"إيديها تتلف في حرير".. إيمان تحول المخلفات إلى لوحات فنية

تقارير وحوارات



تمتلك من العيون ما يلتقط الجمال مما حولها، وتحمل موهبة تجعلها تبدع منذ نعومة أظافرها، ليكون أقل ما يقال عنها إن يديها تلف في حرير.

إيمان حسن عبد الرحمن، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب،بجامعة الزقازيق، نمت موهبتها معها منذ أن كانت في الحضانة.


تروى الطالبة بقسم اللغة الفرنسية لـ "الفجر" أنها عاشقة للرسم منذ مرحلة الحضانة، ليأخذها والدها إلى عالم آخر من إتقان الخط العربي.

استغلت "إيمان" ذهابها إلى المسجد لحفظ القرآن الكريم، ليكون لها الشرف بأن توضع لوحاتها المكتوبة بالخط العربي على جدران المسجد.


ومع الوصول إلى الصف الأول الثانوي فوجئت "إيمان" بإصابتها بداء السكري مما كان بمثابة صدمة لها ولعائلتها.

لعبت ظروف إصابة "إيمان" بداء السكري في مكوثها 3 أعوام دون كتابة لوحات أو ممارسة الرسم.


وانتهت "إيمان" من المرحلة الثانوية وخطت قداماها جامعة الزقازيق، لتفاجيء بطلب أحد الأساتذة منها، إنجاز لوحه في مناسبة عيد زواجه، وكان طلب الدكتور بالجامعة بعدما علم عن موهبة "إيمان".

وفي ذلك الحين حاولت "إيمان" الخروج من الكتابة على اللوحات إلى الإبداع هذه المرة على القماش، فأخذت الطالبة قطعة قماش من منزلها وقامت بتنظيفها وكيها، ثم كتبت عليها وساعدها والدها في تثبيت القماشة على ورق مقوى بواسطة الغراء.


حاولت "إيمان" بعد إنجاز هذه اللوحة المعدة على القماش تنمية موهبتها في الرسم، بعدما اكتشفت عدم تمكنها من الإمساك بالفرشاة في الرسم، ومن خلال أحد النجارين طلبت منه ألوان تثبت على القماش، فأعطاها الدهان المستخدم في الكراسي من اللون الذهبي والفضي.


ومن خلال تدوير المخلفات استغلت "إيمان" قصايص الورق وقشر السوداني والأرز المكسر والورد المجفف في إبداع لوحاتها الفنية، وأصبحت بمثابة الملقاط الذي يلقط كل شيء يمكن استخدامه فنيًا.


واندمجت "إيمان" في الجامعة كما توغلت في صناعة كل جميل بيديها بالرغم من تخوف أسرتها على مستقبلها بسبب هذه الأعمال، فرسمت الفنان محمد منير بالأرز المكسر.


وفي ذات يوم شجعها رائد قافلة شعاع الخير، الدكتور عادل قاسم، للمشاركة في أحد المعارض المقامة بالجامعة لعرض لوحاتها وأعمالها ولكنها لم تتمكن من اللحاق به لإنه كان في نهايته، ثم شاركت في معرضين أحدهم بكلية التنمية والتكنولوجيا والآخر بكلية التجارة.


ونالت "إيمان" الحصول على لقب الطالبة المثالية، كما حصدت المركز الأول والثاني في صناعة مجلة المعلومات العامة خلال العام الحالي والماضي، بالإضافة إلى مشاركتها في معرض كلية الآداب قبل أيام والذي حقق نجاح كبير لها شجعها على إكمال مسيرتها.


وعن فترات الإحباط، تروي "إيمان" إنها بعد علمها بإصابتها بداء السكري إنتابها شعور بأنها ضعيفة، مشيرة أنها عندما عاودت العمل بعد الثلاث سنوات شعرت بأن هناك الكثيرين أفضل منها، وهو ما جعلها تتوقف لشهرين في بداية الجامعة، مضيفة: "فترة الإحباط بتعدل مسار الإنسان".


وبقوتها استطاعت "إيمان" الخروج من هذه الحالة وأخذت تفكر بأن كل شخص وهبه الله موهبه يستطيع إيصالها بشكل معين.


وعن حلمها قالت "إيمان" إنها تأمل في أن يتحول مشروعها من غرفتها إلى ورشة لتعليم الأطفال إعادة تدوير المخلفات، ورسم الجرافيتي الذي تتقنه، بالإضافة إلى معمل لإعدادت الخامات المستخدمة في تدوير المخلفات.


وترسم "إيمان" ورشتها في مخيلتها بأنها تتكون من مكتبة وقسم ديني لتستغل حفظها للقرآن في تعليم الأطفال، وكذلك اتقانها للغة الفرنسية في تعليمها للصغار، فترى في الورشة مكان لتنمية المهارات وبناء الثقافة، معتبرة أن الأطفال يسهل التأثير عليهم.


وفي نهاية حديثها لـ "الفجر" وجهت "إيمان" الشكر لكل من ساندها لتستمر في موهبتها بداية من والدها ووالدتها وأخواتها وأصدائقها، مرورًا بمن قدم لها يد العون بالجامعة وهما الدكتور خالد عبد الباري، رئيس الجامعة، الدكتور عادل قاسم، رائد قافلة شعاع الخير، والدكتورة سهام جبر، رئيسة قسم اللغة الفرنسية بجامعة الزقازيق.