أحمد شوبير يكتب: البدرى وماهر وغيرهما كمان

الفجر الرياضي



عندما أستعرض تاريخ الكرة المصرية وانتصاراتها أتوقف عند نقطة مهمة جدا وهى أن المدرب المصرى هو أكثر من حقق انتصارات مع كل الفرق سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، والتاريخ هنا بالأرقام لا يكذب فمنتخب مصر حصل على 7 بطولات إفريقية، منها 6 بطولات تحت قيادة المدربين المصريين، وهم على الترتيب: محمد الجندى ومحمود الجوهرى وحسن شحاتة، أما البطولة السابعة فكانت عام 86 تحت قيادة الإنجليزى مايكل سميث، أما صعود مصر لكأس العالم فكان عام 90 بقيادة المصرى القدير محمود الجوهرى، والمرة الثانية بقيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر، ولا أعلم على وجه التحديد من كان مدربا لمصر عام 34، وبالنسبة للأندية فتجد ما هو أغرب فباستثناء الأهلى والذى يفوز بالبطولة سواء مع المدربين المصريين أو الأجانب، وإحقاقا للحق فإن بعض المدربين الأجانب الذين قادوا النادى الأهلى أضافوا كثيرا جدا للكرة المصرية، وعلى رأسهم المجرى هيديكوتى والألمانى فايتسا والإنجليزى ألان هارس والذى لم يحصل على حقه الإعلامى كاملا ولكنه هو الآخر فعل مثل سابقيه ثورة فنية فى النادى الأهلى من حيث طرق اللعب والتدريب وطبعا مانويل جوزيه صاحب أكبر رصيد من البطولات مع الأهلى وبالتأكيد هناك الكثيرون غيرهم نجحوا نجاحات كبيرة مع النادى الأهلى، ولكن يبقى للمدربين المصريين الفضل الكبير أحيانا فى إعادة بناء الفريق مثلما حدث مع الراحل الكبير عبده صالح الوحش أو تحقيق البطولات مثل محمود الجوهرى صاحب لقب أول بطولة إفريقية مع الأهلى وغيره الكثيرون من أبناء الأهلى الكبار مثل طه إسماعيل ومحمود السايس وأنور سلامة وفتحى مبروك ومحمد يوسف، وأخيرا حسام البدرى والذى حقق نجاحات تفوق كل الحدود سواء على المستويين المحلى والإفريقى ورغم كل الضغوطات التى تعرض لها البدرى وأزمة الثقة والتى استمرت لفترة غير قصيرة بين البدرى والإدارة أحيانا وبينه وبين الجماهير أحيانا أخرى فإن البدرى نجح مؤخرا فى كسب ثقة الجميع إدارة وجماهير وأعضاء وأصبح المدرب المفضل للجميع بما حققه من انتصارات وتطوير أداء الفريق وتغيير طرق اللعب لدرجة أن أقصى أمانى أى فريق يلعب أمام الأهلى حاليا أصبح مجرد هز شباك الفريق وليس الحصول على نقطة من المباراة، وهو تطور واضح جدا فى الآونة الأخيرة لذلك أصبح استمرار البدرى مطلبا عاما من الجميع وهو يستحق كل تقدير وثناء.

أما الزمالك فالمتابع لتاريخه سيكتشف الأعجب والأغرب أن معظم البطولات التى تحققت للزمالك كانت على يد المدربين المصريين ولعل أكثرهم حصولا على البطولات هو عاشق الزمالك وابنه الرائع محمود أبورجيلة ما بين بطولات إفريقية أو محلية وغيره مثل الراحل الكبير زكى عثمان وأحمد رفعت وحلمى طولان وغيرهم الكثير من أبناء الزمالك الأوفياء والذين لم يعد لهم وجود على الإطلاق فى دائرة ترشيحات المدربين للزمالك بل إن الظاهرة المخيفة جدا فى الزمالك هى كثرة التغييرات والتبديلات فى المدربين الأجانب دون تحقيق أية بطولات تذكر اللهم إلا القليل جدا ومع ذلك تبقى الأولوية دائما للمدرب الأجنبى فى كل اختيارات الزمالك!

أما الإسماعيلى فيبدو أن الذاكرة الضعيفة للمصريين أنست الجميع أن أول بطولة إفريقية للأندية دخلت مصر عام 1970 كانت تحت قيادة المدرب المصرى على عثمان وأن بطولتين للدورى العام تحققتا مع شحتة الإسماعيلى ومحسن صالح. أما الثالثة فكانت تحت قيادة الإنجليزى طومسون وأن معظم بطولات كأس مصر كانت تحت قيادة المصريين، ومنهم العظيم على أبوجريشة أحد عظماء لاعبى الكرة فى تاريخ مصر ورغم ذلك يبقى دائما الاختيار الأول فى الإسماعيلى للمدرب الأجنبى خوفا من غضب الجماهير! ودعنا من فرق البطولات وتعالوا بنا إلى تجربة فريدة صنعها نادى الأسيوطى الصاعد للدورى الممتاز والذى أعطى الفرصة كاملة لعلى ماهر المدرب الشاب لأول مرة كمدير فنى للفريق فإذا به يحقق كل المفاجآت، ويضمن مبكرا البقاء فى الدورى الممتاز بل ينافس على مركز فى وسط جدول المسابقة مؤكدا أن المدرب المصرى ينجح وباقتدار إذا حاز على الثقة والاطمئنان.. فهل سنعود من جديد لمنح الثقة للمدرب الوطنى دون أدنى مانع أن يكون لدينا مدرب أجنبى على وزن كوبر أو جوزيه أو فاتيسا أو هيديكوتى أم سيظل زمَّار الحى لا يطرب وتضيع فلوسنا هباء فى الهواء من أجل احتواء الجماهير والخوف من غضبها؟.. الإجابة غالبا ستكون لا وألف لا والباب اللى يجى منه الريح هات له أجنبى واستريح!