من "تحتمس" إلى "السيسي".. محاربة الإرهاب في سيناء عمرها 1500 عام (صور)

أخبار مصر



سيناء، أرض الفيروز والأجداد والتي من أجلها أرسل تحتمس ورمسيس الجيوش، للدفاع عن ترابها، وحماية أهلها، فهي بوابة مصر الشرقية ودرعها الحامي، الآن وحتى لحظة كتابة هذه السطور، يقوم جنود مصر البواسل، أحفاد أجدادهم المصريين القدماء، بتطهير سيناء من ذيول الإرهاب، وأعداء الإنسانية، من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018".


فمن ضمن اكتشافات وزارة الآثار، مقر للجيش المصري، عمره نحو 1500 عام قبل الميلاد، في منطقة تل حبوة شمال سيناء، عبارة عن ثلاث كتل حجرية من بوابة قلعة "ثارو" ومخازن من الطوب اللبن، كانت تخص الملكين تحتمس الثالث، ورمسيس الثاني، وأختام تخص الملك تحتمس الثالث.


الدكتور زاهي حواس، أكد أن المنحوتات الفرعونية المكتشفة بسيناء، تؤكد أن الجيش المصري استهدف جماعات إرهابية بالأسهم والنبال كانت تعيث فسادًا في أرض الفيروز واستطاع القضاء عليها.


فقد كانت أرض الفيروز معبرًا للأعداء القادمين من الشرق، حتى أن الفرما التي دخل منها إخوة يوسف عليه السلام، كانت عبارة عن بوابات رسمية تحدد عدد الداخلين والخارجين من مصر.


وكان قدر كل ملك مصري، أن يحارب البدو الآسيويين، الذين يريدون العبور إلى مصر عن طريق سيناء، بسبب أطماعهم في دلتا نهر النيل وخيراتها.


وكما حدث منذ 1500 عام يحدث الآن، يكمل الجيش المصري قتاله ضد الطامعين في مصر وخيراتها، ويواصل دك معاقل من تسول له نفسه المساس بذرة رمال من أرض سيناء.



وكشف المتحدث العسكري، في بيان له اليوم، عن ما قامت به القوات الجوية، في سيناء، موضحًا أنه تم رصد وتدمير عدد (60) هدف للعناصر الإرهابية بعد توافر معلومات استخباراتية حول هذه الأهداف، والقضاء على عدد (12) فرد من العناصر التكفيرية المسلحة خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات المكلفة بأعمال المداهمة.


وأيضًا تم ضبط كميات من الأسلحة والذخائر، والقبض على عدد ( 92 ) من المطلوبين جنائياً والمشتبه بهم ، وإتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وضبط وتدمير والتحفظ على عدد ( 20 ) سيارة تستخدمها العناصر الإرهابية فى عملياتها الإجرامية لترويع المواطنين، وتدمير عدد ( 27 ) دراجة نارية بدون لوحات معدنية .


وتم تدمير عدد (30 ) عشة ووكر ومخزن عثر بداخله على كميات من المواد الكيميائية المستخدمة فى صناعة العبوات الناسفة وأجهزة إتصال لاسلكية وكميات من قطع الغيار والمواد المخدرة .


وقامت العناصر التخصصية من المهندسين العسكريين باكتشاف وتفجير عدد ( 23 ) عبوة ناسفة تم زراعتها بمناطق العمليات، وتدمير عدد ( 7 ) مزرعة لنبات البانجو والخشخاش المخدر وضبط أكثر من نصف طن من المواد المخدرة المعدة للتداول، والعثور على ( 13 ) مخبأ تحت الأرض بداخلهم كميات كبيرة (مواد إعاشة - قطع غيار دراجات نارية - أدوات تصنيع العبوات الناسفة).




ومن جهة أخرى، لم نكن نتوقع أن نقابل أهالي سيناء، خلال هذه الفترة، فأ ثناء زيارة وزير الآثار، الدكتور خالد العناني، لمنطقة عيون موسى، والتي تتبع محافظة جنوب سيناء أثريًا، ومحافظة السويس إداريًا، قابلناهم.


فبرحابة صدر وبكرمهم المعتاد تلقوا الوزير، والوفد المرافق له، ومنهم من يبيع منتجاته، وآخرون يريدون مشاهدة المسؤولين عن قرب، وأطفالهم تلعب حول الموكب، وتقترب من رجال الأمن، وتصافح الجميع، في مشهد لا يصلح معه سوى وصف الأمن والأمان متحقق، عكس ما يرويه الكثيرون.


العملية الشاملة 2018 تجري على بعد عدة كيلومترات من موقعنا، والوزير خالد العناني، وسفراء الدول الأجنبية، والوفد المرافق أصروا على إتمام الزيارة، وكذلك رجال أمن المحافظة أصروا على إتمام الزيارة، وعدم تأجيلها، إشارة من الجميع إلى "أننا قادرون على إستكمال المسيرة، أثناء هدم أوكار الإرهاب".


المشهد السابق، أكد عليه وتناغم معه سلوك أهالي سيناء، وخصيصًا البدويات منهن، والتي عبرت عنهن رئيسة جمعية المرأة البدوية، أنهن هنا يعشن تحت درع الوطن، ويجدن الأمن والأمان في الوجود بالقرب من قوات الأمن الساهرة الحارسة لنشاط البدويات اليدوي.


فبدويات سيناء يحترفن عدة مهن يدوية، منها صناعة العقود، والقلادات، وأيضًا التطريز، وغيرها من الصناعات التي اشتهرت بها سيناء، وعبرت عن بالغ سعادة المرأة السيناوية بقدوم الوزير والوفد المرافق له في هذه الظروف، والذي أعطى رسالة للعالم كله أن سيناء آمنة.


وقد استطاعت عدسة "الفجر"، أن تلتقط العديد من الصور التي تنقل واقع كلمات هذه السيدة، وهى الصور التي أكدت أن الأمن لم يكن في حالة طوارئ غير طبيعية لأجل الزيارة، وإنما اتخذ الإجراءات التي سيتخذها مع قدوم أي وفد لزيارة منطقة عيون موسى، وهو ما أكد عليه مدير أمن السويس اللواء محمد جاد، أن سيناء مستعدة بكل منطاقها لاستقبال السائحين في أي وقت، وأن العمليات الجارية في القلب من سيناء لن تمثل خطرًا على حياة المدنيين.


ومن جانبه أكد اللواء أحمد محمد حامد، محافظ السويس، أن زيارة وزير الأثار اليوم، وبصحبته وفد من السفراء الأجانب، لهو أدل دليل على قدرة الأمن المصري على تأمين أية وفود قادمة إلى المنطقة.


وفي نهاية الجولة والتي استغرقت ما يقرب من خمس ساعات، استطاعت البدويات أن يلفتن الانتباه بمنتجاتهن الغاية في الروعة، والتي دفعت العديد من مرافقي الوزير، ومن الوفد الإعلامي، الحرص على إقتناء هذه المنتجات المتقنة الصنعة.