أحمد شوبير يكتب: سيادة السفير

الفجر الرياضي




فى كل الدنيا يكون سفير الدولة هو أساس العلاقات بين البلدين لما له من مهام كبيرة مطلوب منه أن يقوم بها على أكمل وجه وفى كل المناسبات ومطلوب منه أن يتحمل الكثير من الضغوطات والمشاكل التى تواجه علاقات الدول بعضها البعض ويضطر أحيانا كثيرة إلى تقديم بعض من التنازلات لكى تسير الأمور فى الإطار الصحيح بما لا يؤثر على علاقة بلاده ومصالحها.. لذلك تحاول الدول أن تنتقى سفراءها بمنتهى العناية والحرص حفاظا على المصالح والعلاقات.. وتاريخ مصر يشهد لعدد من السفراء الذين أسهموا وبشدة فى تحسين العلاقات مع بعض الدول وكانوا سببا رئيسيا فى فتح آفاق جديدة للتعاون ولكن وفى الآونة الأخيرة اختلفت نوعية السفراء ولم يعد السفير هو الشخص الدبلوماسى فقط بل أصبح الآن هناك سفير جديد اسمه السفير الرياضى أو بمعنى أدق السفير الكروى، ومن حسن حظ مصر أن عدد سفرائها الكرويين زادوا بدرجة كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية.. ولكن هناك عميدا لهؤلاء السفراء اسمه محمد صلاح فما يقدمه صلاح لمصر لم يقدمه أحد من قبل.. فمحمد صلاح قدم أجمل رسالة دبلوماسية ورياضية لمصر ليس فى إنجلترا فقط ولكن فى العالم أجمع، فاسم مصر وأهراماتها أصبحت على كل لسان وخلفية الأهرامات ومعالم مصر أصبحت تزين كل الأخبار المتعلقة بمصر الحضارة ومصر الحاضر وأصبح محمد صلاح هو السفير الرياضى والسياحى والاقتصادى لمصر عبر جميع أنحاء العالم، وأعجبنى بشدة تعليق المعلق الشهير عصام الشوالى فى مباراة ليفربول الأخيرة أمام توتنهام عندما تألق صلاح وسجل هدفين أحدهما هدف عالمى ليصرخ الشوالى قائلا محمد صلاح يا ولد النيل وهى رسالة للجميع داخل إفريقيا أولا خصوصا مع اشتعال الأزمة حول سد النهضة بين مصر وبعض جيرانها ولكن جاءت كلمة الشوالى لتؤكد أن مصر هى هبة النيل وأن محمد صلاح هو ابن النيل قبلهم جميعا.

أيضا ما ذكره المعلق رءوف خليف ووصفه لمحمد صلاح بأنه فخر العرب وهى الرسالة التى وصلت لكل العرب بل لكل العالم حيث كانت كلمات خليف التونسى الجنسية نابعة من القلب بل إن محمد صلاح الآن أصبح أملا للشباب وللأطفال ولعل ما حدث فى إحدى المباريات عندما طلب طفل صغير التيشيرت الخاص بصلاح وتوجه إليه ليهديه قميصه لتصرح والدة الطفل بعدها بأن هذا القميص هو أغلى هدية تلقاها ابنها فى حياته وأنها ستخصص بروازا خاصا به فى أغلى مكان فى المنزل.

كل هذه التفاعلات تؤكد لنا أننا لسنا فقط أمام سفير دبلوماسى ورياضى بل وعالمى لمصر فى العالم أجمع ولعلى أضيف أن تكريم صلاح لمصر بحصوله على لقب أفضل لاعب فى إفريقيا لهو الحدث الأعظم منذ سنوات طويلة كما أنها الرسالة الأكبر للرياضة المصرية بل ومصر كلها عبر القارة الإفريقية.. من هنا أرى أن صلاح يمكنه أن يؤدى دورا غير مسبوق لعودة الكثير والكثير من العلاقات الدافئة بين مصر والقارة الإفريقية وهى السياسة التى ينتهجها الرئيس السيسى منذ أن تولى قيادة مصر ولابد لنا جميعا أن نحاول الاستفادة من هذه الشهرة وهذه القيمة الرياضية العظيمة لمصر كلها لأن صلاح وباختصار أصبح أملا وقدوة لكل شباب إفريقيا كما أننى اقترح أن يكون محمد صلاح سفيرا شرفيا لمصر فى إنجلترا وأن تستفيد منه الدولة فى تحسين العلاقات ومحاولة علاج الأزمات التى اصطنعها البعض خصوصا فى إنجلترا وبذلك يساهم صلاح فى رفع الحظر عن السياحة الإنجليزية إلى مصر ولو حدث ذلك يكون صلاح قد أسدى أكبر خدمة لوطنه مصر الذى أعلم تماما مدى الحب والانتماء لدى صلاح لبلاده.. أقول للخارجية المصرية وللهيئة العامة للاستعلامات إنه لا بد أن يكون هناك تواصل دائم مع النجم محمد صلاح وهو لن يتأخر أبدا فى خدمة بلاده خصوصا أن معه الآن سلكا دبلوماسيا رياضيا كاملا يتكون من أحمد حجازى ورمضان صبحى ومحمد الننى وعلى جبر وأحمد المحمدى وسام مرسى واعتقد أن هذه الأسماء قادرة على إحداث نقلة نوعية فى العلاقات بين مصر وبريطانيا ولن أكون مبالغا فى أن لاعبا مثل محمود تريزيجيه قادر هو الآخر على إيصال الصوت المصرى الصحيح إلى الشعب التركى فى مواجهة الحملات المغرضة التى تواجهها مصر من بعض القنوات هناك. مرة أخرى لدينا سفراء عظماء نستطيع أن نستفيد منهم كدولة.. فقط حسن استغلالهم.. وتحيا مصر.