سمسار رغم الآلم.. ورد الحب على رصيف الشتاء (صور)

تقارير وحوارات



ورود تناغمت أنواعها وألوانها داخل زجاجات بلاستيكية، متراصة على إحدى الأرصفة الجانبية، تنادي على الأحبة، بلغتها الخاصة، وخلفها صانع البهجة في قلوب المحبين يتطلع المارة بإبتسامة صامتة، كأنه لا يحمل همًا ولا يبالى ضيقًا فترسل بشاشة وجهه شعورًا خفيًا يجذب العشاق لشراء الورد منه في "عيد الحب".

 

وسط ضجيج وزحمة السيارات والمارة بالزمالك، يمكث على إحدى الأرصفة بمنطقة الزمالك، رجل خمسيني، مرتدي معطفًا أسودًا يختبأ داخله من البرد، وبجواره نجلته الصغرى، يحاول أن يُشكل من الورد باقات مختلفة للمحبين في عيدهم، متحديًا الأسعار الباهظة في محال الزهور، مدندنا أنغام كوكب الشرق"الورد جميل"، ليشاركه أحد المارة أغنيته متسائلاً عن أسعار الباقات الجذابة، ليهادي حبيتبه أجمل الباقات، لاسيما وأن أسعارها في متناول الجميع.






وبتجاعيد يديه العتيقة، والتي تؤكد أنه عاش حياة شاقة، وعمل الكثير من المهن الشاقة، يجمع قوت يومه البسيط، راضيًا عن رزق الرحمن الله، آملاً في هذا اليوم أن يسود الحب قلوب الجميع، حتى إذ كان المقابل المادي له قليل، فهو يومًا يحاول المحبين إسعاد بعضهم البعض، وسعيه لذلك رزق من رب العباد له.

                                        

ووسط أسرار تحوم حول "سمسار الغرام"، رغم الآلام التي تُحيط حوله وتتضح من خلال وجهه الملئ بالحزن، والممزوج بابتسامة، قضى 9 أعوام من التشرد لم يبررها الرجل، ولكنه أخفاها في نظرات بدت لنا أنها تخفي الكثير من الآلم.. فلماذا يوافق رجلاً مثله بالبقاء دون استقرار كل هذه المدة؟





ويقول الرجل الخمسيني لـ"الفجر"، إنه يُعاني من بعض الأمراض وبالرغم من ذلك وجد الشارع مأوى له، كما أنه لديه 7 أطفال، مؤكدًا أن العديد من الأشخاص تواصلوا معه لعلاجه، ولكنها كانت وعود في الهواء.

                                        

وعن بيعه للورد في عيد الحب قال: "لا يوجد سعر مُحدد واللي عاوز ياخد وردة ياخدها حتى لو ببلاش"، لافتًا إلى أنه يتابع بصفة دائمة صحيفة الحياة اللندينة.





"الرجل ولد حتى يموت أبوه".. كانت إحدى المقالات الصحفية التي تساعد الرجل الخمسيني على الوقت، لانتهائه من عمله في البرد القارص، فاعتاد أن يقرأ الصحيفة الورقية يوميًا ومتابعة الأحداث، لاسيما العملية الشاملة في سيناء فهو الحدث الأهم على الساحة المصرية.

                   

وكسر الإقبال على شراء الورد البنفسجي، قاعدة الوردة الحمراء في عيد الحب، وذلك لجمال اللون البنفسجي لاسيما أنه يخطف الأنظار مع اللون الأبيض والأصفر في باقة الورد، وتربع على عرش ألوان الزهور هذا العام، في الميادين والشوارع.

 

وخيمت موجة غلاء الأسعار، على مظاهر الاحتفال بعيد الحب، واشتكى عدد من بائعي الورد والهدايا من تراجع المبيعات، مقارنة بالعام الماضي، فيما أكدوا أن الإقبال على شراء الزهور وبوكيهات الورد ما زال قائمًا.