مكتبة الإسكندرية بدأت بمؤتمر "الفن والأدب ضد التطرف"

العدد الأسبوعي

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر


الثقافة فى مواجهة الإرهاب

نقيب المهن التمثيلية: «هنقاوم إزاى وإحنا بنهدم المسارح والسينمات»

مصطفى الفقى: 2018 هو عام الحرب على الأفكار المتطرفة بجدية

بروتوكول تعاون لإطلاق مهرجان مسرحى خلال مارس


نظمت مكتبة الإسكندرية المؤتمر الدولى الرابع لمواجهة التطرف، واستمر ثلاثة أيام، تحت عنوان «الفن والأدب فى مواجهة التطرف»، وخلال الكلمة الافتتاحية انتقد الفنان أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، ظاهرة هدم دور العرض المسرحى والسينمائى، التى باتت منتشرة فى أغلب محافظات مصر، التى تعانى من التطرف والإرهاب.

واستشهد نقيب المهن التمثيلية بزيارته مع وفد من الفنانين إلى قرية الروضة بالعريش، التى طالتها يد الإرهاب الغادر منذ عدة أشهر، بقوله: «لمصلحة من اختفاء المسارح ودور العرض السينمائى والمنابر الثقافية؟، محافظات كاملة فى مصر، ليس بها مسرح أو دور عرض سينمائى، ثم نتحدث عن توغل التطرف والإرهاب فى مجتمعنا، داحنا لو بنتآمر على بلدنا مش هنعمل كده، أتمنى عند إنشاء أى مشروع سكنى، أن يكون به مركز ثقافى، سواء كان حكوميا أو خاصا، مثل ساقية الصاوى، بالقاهرة، التى أثبتت نجاحها وتحولت لصرح ثقافى».

وكشف «زكى» خلال كلمته، عن توقيع بروتوكول تعاون بين نقابة المهن التمثيلية ومكتبة الإسكندرية، لإطلاق مهرجان مسرحى فى مارس المقبل، يضم فنانى الإسكندرية، ويمثل رافدا ثقافيا وفنيا للمدينة الساحلية، موجها الشكر للدكتور مصطفى الفقى، مدير المكتبة، على احتضانه ورعايته للمهرجان، الذى سيقام على مسرح مكتبة الإسكندرية.

وفى كلمته أكد المفكر السياسى، الدكتور مصطفى الفقى؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أهمية الأدب والفن فى صناعة الحياة واستمرارها، أما التطرف فهو أداة لتدمير الحياة وإنهاء الوجود، وأن مؤتمر التطرف يأتى فى وقته تمامًا، حيث يموج العالم بتيارات الفكر المظلم والمتطرف، التى ينبغى علينا أن نواجهها معًا، معربًا عن سعادته لوجود هذا الجمع الهائل من الحضور. وأكد أن المكتبة قررت أن يكون عام 2018 هو عام الجدية فى مواجهة التطرف، حيث ستوجه المكتبة طاقاتها للشباب والفئات العمرية الأصغر، وستعمل على التواصل مع المؤسسات الدينية بهدف تنظيم زيارات مكثفة وبرامج خاصة لهم فى المكتبة، بهدف تقديم برنامج ثقافى مدروس فكريًا تنويريًا، يواجه آفة التطرف، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر فى المجتمع.

وشهد اليوم الثانى من المؤتمر السنوى، مجموعة من الجلسات المتوازية التى ناقشت دور الإعلام والقانون والأمن والمسارح والمتاحف فى مجابهة التطرف، بينها  جلسة حوارية تحت عنوان «جدليات القوة الناعمة والأمن»، بحضور الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس الجلسة، والمتحدثون اللواء محمد إبراهيم، والدكتورة بدرة قعلول من تونس، والعميد خالد عكاشة، والباحث الطاهر سعود من الجزائر، والدكتور على جلال معوض.

وقال الخبير الأمنى، اللواء دكتور محمد مجاهد الزيات؛ مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن القوة الناعمة هى عملية توظيف القدرات الثقافية والسياسية للتأثير فى الإدراك لدى الأشخاص تمهيدًا لتغيير سلوكهم، ولا يتوقف استخدامها من قبل الدول على المستوى الخارجى فقط، بل تستخدمه الأنظمة لتغيير سلوك واتجاهات مواطنيها، وأن أغلب الباحثين والمختصين يطرحون مفهوم القوة الناعمة باعتبارها إحدى أدوات الدولة لمواجهة الإرهاب، متغافلين أن لها وجهًا سيئًا تستخدمه التنظيمات الإرهابية والقوى المتطرفة لفرض سيطرتها وكسب أتباع جدد، مشيرًا إلى أن هذه القوة من أهم أدوات حروب الأجيال الجديدة التى تعتمد على أساليب جديدة فى إسقاط الدول.

وقالت الدكتورة بدرة قعلول، رئيس المركز الدولى للدراسات الاستراتيجية والعسكرية ومدرس بالأكاديمية العسكرية فى تونس، إن الوطن العربى أصبح يعانى الآن من ظاهرة العنف الأيديولوجى، ويرجع السبب فى ذلك إلى أنها مبنية فى الأساس على أيديولوجيات متنوعة، فأصبح الكل يعتقد أنه يمتلك الحقيقة، ويحاول فرض سيطرته ورأيه على الجميع، مشيرة إلى أن الوضع فى تونس أخذ منحنى خطيرًا وهذا ما ظهر فى تنفيذ عمليات اغتيالات سياسية بتحريض خرج من المساجد، وهو ما ينذر بتغير شكل الحرب.

وتحدث فى جلسة «الإعلام» كل من الدكتورة وسام باسندوه؛ باحثة فى العلوم السياسية وناشطة يمنية، والأستاذ مفلح العدوان؛ الصحفى الأردنى، والدكتور لورى فيليبس؛ أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية بالقاهرة، والدكتورة لبنى شطاب؛ الإعلامية الجزائرية، والأستاذ عزت إبراهيم؛ رئيس تحرير الأهرام ويكلى. وأدار الجلسة الإعلامى عمرو خفاجى، وقدمت الإعلامية الجزائرية، لبنى شطاب توصيفًا لحالة الإعلام العربى، مبينة أنه يفتقر للتوازن، ولا يتميز ببعد أخلاقى ولا رسالة واضحة، يعتمد على المغالاة فى الكراهية ويقدم خطابًا لا يحترم العقول ويحط من قيمة المتلقى، خاصة الشباب. وقالت إن داعش، من ناحية أخرى، استطاعت أن تستخدم كل الوسائل التقليدية والحديثة لاستقطاب هذا الشباب، معتمدة على العديد من الأدوات كاللغة والخطابات الحماسية والآيات القرآنية والوعد بالجنة.

كما عُقدت جلسة «الوعى القانونى لمواجهة الإرهاب»، وأدارتها المستشارة تهانى الجبالي؛ نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، بحضور الدكتور حافظ أبو سعدة؛ عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والدكتور سليمان عبدالمنعم؛ أستاذ القانون الجنائى، وعصام شيحة؛ المحامى بالنقض، والدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون الدولى والقيادى بحركة فتح الفلسطينية.