في ذكرى رحيل صوت القرآن الندي..6 محطات بحياة القارئ راغب غلوش

تقارير وحوارات



سافر إلى معظم دول العالم كل رمضان على مدار 30 عاما متتالية، قارئا لكتاب الله ولم يرد إلا ابتغاء مرضاة الله، إيمانا منه بأنها رسالة جليلة يجب تأديتها بما يليق وجلالها، ووجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والمملكة العربية السعودية، إنه الشيخ راغب مصطفى غلوش.
 
ولد في الخامس من يوليو 1938، بقرية برما، مركز طنطا بمحافظة الغربية،وتوفي في مثل هذا اليوم الرابع من فبراير، أراد والده أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفاً كبيراً، وكانت الكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظ وملموس، وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف، لأن كلمة "عالم" لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين وخاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة.
 
وكتن والد"راغب" يأخذه ويسلمه لأحد المشايخ المحفظين لكي يحفظه القرآن، ووافق والده على هذه الفكرة وصرح لإبنه راغب بالذهاب إلى الكُتاب بعد انتهاء اليوم الدراسي، ولكن الموهبة أعلنت عن نفسها فكان الطفل الصغير ابن الثامنة حديث أهل القرية وخاصة المحفظين والحفظة.
 
بدايته
في الرابعة عشرة من عمره ذاع صيته بالقرى المجاورة حتى وصلت مدينة طنطا معقل العلماء وتوالت إليه الدعوات من القرى والمدن القريبة من قريته في شهر رمضان عام 1953 بقرية محلة القصب بمحافظة كفر الشيخ، وكان عمره 15 عاما.
 
مصاعب دعمته
وكانت المهمة شديدة الصعوبة في البداية فكيف يحتل المكانة المرموقة وسط جو يموج بمنافسات ضارية بين جهابذة تربعوا على عرش التلاوة في هذه البقعة بوسط الدلتا والوجه البحري وخاصة محافظة الغربية التي نشأ فيها الشيخ راغب في ظل وجود عملاقين الأول الشيخ مصطفى إسماعيل، والثاني الشيخ محمود خليل الحصري، وكل منهما نشأ في إحدى قرى طنطا، والتي إحدى قراها قرية برما منشأ الشيخ راغب لم يعبأ القارىء الشاب والفتى الطموح بما يسمع وما يرى من احتدام المنافسة فكان لزاما على الشيخ راغب أن يبحث عن العوامل التي تساعده على الوقوف على أرض صلبة وقواعد متينة من خلالها يستطيع أن يلبي دعوة ربما يصادفه فيها واحد من هؤلاء ففطن إلى أن المجد لا يقبل من تلقاء نفسه وإنما يجب على طالبه أن يسعى إليه بالجهد والعرق والمثابرة فبحث الشيخ راغب عن شيخ متين في علوم القرآن ليتلقى عليه علمي التجويد والقراءات فاتجه إلى قبلة العلم القرآني بمدينة طنطنا والتحق بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدي وتولاه بالرعاية المرحوم الشيخ إبراهيم الطبليهي.
 
التحاقة بالتجنيد
استطاع القارىء الشاب راغب مصطفى غلوش أن يصنع له مجداً وهو صغير قبل أن يبلغ الثامنة عشرة حتى جاء حق الدفاع عن الوطن وطلب للتجنيد وأداء الخدمة العسكرية والتي لا بد عنها فتقدم للتجنيد عام 1958م وكان عمره عشرين عاماً تم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزي بالدراسة، ونظراً لإلتحاقه بقوات الأمن المركزي بالدراسة كان يتردد دائماً على مسجد الإمام الحسين عنه ليصلي ويتطلع لأن يقرأ ولو آية واحدة بأكبر مساجد مصر والقاهرة وأشهرها وكان حريصاً على تقديم نفسه للمسئولين عن المسجد حتى تتاح له الفرصة لتلاوة عشراً أو رفع الأذان في هذا المسجد، وهو ما حدث بالفعل.
 
من مسجد الحسين إلى الإذاعة المصرية
وفي مسجد الإمام الحسين بدأ ينطلق إلى ما كان يحلم به تعرف على كبار المسؤولين بالدولة وتقرب منهم وشجعوه على القراءة أمام الجماهير وكانوا سبباً في إزالة الرهبة من نفسه, وكانوا سبباً قوياً في كثير من الدعوات التي وجهت له لإحياء مآتم كثيرة بالقاهرة زاملت فيها مشاهير القراء بالإذاعة حتى تمكن من مشاركة اختبار الالتحاق بالإذاعة، ونال صوته اعجاب اللجنة، وظهرت النتيجة عقب شهرين بقيوله في الإذاعةأثناء إنهائه إجراءات الخروج من الخدمة الوطنية بالأمن المركزي.
 
السفر إلى دول العالم
وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودي، في السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك.
 
وفاته
توفي في 4 فبراير 2016 بعد مرض نقل إثره إلى أحد المستشفيات عن عمر يناهز 77 سنة.