العم محمد.. هجر الزراعة لممارسة "تلميع الأحذية" (صور)

تقارير وحوارات



في شوارع القاهرة دائمًا ما تجد من يحمل على يديه ذلك الصندوق الخشبي الممتلئ بالأدوات الخاصة بتلميع الأحذية من "ورنيش.. صبغات.. وأربطة للأحذية".

                

عم محمد.. يبدأ يومه بالسعي على مقهى كل شارع، إما الغير قادر منهم تجده جالس على إحدى الأرصفة وأمامه صندوقه الخشبي مع إحداث صوت بسيط للفت انتباه المارة إليه عن طريق "خبطات علي جانب الصندوق"، بالرغم من أن قديما كان ماسح الأحذية "البويجي" يمتلك محل لمزاولة المهنة دون المرور بتلك الصعاب.

 



بضحكة رضا يجلس العم محمد، على رصيف إحدى شوارع منطقة عباس العقاد، يحمل هموم أسرة بأكملها مكونة من أم و5 بنات، يضع أمامه صندق به أدوات تلميع أحذية المارة الذي يجدده كل يومين بـ10 جنيهات، كما ينحني ظهره طوال اليوم على أحذيتهم للحصول على القليل من المال لسد احتياجاته.

                                    

 يروي العم محمد "للفجر" بداية حياته، قائلًا: "انا كنت فلاح في الأراضي الزراعية، ثم انتقلت لمهنة الحفر في الجبال، ولكن تلك المهن أرهقتني لما تحتاج من مجهود".

 



ويستكمل حديثه عن تلميع الأحذية: "كنت في بورسعيد عامل في البلدية، وكان ليا زميلي شغال "ماسح احذية" فعجبتني وانتقلت للقاهرة واشتريت الصندوق بأدوات التلميع وقررت بدء رحلتي من 23 سنه".

 

وعن المعاملة مع الزبائن يقول: "انا مش بضايق من جلوسي على الأرض وبلمع أحذية الناس، واي مهنة فيها الكويس وفيها الوحش، بس أنا بستحمل أي حاجة عشان لقمة عيشي، وبقدر معاملة الناس لأن ظروف الحياة صعبة وهما بيكونوا مخنوقين".