عادل حمودة يكتب: وتحققت نبوءة العالم.. مصر خالية من سرطان الإرهاب

مقالات الرأي



مصر رفضت اقتراحا من كونداليزا رايس ومحمد البرادعى بتسريح الجيش والاكتفاء بفرق لمكافحة الإرهاب

التنظيمات الإرهابية فى سيناء متعددة الجنسيات وتمتلك أسلحة متطورة ضد الطائرات والمدرعات ولولا تطوير وتحديث التسليح فى القوات المسلحة لما نجحنا فى مواجهتها

هناك دول مريضة نفسيا وسياسيا تدعم الفوضى فى مصر وترفض بيعنا معدات رصد الإرهابيين


سعت كونداليزا رايس جاهدة لتفكيك الجيش المصرى وتقليص عدده وبيع طائراته ومدرعاته خردة فى «وكالة البلح».

وكانت حجتها المعبرة عند إدارة الرئيس جورج بوش: إن مصر بتوقيعها معاهدة السلام شطبت إسرائيل من قائمة أعدائها فلم تعد تحتاج إلى فرقها العسكرية القوية ولا معداتها القتالية الثقيلة وغيرها من مستلزمات الحروب التقليدية فى زمن أصبحت فيه التنظيمات الإرهابية العدو البديل فى التفجير والتدمير والتفخيخ وغيرها من أساليب حروب العصابات غير التقليدية.

واقترحت رايس أن تزيد قيمة المعونة العسكرية التى تقدمها بلادها للجيش المصرى على أن يتحول من جيش نظامى إلى مجموعات قتالية متفرقة ومتخصصة فى مواجهة الإرهاب واختارت إيطاليا لتدريبها على مهامها الجديدة.

وتكرر الاقتراح نفسه ــ بنفس الصيغة وبنفس التبرير ــ من الدكتور محمد البرادعى.

لكن القيادة العسكرية فى مصر رفضت ما تحمست له وزيرة خارجية جورج بوش التى ينسب إليها نظرية « الفوضى الخلاقة « التى طبقت فى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال ونجت مصر منها مسندة ظهرها على جيشها الوطنى.

وأدت الفوضى العارمة التى تحاصرنا من جميع الجهات إلى تهريب أسلحة حديثة إلى سيناء لم يكن الجيش المصرى يملك مثلها مما يعنى أن التنظيمات الإرهابية لم تعد مجرد خلايا انتحارية ضعيفة تعتمد على تفجير أعضائها فى تنفيذ عملياتها وإنما أصبحت فرقا عسكرية منظمة ومدربة وقادرة على إسقاط طائرات وتدمير مدرعات وإيقاع خسائر بالمئات بجانب خبرة متزايدة فى الدعاية شجعت شبابا من مختلف دول العالم للانضمام إليها.

وكان على مصر أن تزيد من قدرات جيشها تسليحا وتدريبا، وهو ما حدث بشكل واضح ومؤثر، فالعدو ليس مجموعة هواة يسهل القضاء عليهم وإنما هو تنظيمات متعددة الجنسيات لها وصلات فى التمويل والتأثير بعد أن أصبحت واجهة لدول ثرية ومريضة نفسيا وسياسيا.

والدليل على ذلك رفض كثير من الدول بيع مصر أجهزة تتبع الإرهاب، كما ذكر وزير الخارجية سامح شكرى فى منتدى البحر المتوسط وكأنها لا تريد لنا النجاة لنظل فى حالة قلق واضطراب تحرمنا من التطور والتقدم.

وحسب ما سمعت من شخصيات وثيقة الصلة بسيناء فإن على أرضها تنظيمات قتالية إرهابية شرسة بجانب المخابرات الإسرائيلية ومخابرات تركيا وقطر وإيران ورغم اختلاف الأهداف بينها فإنها لا تكف عن إثبات وجودها هناك.

بعد ثورة يناير سمحت مصر بعودة 3 آلاف شاب مصرى قاتلوا مع القاعدة فى أفغانستان وباكستان لم يذهبوا إلى ذويهم وإنما تجمعوا فى سيناء ليشكلوا أول التنظيمات الشرسة فيها ولحق بهم تنظيم بيت المقدس الذى تضاعفت قوته بعد أن انضم إليه نحو 500 مقاتل من داعش ليشكلوا القوة الثانية وتكونت القوة الثالثة من أنصار رابعة العدوية بعد فك اعتصامها.

والمقصود: أن الحرب على الإرهاب فى سيناء ليست حربا سهلة، وعندما تعلن القوات المسلحة والشرطة عن العملية الشاملة لتحريرها فإننا يجب دعمها والوقف خلفها بمواجهة الشائعات التى تنال منها والدعايات الإخوانية الخارجية التى تقلل من نتائجها.

لقد تبنأت فى مقال أول العام أنه سيكون عام التخلص من الإرهاب وأحمد الله على أن النبوءة سوف تتحقق.