حسام السعيدي يكتب: ثورة "اليمن" المصرية

ركن القراء



عندما تذكر اسم الجمهورية اليمنية لابد لك أن تتذكر مصر مع وضع مليون خط تحت كلمة الجمهورية، فلولا وضع الزعيم جمال عبد الناصر كُل إمكانيات مصر البشرية المُتمثلة في خير جنود الأرض قبل المادية لما أسقط الشعب اليمني الكهنوتية الإمامية وتحول اليمن لجمهورية حديثة يختار أبناءها من يقودهم.

في بداية الثورة اليمنية، في سبتمبر 1962، قرر الزعيم جمال عبد الناصر إرسال ثلاث طائرات حربية وفرقة صاعقة وسرية من مائة جندي إلى اليمن، وصلت بعد ذلك إلى 55 ألف مُقاتل مصري من ضمنهم الوحدات الأكثر خبرة وتدريبًا وتجهيزًا في كل القوات المسلحة المصرية، تحت قيادة المُشير عبدالحكيم عامر رئيس أركان القوات المُسلحة ونائب رئيس الجمهورية إبان فترة حُكم الزعيم جمال عبد الناصر.

وحاربت القوات المصرية في اليمن أصنافا كثيرة من البشر، ومرتزقة من كل مكان في العالم، ولم تكن تعرف العدو من الصديق، وهل هذا يؤيد الجمهورية أم ضدها، وكانت طبيعة العدو الذي تقاتله القوات المصرية تتميز بالغدر والخيانة، بالإضافة إلى طبيعة الأرض وصعوبة التحرك عليها، خاصة المنطقة الجبلية التي كانت تعسكر بها القوات المصرية، وكثرة الأحجار الصخرية، وتأثيرها الخطير علي أحذية الجنود التي كانت تنتزع نعالها في مشوار واحد، فتصاب أقدام الجنود من الصخور وتدمي أصابعهم.

ليس هُناك اتفاق رسمي على عدد الذين ارتقوا من الجنود المصريين في تلك الحرب، حيث تتفاوت الأرقام بين 5 آلاف حتى 20 ألف شهيد ارتقوا في اليمن دفاعًا عن الأمن القومي المصري ومُساعدة الأشقاء في اليمن على التخلص من كهنوتية الإمام.

دعم الزعيم جمال عبد الناصر لثورة سبتمبر 1962م في اليمن بهذا الشكل الكبير سواء ماديًا أو عسكريًا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك مدى أهمية اليمن في تحقيق الأمن القومي المصري وتأكيد على أن عدم وجود استقرار في اليمن هو تهديد بشكل أو بآخر لمصر ولقناة السويس فليس هُناك معنى آخر لما فعله الزعيم عبدالناصر إلا ذلك. 
أدرك الرئيس السيسي مدى خطورة عودة حُكم الإمامية الكهنوتية إلى اليمن مُمثلة في ميليشيا الحوثي، فبالتأكيد يحملوا في قلوبهم ضغينة وكُره لمصر والمصريين فجدود ميليشيا الحوثي لم يسحقهم سوى بيادات الجيش المصري ولم يهدم عروشهم سوى جنود مصر، وظهر كُره الميليشيا لمصر في خطابات زعيم ميليشيا الحوثي بين الحين والآخر حيث تعتبر ميليشيا الانقلاب في اليمن تمكنهم من العودة للسُلطة انتصار لهم تأخر55 عامًا بعد هزيمتهم في 1962 ودحرهم من قبل الجيش المصري.

أدرك الرئيس السيسي ذلك وسارع في المُشاركة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بحريًا وجويًا استمرارًا لما قام به الزعيم جمال عبدالناصر في الوقوف ضد أي تهديد للأمن القومي المصري، فاستقرار ميليشا الحوثي في حُكم اليمن هو انقلاب على الانتصار المصري في ثورة اليمن 1962 على أجداد ميليشيا الحوثي من الإمامية الكهنوتية وهو ما نتمنى أن لا نسمح به في مصر أبدًا.