالث، وبعد ذلك تأخر عن الدفع للقواد، الذى استغل ذلك وضغط عليها وعرضها على زبائن المتعة الحرام بالشقة، وذات يوم دخل العاشق فوجد عشيقته على السرير مع أحد الزبائن، فاستشاط غضبًا من المنظر، وسدد عدة طعنات برقبة العشيق الجديد، ثم طعن القواد بطعنتين نافذتين، وقامت السيدة التى يحبها بالاختباء داخل حمام الشقة، وفى لحظة خوف من غضبه صرخت، ثم هربت خوفاً على نفسها وعلى طفلها من أن يصيبه مكروه، وبانتقال فريق البحث الذى قاده المقدم أيمن صالح ومعاونه الرائد محمد عطية إلى مكان الحادث تم جمع معلومات عن مرتكبى الواقعة بعد إسعاف قواد الشقة ونقل جثمان القتيل إلى مشرحة مستشفى الإيمان وبدأ الضباط فى وضع خطة بحث مكثفة، انتهت بالفشل، بعدما تمكن المتهم بالهرب هو والسيدة التى عثر عليها بمسكن إحدى صديقاتها.

وعلى الفور تم إبلاغ الأقسام بمواصفاتهما، وكادت أن تنتهى خطة البحث دون جدوى، لكن ظهرت مفاجآت جديدة فى مكالمة تليفونية للفتاة مع أحد عناصر المباحث السرية، تحكى أنها قامت بعرض طفلها للبيع، بعد أن فقدت مدخراتها، وكانت تتعامل مع المتحدث على أنه سائق تاكسى كان يعمل معها فى توصيلها لزبائن الحرام، بعد أن حكت له كيف تقابلت مع القاتل، وقال العنصر المكلف بمجاراتها أن الطفل يمكن أن يجنى لهما مبلغاً كبيرا، حيث من الممكن أن يوفر لهما زبونة من سكان الاحياء الراقية لشرائه بمبلغ 50 ألف جنيه على الأقل.

وفى اليوم الثانى أجرى العنصر السرى للمباحث مكالمة للسيدة أم الطفل، أخبرها خلالها بوجود زبون لشراء الطفل، ولكن له عمولة فى البيع، وقبل ذلك كان قد تم التنسيق مع اللواء أسعد الذكير، مدير مباحث أسيوط، وبالفعل انتقل فريق العمل من ضباط المحافظة والعنصر السرى لاستلام الطفل وتسليمها المبلغ المتفق عليه فى منطقة الحسين، داخل إحدى المقاهى، حيث كانت تجلس سيدة منقبة تحمل طفلاً ومعها رجل، ودخل رجال المباحث للقبض عليهما متلبسين، وتم نقلهما فى سيارة خاصة إلى قسم أول أسيوط، وتم نقل الطفل إلى إحدى دور الرعاية.

أما مركز سوهاج فقد شهد واقعة مقتل سيدة بالعقد السادس من عمرها على يد نجلها بعدما اكتشفت ارتباطه بعلاقة غير شرعية مع زوجة شقيقه، بحسب ما هو مدون بمحضر القضية رقم 1140 لسنة 2017 جنايات، حيث كانت البداية بلاغاً من «ف.ع.ن»، بوجود أمه وتدعى «م.ع.» بالعقد السادس ملقاة داخل حوش المنزل وبها آثار خنق بالوشاح، حتى يتم تسجيل القضية على أنها محاولة سرقة حظيرة مواشى، واكتشف فريق البحث الجنائى بعد مناقشة شهود عيان وأفراد الأسرة وجود مشادة بينها وبين نجلها، وبمناقشة نجلها والتحقيق معه تمكن الفريق من جلب اعتراف بقيامه بخنق أمه للتخلص منها، بعد أن اكتشفت الأم علاقته غير الشرعية مع زوجة شقيقه التى تدعى «ه.ع.ع»، 22 عاماً، وحتى لا يتم كشف علاقتهما المحرمة قاما بالاتفاق فيما بينهما للتخلص من الأم بخنقها، فى واقعة أثارت غضب الشارع السوهاجى، وتفاديًا للفتك بهما من قبل المواطنين تم نقلهما إلى المحكمة تحت حراسة مكثفة لقوات الأمن.

ولم تكن هذه هى الواقعة الوحيدة فى سوهاج من هذا النوع، حيث قام شخص بقتل شقيقه حتى ينفرد ويتمتع بجسد زوجته، حيث تلقى ضباط مباحث صدفا بلاغا يفيد بوجود جثمان لرجل بالعقد الرابع من العمر مقتولاً، وملقى بجوار أحد المصارف بمركز أبو تيج، بحسب ما هو محرر بالمحضر رقم 45 أحوال لسنة 2016، وبعد مناقشة وتحريات مكثفة تبين أن آخر من كان معه شقيق القتيل الذى اصطحبه بالتوك توك الخاص به، وبالضغط عليه فى التحقيقات وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات من وجود علاقة غير شرعية مع زوجة القتيل انهار واعترف بقيامه بقتل شقيقه حتى ينفرد بجسدها بمفرده، وبمواجهة الزوجة اعترفت تفصيليًا بما قام به شقيق زوجها، ووصفت كيف تخلص منه حتى يتزوجها بعد رحلة طويلة من الخيانة الزوجية التى جمعت بين الزوجة وشقيق زوجها.

أما فى مركز الغنايم التابع لنفس المحافظة فقد تعاطف الرأى العام مع سيدة ارتبطت بعلاقة غير شرعية مع مزارع، حتى اتخذت قرارًا بعدم الاستمرار فى تلك العلاقة الحرام، ومع إصرار المزارع وتهديدها المستمر بفضح أمرها إن لم توافق على ممارسة الرذيلة معه قررت أن تنتهى منه بمساعدة نجلها، وذلك بحسب ما هو مدون فى القضية رقم 1156 لسنة 2016، وقامت بالاتصال به وإيهامه بالموافقة على فعل الرذيلة بإحدى المزارع، وفور وصوله قامت بإطلاق طلقة خرطوش فى وجهه فارق على أثرها حياته وقام نجلها بنقله إلى إحدى المزارع القريبة من مركز أبو تيج.