"الخارجية": الدعم العسكري في هذا التوقيت أمر شديد الأهمية لمصر

أخبار مصر



أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية ، أن مصر هى صمام الأمان فى منطقة الشرق الأوسط، كما تتصدر الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب.

وقال أبو زيد فى مقال نشر اليوم الخميس، على مدونة وزارة الخارجية ، إن مصر تواجه هذا الشر ليس فقط دفاعا عن نفسها ولكن دفاعا عن المنطقة وما ورائها، وفى هذا الصدد، فإنها تتوقع دعما متزايدا، بمزيد من المساعدة وبناء القدرات اللازمين لتحقيق هذا الهدف، مشددا على إن الدعم العسكرى واللوجيستى فى هذا التوقيت إنما هو أمر شديد الأهمية لمساعدتنا على منع وإزالة كافة أشكال الإرهاب.

وأضاف المتحدث ، إن مؤتمر ميونيخ للأمن اختتم أعماله لهذا العام 2018 فى الأسبوع المنصرم، وقد انعقد المؤتمر فى وقت بالغ الدقة على خلفية مشهد جيوسياسى شديد التعقيد، وفى مواجهة تهديدات عاتية خلقتها رياح التغيير التى ضربت صميم هذا العالم.

وتابع أبو زيد ، انه وتحت شعار "على الحافة ... ثم العودة مرة أخرى"، قدم المؤتمر منصة هامة للقادة من مختلف دول العالم وصناع القرار من كل حدب وصوب للجلوس معا ومناقشة التحديات الجديدة والمتصاعدة، وكان النقاش ثريا حول قضايا مثل الذكاء الاصطناعى والصراعات الحديثة، التكنولوجيا والأمن، الأمن السيبراني، أمن الطاقة، الهجرة، فضلا عن الاتجاه المتصاعد نحو السياسات الحمائية. ولكن بطبيعة الحال، كان أبرز التحديات التى تم التطرق لها، هو الإرهاب الذى تمتد آثاره الدامية لكافة أنحاء العالم قاطبة دون تفرقة بين دين أو عرق.

وأوضح المتحدث ، أن النقاش حول "ما بعد تنظيم داعش" حظى بزخم كبير، وقد أكد وزير الخارجية المصرى سامح شكرى على رسالتين أساسيتين، ركزت الأولى على التهديد الذى لا يزال داعش يمثله، إلى جانب تنظيمات إرهابية أخرى، والحاجة المتزايدة لتفهم أن هزيمته العسكرية لا تعنى نهاية الإرهاب، بل هى تعكس تحولا فى منهج عمل الجماعات الإرهابية. وبالتالي، لا تزال هناك حاجة إلى استجابة قوية لا هوادة فيها على الصعيدين الوطنى والدولي.

وأشار إلى انه كان الهجوم غير المسبوق الذى تعرض له المصلون فى مسجد الروضة فى نوفمبر الماضى مثالا حيا لمثل هذا التحول التكتيكى فى عمل التنظيمات الإرهابية. قدم التنظيم مزيجا مذهلا من الإجرام والوحشية التى تحمل البصمة المميزة لداعش، بهدف أوحد .. تصدر العناوين مرة أخرى، بعد أن دٌفن مشروع الخلافة الوهمية فى رمال العراق وسوريا.

وقال أبو زيد ، إن الرسالة الثانية شددت على أهمية وقف الكيل بمكيالين فى الحرب العالمية ضد الإرهاب. لا يوجد سبيل للمضى قدما إذا واصلنا التمييز بين شكل وآخر من أشكال الإرهاب؛ إذا ما واصلنا التصدى لهذه الظاهرة المشينة من منظور الشمال - الجنوب؛ إذا واصلنا وصف الإرهاب بالتطرف العنيف، أو تسميته أعمال تمرد، أو حتى الذهاب بعيدا للدفاع عن وتمجيد التحريض على العنف بحجة حرية التعبير.

وتابع "إننا جميعا نواجه نفس الخطر الذى يهدد البشرية، ولا أحد بمنأى عنه، ولن تتمكن دولة بمفردها من التصدى له. علينا أن نتشاطر المسؤولية بأن نعمل معا ونؤسس شراكة متينة لمعالجة هذه الظاهرة البغيضة مع أخذ جميع آثارها الاقتصادية والإنسانية والسياسية فى الاعتبار. يجب أن تتضاعف المسئولية الجماعية ولا تتضاءل".

وأضاف المتحدث انه علاوة على ذلك، ينبغى للمجتمع الدولى أن يفعل الكثير من أجل الحيلولة دون إنشاء مناطق آمنة للإرهابيين، والحد من تمويل الإرهاب، فينبغى محاسبة الدول التى تمول الإرهاب تحت ستار الأعمال الخيرية. ولا بد من إيلاء مزيد من الاهتمام لحركة المقاتلين الأجانب الذين يعبرون الحدود غير المؤمنة لنشر الكراهية والدمار. لا نستطيع التسامح مع الدول التى تواصل تيسير حركة المقاتلين الأجانب، دون إعطاء الاهتمام الواجب لأمن الدول الأخرى فى انتهاك مباشر لقرارات مجلس الأمن.

وشدد على إن وجهة النظر المصرية تتسم بالوضوح، وهى تقوم على أسس موثوقة وثابتة، حيث تتزامن مع العملية الجارية "سيناء 2018"، الحملة العسكرية الشاملة، التى تشهد على الجهود البطولية للجيش والشرطة المصرية، والتى توجه ضربة قاصمة للإرهابيين المحاصرين فى منطقة صغيرة فى شمال شرق سيناء. إن إنجازات وأهداف العملية دليل على عزم الدولة وتصميمها على استئصال الإرهاب فى سيناء، ومتابعة مبادئها الثابتة فى مكافحة الإرهاب، لحماية مواطنيها الذين عانوا من الفظائع المرتكبة ضدهم.

وأكد أبو زيد إن هذا العزم والتصميم متأصلان بقوة فى الاعتقاد الراسخ بضرورة اتباع نهج شامل لمكافحة الإرهاب يتجاوز الإجراءات العسكرية والأمنية اللازمة، ويستوعب جميع الجوانب الأيديولوجية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى لهذه الظاهرة.