"أبوجنشو".. القرية التى تنجب طفلًا كل ثلاث ساعات

العدد الأسبوعي

ديوان عام محافظة
ديوان عام محافظة الفيوم - أرشيفية


3600 طفل سنويا بعد الحملات المكثفة لتنظيم الأسرة


عبر طريق زراعى ممتد بطول 11 كيلو مترا، من الطريق الدائرى بمحافظة الفيوم، وبعد قرية «سنرو» و»العجميين» بمدخل مدينة أبشواى بالفيوم، تقع قرية «أبوجنشو»، إحدى أكبر قرى المحافظة تكدسا بالسكان.

«أبوجنشو»، من أكثر قرى الفيوم فقرا، رغم شهرتها فى تجارة الحبوب والأعشاب والنباتات العطرية، ويعمل أغلبية أبنائها فى الزراعة، ويتميزون بعادات وتقاليد راسخة، أبرزها أن الثروة الحقيقة فى العزوة، وليست فى الغنى المادى، ولذلك تعتبر القرية من أكثر قرى الفيوم إنجابا للأطفال، وتسعى كل أسرة إلى الوصول بعدد أبنائها إلى 7 و8 أفراد، وذلك فى أغلب الأسر البسيطة، وهو ما جعل مديرية الصحة تتجه خلال السنوات الماضية إلى تنظيم حملات مكثفة لتنظيم الأسرة بمركز أبشواى، التى يصل عدد سكانها قرابة 19 ألفا و440 مواطنا، بينهم 9685 أنثى.

كما تم إنشاء أول مركز طبى، تابع لمديرية الصحة بالفيوم بقرية «أبوجنشو»، لمواجهة كثرة الإنجاب، وبدأ عمله بإجراءات توعية للأسر، وتوجيه السيدات نحو رعاية أسرية أفضل، وتحديد النسل، وتنظيم الأسرة.

وقامت وزارة الصحة بتنظيم دورات تنشيطية للمركز الطبى، بعد أن فشلت الوحدة الصحية الصغيرة فى تحقيق أى تطور ملموس فى عمليات تنظيم الأسرة، ووصل الأمر بالوزارة إلى توفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان.

العدد الرسمى الذى حصلنا عليه من مسئولى الصحة بالفيوم، يؤكد أن حملات التوعية حققت نتائج محدودة للغاية، رغم تكرار دعمها بحملات وقوافل طبية تابعة للوزارة، والجمعيات الخيرية، ووصل عدد المواليد العام الماضى 3600 مولود، مقابل 4206 مواليد، العام السابق، أغلبهم فتيات.

من جانبها قالت آمال هاشم، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن قرية «أبوجنشو» مشهورة بكثرة إنجاب الأطفال، مشيرة إلى أن وزارة الصحة اضطرت لتدشين حملات توعية بخطورة الظاهرة، كما قامت بإنشاء مركز طبى، فى محاولة للحد من الظاهرة، لافتةً إلى أن الحملات أسفرت عن الحد من الإنجاب.

وذكرت فاطمة رمضان، رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للتنمية، بمركز أبشواى، أن القرية تعد من القرى الفقيرة، وتعانى من التكدس السكانى، مشيرةً إلى أن الجمعية تدشن حملات وقوافل توعية للحد من ظاهرة الإنجاب، ونشر فكرة تنظيم الأسرة، وأوضحت أن كثرة الإنجاب، ترجع إلى تدنى المستوى التعليمى.

وأكدت أن الإقبال كبير على تنظيم الأسرة، وتتابع سيدات القرية باستمرار أحدث وسائل تنظيم الأسرة، ويجرى ذلك بالتنسيق مع المختصين بوزارة الصحة.

وقال رمضان ربيع، أحد رجال الأعمال بقرية »أبوجنشو»، إن ظاهرة الإنجاب منتشرة بشكل مخيف، منذ عشرات السنين، وهى تعد ظاهرة وراثية، من عادات وتقاليد الأهالى، قائلاً إن المرأة تكون حزينة لو أنجبت أربعة أطفال فقط، وتتباهى سيدات القرية بكثرة الإنجاب، وذلك رغم الفقر الشديد، لاعتقادهن أن الغنى فى كثرة عدد الأولاد، والعزوة.

وأضاف مدحت عبدالله، مسئول بمديرية الصحة بمركز أبشواى، أن نسبة المواليد طبقاً للإحصائيات الرسمية، وصلت إلى 396 حالة ولادة، خلال ديسمبر الماضى، لافتاً إلى أن معدل الولادة بالقرية يتراوح بين 300 و400 حالة شهريا.