هاني سامي يكتب: هذه أسباب استقالة أشرف زكى من منصب نقيب الممثلين

الفجر الفني



تبدو استقالة الدكتور أشرف زكى، من منصبه الخدمي كنقيب للممثلين ستكون بغير رجعة، وهذه نتيجة وفقا لتحليل الموقف كاملا بالإضافة لمعرفة وصداقة قوية تمتد لقرابة الخمسة عشر عامًا تمكننى من توقع ما يمكن أن يقدم أو لا يقدم عليه زكى من أفعال، نفس الاستقالة تقدم زكى بها من قبل ورفضها مجلس النقابة والجمعية العمومية وعاد أقوى مما كان بتأييد كبير مكنه من خدمة زملاؤه لفترة قصيرة دون اى ضغوط، ولكن تلك الضغوط عادت أقوى مما كانت ووصل الأمر لابتزازه فى السر والعلن من البعض القليل بحجة انهم من عاطلى النقابة والنقيب متقاعس فى توفير فرصة عمل لهم ، بل أن الأمر تجاوز ذلك بكثير حيث حرر احد أعضاء النقابة ضد اشرف زكى محضر تعد وشروع فى قتل واستئجار بلطجية؟!

 

نقابة المهن التمثيلية بها تقريبا قرابة الأربعة آلاف عضو جميعهم يؤيدون أشرف زكى، ولكن هناك أشخاص ما دأبوا على التشنيع وتشويه سمعة اشرف زكى والتنكيل به وابتزازه بل وتلفيق التهم فى احيانا كثيرة، وهنا أتوقف قليلا عند هذا الأمر؛ فأشرف زكى بعد ثورة 25 يناير عام 2011 قدم احد الأشخاص من أهل الشر أكثر من مائة بلاغ ضده فى كافة الجهات الرقابية وأهمها جهاز الكسب غير المشروع والأموال العامة والرقابة الإدارية وغيرها، وظل يذهب صباح كل يوم لعدة أشهر لايًا من هذه الجهات التى تلقت أقوال فى ورق رسمى اقل ما يوصف بها انها خبيثة ومسمومة، ولكن الرجل خضع بشجاعة أمام كل جهات التحقيق الى ان حصل على شهادات موثقة من تلك الجهات تثبت براءة ذمته ماليا وإداريا ليضم هذه الأوراق الى غيرها ممن يؤكد سلامة ذمته.

 

وكان زكى قبل ذلك فى الأيام الأولى للثورة ظهر على شاشة دريم مع الإعلامية منى الشاذلى معلنا استقالته من النقابة بعد ان مورست عليه بلطجة معنوية واضحة من خمس أشخاص والذين لم يكتفوا باستقالة الرجل بل ذهبوا وهتفوا ضده حينما تولى رئاسة جهاز السينما فاضطرته للمرة الثانية لتقديم استقالته بعد ان كان قبلها فى نهاية 2010 مرشحا لمنصب مساعد وزير الإعلام وصدر القرار بالفعل وكان يشغل وقتها رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بوزارة الثقافة فابتعد الرجل تماما وترك كل المناصب طوعا وكانت اياما صعبة شاركته بعضها رغم خلاف بسيط ولكنه معلن قد نشأ بيننا فى هذه الفترة التى كان الواضح فيها  ان الأقزام فى حالة تطاول مستمر على القامات وهذا ما دفع اهل الشر أعداء اشرف زكى لان يطلقوا عليه عدو ثورة يناير وهو قول رد عليه زكى بنفسه عدة مرات ناسفا هلاوس هؤلاء تماما فى هذا الشأن.

 

كانت فترة قاسية على أن يتحملها بشر عاشها اشرف زكى وأسرته النجمة روجينا وابنتيه مايا ومريم وفضل الرجل الحفاظ عليهم وقتها على حساب اى شىء فانسحب تماما من المشهد كما قلنا مكتفيا بالقيام بدوره كمدرس بالمعهد العالى للفنون المسرحية فقط الذى يتولى عمادته حاليا.

 

 حينما ظن الجميع وزكى منهم أن الامر تبدو فى السير نحو الأفضل قامت نقابة المهن التمثيلية بإجراء انتخابات وبعد ضغوط كبيرة على زكى من كبار النجوم وشيوخ المهنة الذين لم تنقطع زياراتهم عن منزله لاقناعه، تقدم الرجل وترشح منصب النقيب امام الفنان القدير أشرف عبد الغفور ولكن بدا ان أهل الشر مازالوا يتربصون به فانسحب الرجل ورغم ذلك حقق نصف عدد الأصوات التى حققها عبد الغفور، وكانت النتيجة مدهشة للجميع فكيف لمنسحب أن يحصد الأصوات؟!

هنا ما تعرض له اشرف زكى يستوجب ان نكشف عن سلوكيات أهل الشر ضده ليتبين للجميع الحق من الباطل وماذا يحدث فى الكواليس، فأحد هؤلاء تفرغ منذ سنوات فقط لتقديم بلاغات لكل الجهات ووصلت لرئاسة الجمهورية ولا يدخر هذا الشخص جهدا فى الظهور على الشاشات والهجوم على النقيب واشهد الله اننى رأيت بعيناى رسالة من هذا الشخص يطلب أداء فريضة عمرة من أشرف زكى فيما يحمل شبه تهديد مستقبلى انهى به رسالته "وانا مستنى اشرف اللى اعرفه أشوف هايعمل معايا ايه؟".

 

نموذج أخر لامرأة من أهل الشر الذين يضمرون العداء المجانى لأشرف زكى وهذه المرأة تقريبا قام كل المحيطين بها بالحكم عليها انها تعانى اضطرابات نفسية واضحة فرغم تخطيها الـ 60 عاما الا انها تشيع ان اشرف زكى يحاربها بالجن والعفاريت ويضطهدها فى العمل بل وان زكى السبب فى انها لم تتزوج وفرار العرسان منها!

 

نموذج ثالث لممثلة تقوم بأدوار محدودة للغاية ولكنها معروفة الوجه واحتفظ بمراسلاتها معى ظلت تلح على فى الاتصال والتواصل والمناقشات الى ان أنهيت الحوار معها بجملة واحدة "لو عندك اى مستندات تدين اشرف زكى قدميها لجهات التحقيق وهاتى لى رقم البلاغ وصورة منه وانا هانشره" إلا انها اختفت بعد رسالتى ففهمت ان الغرض كان تشويه الرجل ، الغريب ان تلك الفنانة المغمورة ابلغتنى بنفسها ان اشرف زكى وقف بجوارها فى مواقف إنسانية.

 

بعيدا عن أهل الشر نجد احد اعضاء النقابة المحترمين الذين كانوا يساندون اشرف زكى ومؤمنين بما يفعله يقوم بالاعتصام بالنقابة ضد النقيب وهذا حقه بالطبع اذا كان يتعرض لظلم ما او انه ضد سياسات اشرف زكى فى ادارة النقابة فالنقيب فى النهاية انسان فحتى الفلاسفة والانبياء لهم معارضون ولكن الغريب هنا وكما جاء فى تصريح لنفس العضو باحد المواقع الاليكترونية يقول فيه انه قام بانهاء اعتصامه بالنقابة بمجرد اعلان النقيب استقالته واثناء عودته للمنزل فوجى اعتراضه مجهولين بدراجة بخارية واحدثوا به اصابات قام على اثرها بتحرير محضر ضد اشرف زكى يتهمه بالشروع فى قتله! .. الواقعة مفزعة حقا ، فهل هذه اخلاق اشرف زكى؟ بالطبع لا، ولو كانت تلك اخلاقه فلماذا لم يؤذى هذا الممثل اثناء اعتصامه بالنقابة وهنا يبدو الامر منطقى فهو النقيب ويحكم سيطرته على المقر ولكن ماذا سيستفيد زكى من ضرب هذا الممثل بعد ان ابتعد وقدم استقالته؟ هل كان هذا الممثل مثلا ينافس الرجل على منصب النقيب؟ .. الغريب انه فى تصريحات صحفية لهذا الممثل يقول " انه خضع لتوجيهات النقيب وكتب ضد زملاؤه ممن هم على خلاف مع النقيب فى الكثير من مواقع التواصل الاجتماعى " وانا هنا اسأله : كيف ترى اعترافك هذا؟ الا تخجل منه؟ .. اذا كانت اخلاقك سمحت لك بطاعة النقيب لايذاء زملائك وتلفيق الاقوال عليهم فى وقت ما ففى رأيك ماذا تستحق ان يكون وصفك؟

 

يرى بعض أهل الشر أن الدكتور اشرف زكى يتقاعس فى المهام المكلف بها من توفير فرص عمل للتمثيل والحقيقة انه ليس من مهام او دور النقيب البحث عن فرص عمل للأعضاء كل باسمه فهذا سوق يخضع لألية " العرض والطلب " والموهبة تحكم هنا، كما انه ليس للنقيب سلطة على شركات انتاج الاعمال الفنية لفرض هذا الممثل او ذاك العضو عليها وليس للنقيب اى سلطان على هذا المخرج لاختيار هذا الممثل او اخر  ولكن دور النقيب ان يبحث مع مجلسه ويضع الية جيدة للتشغيل دون اى تفرقة من اى نوع .

 

لسنا بخصومة أو محاباة  لطرف ضد الأخر ونقابة المهن التمثيلية من النقابات العريقة واشرف زكى صار قامة فنية كبيرة شاء من شاء وأبى من أبى و سواء كان نقيبا للممثلين او كان بعيدا عن المنصب الخدمى الملىء بالهموم وحرب الأعصاب، كما اننا نحترم كل معارضيه ولكن بالحق وليس بالباطل الذى ينشروه هنا او هناك ، ومن لديه مستند أو دليل ضد اشرف زكى يتقدم بالبلاغات للجهات المختصة ويمنح الصحفيين رقم وصورة البلاغ وسنطرح الواقعة كاملة وبحياد تام ، ولكن ان يكون سلاح المعارضين الطعن فى ذمة الرجل وهدم تاريخه وذبح سمعته على قارعة الطريق فهذا أمر غير مقبول ، وعلى كل حال هناك مجلس وجمعية عمومية سيكون لها القول الفصل فى رفض او قبول نقيب من طراز فريد قدم استقالته ، وخاصة انه صار ليس ملكا لنفسه بل صار ملكية لكل من منحوه أصواتهم، وفى النهاية اشرف زكى سيرحل يوما ما كان بعيدا او قريبا وستبقى فقط نقابة الممثلين فعلى أبناءها جميعا ان يحافظوا عليها برفعة الاخلاق حتى فى اشد أوقات الخلاف.

 

للحديث بقية أن استمرت الأزمة ومفاجآت وأسرار لا يتوقعها احد..