رامي رشدي يكتب: قيادى إخوانى يطالب بإغلاق "النور".. "الشحات": أنتم قمة فى سوء الأدب

مقالات الرأي



تأييد السيسى يفجر "حرب التخوين" بين الإخوان والسلفيين


منذ إعلان الدعوة السلفية بالإسكندرية وذراعها السياسية حزب النور، تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة، فتحت جماعة الإخوان النيران على الدعوة والحزب واتهموهما بالعمالة ووصفوهم بالخونة ومدبرى المؤامرات ضد الإسلاميين. وتجاوز الطرفان فى المعركة الكلامية بينهما أى حدود للأخلاق، وتبادلوا السباب وإلقاء التهم، وأصبحت الساحة بينهما أشبه بـ»خناقة فى خمارة ومشادة بين نساء الحوارى».

ورغم أن حدة الحرب الكلامية بين الإخوان والسلفيين هدأت منذ فترة قريبة، قبيل إعلان السلفيين دعهم للرئيس السيسى، بالتزامن مع التواصل بين السلفيين وبين حملة الفريق سامى عنان، الرئيس الأسبق لأركان حرب القوات المسلحة، بهدف حصول الأخير على دعم الدعوة السلفية قبيل إعلانه رغبته فى الترشح فى مواجهة السيسى، خصوصاً أن الإخوان كانوا داعمين لعنان.

وشنت الجماعة معارك شرسة على كافة الأصعدة المتاحة لهم سواء فى قنواتهم أو فى عالم السوشيال ميديا أو من خلال قنوات الاتصال التى لا تزال مفتوحة مع السلفيين، اتهموهم فيها بالعمالة والخيانة، وهو ما دفع الدعوة السلفية إلى تصوير فيديو مدته 4 دقائق نشرته الصفحة الرسمية لحزب النور، على «فيس بوك» للرد على ادعاءات الجماعة، التى بدأت مع انضمام السلفيين لتحالف 3 يوليو عام 2013، وعلى جميع الاتهامات التى روج لها الإخوان عن موقف حزب النور من الانتخابات الرئاسية ومعركته داخل اللجان البرلمانية، وكيف حافظ الحزب على تواجد الإسلاميين فى الصورة بدلاً من ضياعهم بسبب سلوك جماعة الإخوان التى ضلت الطريق.

لم يكن هذا الفيديو هو أول رد على الحملة الإخوانية المسعورة ضد السلفيين، كنوع من رد الفعل، ولكن السلفيين استخدموا نفس سلاح الإخوان فى التشويه والتشهير من خلال نشر التعليقات على السوشيال ميديا خصوصاً عن زيارة وفد من الجماعة للبيت الأبيض والكونجرس الأمريكى، حيث علق القيادى السلفى البارز محمود الحفناوى الأنصارى، على الزيارة بقوله على حسابه: «سنوات الخداع.. أصبحت جماعة الإخوان تطلب العزة والنصرة فى البيت الأبيض وعلى بلاط الكونجرس الأمريكى!! هذه خيانة لدينهم ووطنهم ولمصر وشعبها.. إذن من الخائن ؟؟؟!!! حقا إنها سنوات الخداعات».

لم ينته تبادل الاتهامات ولكن وصل الأمر للمراسلات بين الطرفين حيث قام القيادى الإخوانى إبراهيم الزعفرانى، بمراسلة الدعوة السلفية ومطالبتها بحل حزب النور، والرجوع إلى تقوى الله، بقوله: «أدعو إخواننا فى حزب النور إلى سرعة الإعلان بحل الحزب للأسباب التالية، وجود الحزب يورطكم فى الموافقة على أفعال وقرارات تحملكم كثيرا مِن الأوزار عند الله وعند الناس ووجود الحزب يحملكم ضغوطًا سياسية لا طاقة لكم بمواجهتها، كما أن مواقف الحزب تشوه صورة الإسلاميين، وتجعله غير معبر عن قواعده المتدينة.

وأضاف الزعفرانى: «فى حال وافقت قيادة الحزب على حله، ستصبحون بعيدين عن العمل الحزبى، ولن تكونوا مطالبين وقتها كمجموعٍ فى هذا الحال بأداء هذا الدور التعيس، وستعود المدرسة سلفية لأصلها، كإحدى الحركات الإسلامية المنشغلة بإصلاح نفسها بالعلم والعبادة وإصلاح الآخرين، وتعليمهم بعض أمور دينهم، بعيدا عن أن العداوة لغيركم مِن الحركات الإسلامية،بعيدا عن الضغوط والإملاءات والاختراقات واللعنات وتشويه صورة الإسلاميين، ونصيحتى لأعضاء الحزب غير الراضين عن أدائه للاستقالة لتبرئة أنفسهم من مواقفه».

فرد عليه السلفيون بأن الجماعة وصلت للقمة فى سوء الأدب، وكتب عبدالمنعم الشحات، المتحدث الرسمى للدعوة السلفية: «رسائل الزعفرانى هى جزء مِن حملة الهجوم المتزامن الذى قاده عدد مِن رموز تحالف «رابعة العدوية» فى الآونة الأخيرة، وهو هجوم يمثـل تياراً مستمراً، ولكنه يتحول إلى إعصار فى كل المنعطفات السياسية، وما يلبث أن يهدأ حتى ينشط ثانية، وهو ما شغل القوم عن التفكير فى أنفسهم بل لن نكون مبالغين إذا قلنا: إن أحد أدوار هذه الأعاصير هو شغل الأفراد عن التأمل فى الطريق الثورى الذى سلكوه متى؟ ولمَ كانت بدايته؟ ومتى؟ وكيف سيُعلنون نهايته؟».

واستكمل الشحات رده: «فى نصائحه للإخوان بترك العمل السياسى التزم الزعفرانى بألا يوجِّه كلامه إلا إلى القيادات لا سيما المرشد ونائبه»، مؤكِّداً أنه يطرح الفكرة ليحملها مَن يستطيع حملها إلى أحد الرجلين، ولم يفكر أن يوجِّه كلامه إلى شباب الإخوان بترك الجماعة، فى حين أنه لم يتوانَ عن أن يطالِب «أعضاء حزب النور» بالاستقالة براءة من أفعاله.

وتابع الشحات: «قد يُقال إنه منزعج مِن إقدام حزب النور على تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الانتخابات، وبالتالى خرجت النصيحة بهذه الحدة، وبهذه الاقتراحات، ولكن أرى أن هذا ليس عذرًا: فهو رغم دعوته للكيانات باعتزال العمل السياسى إلا أنه ليس ممَن يدعون إلى اعتزال الحياة السياسية -كما سيأتي-، بل ليس ممَن يدعون إلى اعتزال الانتخابات الرئاسية تمسكًا بالاستحقاقات الانتخابية السابقة على «3-7»، والتى يقول إنها تحولتْ إلى ما يشبه بالفرائض الخمس عند البعض، بل إنه كان مِن ضمن مَن يمهدون لدعم مرشح آخر، وبعد الانسحاب وجه التحية إلى الأستاذ «خالد علي»، و«الفريق عنان»

وواصل الشحات: «لا أدرى كيف يمكن لمَن كان يريد تأييد «الفريق عنان» أن ينزعج كل هذا الانزعاج مِن تأييد الرئيس «السيسي»، ومعلوم أن «الفريق عنان» رجل عسكرى لا يتماشى ترشيحه مع شعار: (يسقط يسقط.. . حكم العسكر!)، كما أن هذا يَطرح أسئلة حول ما سبق أن اتهمه الإخوان به مِن أنه مسئول عن «موقعة الجمل»، وهل دماء «موقعة الجمل» أقل حرمة مثلًا مِن دماء «رابعة» فتقبل أحدهما التصالح -بل التغاضي!- بينما لا تقبل الأخرى إلا جريان مزيدٍ مِن الدماء».

وأشار الشحات إلى أنه «رغم عباراته المهذبة؛ فقد ترك مجالًا ليثبت لنا متابعوه أن الإخوان عندهم ازدواجية أخلاقية عجيبة جدا فمع كثرة حديثهم عن التربية والأدب تجدهم عند الغضب فى قمة سوء الأدب، بالطبع يحسب لهؤلاء الشاتمين أنهم استخدموا شتائم مِن قاموس العمالة والنفاق الذى استخدمه «إخوان 65»، مع مَن وافق على مصالحة «عبدالناصر» قبْل أن تتصالح الجماعة ككلٍّ مع نائبه «السادات»، ولم يستخدموا السب بالألفاظ السوقية التى شرعن لها «وجدى غنيم»، و«عصام تليمة»، وغرق فيها شباب الإخوان حتى آذانهم».