رامي رشدي يكتب: سر "العمرة الأخيرة لبرهامى" قبل إعلان السلفيين دعم "السيسى"

مقالات الرأي



نائب "الدعوة السلفية" التقى "عنان" قبل استبعاده لمناقشة الحصول على أصوات أعضاء "النور"


قبل أسابيع قليلة انفردنا فى «الفجر» بأن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، يتجه للإعلان عن دعمه ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية، وأنه لن يدعم مرشحا آخر.

ونشرنا تفاصيل الاجتماع الذى عقدته الهيئة العليا للحزب مع الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى الإسكندرية، لمناقشة دور الدعوة والحزب فى الانتخابات الرئاسية، خصوصاً أن الحزب كان ينوى عقد اجتماعات موسعة مع القواعد للتصويت على دعم أى من المرشحين لخوض غمار المنافسة فى الانتخابات، خصوصاً أن الدعوة والحزب لن يغامر بالدفع بمرشح فى الانتخابات تجنباً لتعرضه لهجوم هو والتيار الإسلامى ككل.

وفى نفس الوقت أقنع مشايخ الدعوة شباب وقواعد السلفيين بتجنب الدفع بمرشح لعدم الوقع فى المستنقع الذى غرقت فيه جماعة الإخوان وتكرار تجربة الجماعة الفاشلة مع كرسى الرئاسة، ومع اقتناع القواعد بتلك الفكرة وإيمانهم بها للحفاظ على كيان الدعوة والحزب اللذين يعتبرهما كثيرون من القواعد «مصدر دخل وباب رزق».

وبقيت معضلة واحدة وهى أين تذهب أصوات السلفيين، وتلك المسألة التى حسمها برهامى قبل أسابيع مع القواعد بتغيير النقاش فى تلك المسألة برمتها والاهتمام بالملف الموكل لهم من قبل الدولة وفقاً لكلام المشايخ وبرهامى نفسه وهو مواجهة الإلحاد والملحدين.

لم تمر سوى أيام على تلك الواقعة حتى حدثت أزمة الفريق أحمد شفيق بين إعلان الترشح والتراجع عن القرار، فى نفس الوقت تحرك عدد من مؤيدى شفيق داخل الدعوة والحزب لإعلان تأييد الرجل، إلا أنهم احترموا كلمة المشايخ بعدم الإعلان، وإن كانت النميمة المتداولة بين القواعد هى دعم الدعوة والحزب للرئيس عبدالفتاح السيسى.

بعدها بأيام قليلة حصلت اتصالات بين عدد من أعضاء حملة الفريق سامى عنان، الرئيس السابق لأركان حرب القوات المسلحة، قبل إعلانه عزمه على الترشح بأيام، مع عدد من مشايخ الدعوة السلفية، وإن أكدت مصادر من داخل الدعوة والحزب أن هناك اتصالات مباشرة حدثت بين برهامى وعنان، حاول فيها الفريق أول الحصول على وعد من السلفيين بدعمه فى الانتخابات الرئاسية مقابل الحصول على امتيازات واسعة للدعوة على المستوى الدعوى وإعادتهم للمساجد التى فقدوها وممارسة دورهم الدعوى.

أما فيما يخص الحزب فوعد عنان بأن يتمتع الحزب بممارسة أكثر حرية وعدم تضييق الخناق عليه فى الانتخابات البرلمانية القادمة، واستمع برهامى لعروض عنان ولكن لم يمنحه كلمة نهائية سوى أنه سيعود للمشايخ للتشاور، وإن أبدى تفاهما لدعم الرجل وفقاً لما تم تسريبه من داخل حملة عنان بعد إعلان ترشحه بساعات بأنه حصل على وعد بتأييد السلفيين له، وتلك المعلومات التى نفاها لنا قيادى سلفى كبير داخل الدعوة السلفية بأنهم لن يقوموا بدعم نهائى، وخوفاً من التورط مع عنان بعد أزمته القانونية فى الترشح، سارع عدد من قيادات السلفيين الذين تربطهم علاقات مع بعض الصحف بتسريب خبر تأييد حزب النور لترشح الرئيس السيسى، قبل عقد المؤتمر الصحفى أوائل الأسبوع الحالى للإعلان الرسمى.

وقت التسريبات بين حملة عنان من جهة وحزب النور من جهة أخرى، اختفى ياسر برهامى من الإسكندرية ولم يظهر فى منزله أو أى مقر للدعوة أو الحزب وبالسؤال عن الرجل لمعرفة ما يجرى من أحداث وأين تتجه بوصلة الدعوة السلفية وحزبها فى الانتخابات الرئاسية، كان الرد بعد حين بأن الشيخ فى عمرة سريعة وبعد العودة من السعودية.

هنا لابد من وقفة مع فكرة قيام برهامى بأداء العمرة قبل اتخاذ أى قرار مصيرى أو مهم بالنسبة للسلفيين فى أى موقف، وليس لها تفسير سوى أن الرجل يحصل على الضوء الأخضر أو صك البركة من مشايخه فى السعودية.

السلفيون لم ولن يخرجوا من تلك المعركة خاسرين ولكنهم حصلوا على مكاسب تهمهم ككيان ودعوة خصوصاً بعدما أجادوا اللعب بورقة اتصالات عنان بهم وإمكانية دعهم لمرشح آخر غير السيسى، وأثناء تلك الاتصالات بين عنان وبرهامى كانت هناك اتصالات أخرى تعقد ومفاوضات كثيرة منها حصول السلفيين على أكبر قدر من الحركة والحرية فى المساجد والزوايا خصوصاً بعدما قدم برهامى ملفا متكاملاً لإحدى الجهات عن دورهم فى ملف الإلحاد، وكيف نجحوا فى مواجهة هذا الملف.

وطالب السلفيون بالسماح لهم بالعودة للمساجد خصوصاً الكبرى التى ارتبط بها المشايخ الكبار، والعودة لإلقاء الدروس والعظات فى المسجد، وعقد المؤتمرات الجماهيرية فى المساجد لدعم السيسى، والسماح للمشايخ للعودة للظهور مرة أخرى على الساحة الدعوية والإعلامية، ومنع مضايقة وزارة الأوقاف لهم وللمشايخ الكبار ومنحهم تراخيص للخطابة على المنابر.

وفى نفس الوقت تم إسناد ملف مواجهة الشيعة بالكامل للسلفيين للعمل عليه خلال الفترة القادمة مع توفير كافة الإمكانيات المطلوبة لهم مع ترك جميع الزوايا فى جميع أنحاء الجمهورية تحت إمرتهم.