هكذا وازن الإسلام بين الروح والمادة

إسلاميات



البشر نوعان؛ نوع يهتم بالنواحي الروحيّة فقط وآخر يهتم بالنواحي الماديّة، فالأول تجده في المعابد والمساجد والأديرة يتعبّد وقد نسي نصيبه من الدنيا وتفرغ للعبادة والتأمل.

ونوع آخر تجده تبع الحياة المادية بكل ما فيها من مال وشهوات ومطالبة دنيوية وكلا الأمرين لا يتفق ونظرة الإسلام لا لحياة الفرد ولا الجماعة فالإسلام دين الاعتدال ودين الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها وهو الأعلم بحاجاته من جسم وروح ويجب تلبية هذه الحاجات ليتحقق له السعادة.

ومن هذا المنطلق اتجه الإسلام لتربية الجسم والروح معاً والعناية بهما وبما أن الفرد هو أساس الجماعة والاهتمام به جسمياً وروحياً هو اهتمام بسلامة الجماعة والمجتمع. 

ففي مجال سلامة الأبدان التي هي الجانب المادي في الإنسان يقول رب العزة ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، وكلو واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).

(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، كلوا من طيبات ما رزقناكم). 

(والأنعام خلقها الله لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون). 

وقول عائشة رضي الله عنها فيما يخص تربية الأبدان: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ثم سابقني فسبقني فقال: "هذه بتلك" فهذا يعطي المثل على اهتمام الإسلام بالرياضة ومن حق الولد على الوالد في الإسلام أن يعلمه الكتابة والرماية والسباحة. 

كما اهتم الإسلام بالجسد اهتم أيضاً بالروح ليحقق التوازن للإنسان فحثه على الإيمان بالله الواحد الأحد، وحببه بالفضائل وحذره من الرذائل وفرض الكثير من العبادات التي تهذب الروح وتفيد الجسم وتنمي الخلق الطيب كالصوم فهو شعور مع الفقراء وصحة الجسم وشعور بالراحة والطمأنينة لتأدية عبادة من العبادات السامية التي ترضي الله وتبشر الإنسان بالأجر العظيم، والزكاة التي تزيل الأحقاد بين فئات المجتمع وتبعث روح المحبة والتكافل بين الناس والحث على مكارم الأخلاق. 

ففي قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). 
وقوله(إنما المؤمنون إخوة فاصلحو بين أخويكم).
وقوله تعالى(خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلي).
وقوله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
وقوله تعالى (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)