د. بهاء حلمي يكتب: منظومة إدارة وإنجاز المشاريع العملاقة فى مصر.. حلم وحقيقة

مقالات الرأي

د. بهاء حلمي
د. بهاء حلمي


لا يمر أسبوع إلا ويتم افتتاح عدد من المشروعات التنموية العملاقة فى المجالات المختلفة بمصرنا المحروسة، بعض هذه المشاريع لم يسبق الإعلان عنها أو لم يكشف عنها عمدا من منطلق الإيمان بأن العمل هو من يعلن عن نفسه، وأن الشعب المصرى سيشاهد أثر هذه المشروعات على مستقبل التنمية الاقتصادية بالبلاد.

إن حجم المشاريع العملاقة التى يتم إنجازها على أرض الواقع فى مصر أصبح حقيقة بعد أن كان حلما، الأمر الذى يثير معه التساؤل عن أساليب إدارة تلك المشروعات، ولماذا يوجد تباين بين أساليب إدارة المشاريع بمؤسسات الدولة، وكيفية إصلاح تلك المنظومة؟

فقد أعلن رئيس الجمهورية فى العديد من المناسبات عن خطة عمل وإدارة تلك المشاريع من خلال إسناد الإشراف عليها للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وتشكيل لجان ممثلة من الجهات الرقابية والمحاسبية بالدولة لمتابعة التنفيذ والمشاركة فى أعمال الاستلام والإعلان عن الافتتاح.

وتنفذ الأعمال بمشاركة مختلف الشركات الوطنية، وبعض المشروعات يتم فيها الاستعانة بخبرة أجنبية مثل عند تركيب أول حفار عملاق إضافة إلى مشاركة وتشغيل الأيدى العاملة المصرية فى إنجاز تلك المشروعات وفق برامج ومواعيد وتوقيتات محددة يتطلب الالتزام بها العمل فى ورديات على مدار الـ24 ساعة مع المتابعة والرقابة المستمرة. إضافة إلى وجود آليات حاسمة وناجزة لمواجهة المشكلات والتصدى لأى معوقات للتغلب عليها واتخاذ القرار اللازم لحلها دون إبطاء أو تأخير تحت يد جهة مركزية مختصة بالإدارة ومتابعة خطط العمل بكفاءة.

فى الوقت الذى يبقى فيه الحال كما هو عليه بالنسبة للمشروعات التى سبق لمؤسسات وجهات الدولة طرحها خلال سنوات سابقة وتعطلت أو توقفت لأسباب بيروقراطية عتيقة، فى ضوء عدم وجود إدارة مركزية مختصة بإزالة تلك المعوقات بعيدا عن تعقيد وروتين الوزارات والهيئات وغيرها، لتبقى على حالها انتظارا لإعادة الحياة لتلك المشاريع والاستفادة من المبالغ التى تم إنفاقها فيها حتى الآن.

ونعتقد أنه كان هناك خياران أمام صانع القرار لاختيار الطريق لإحداث نهضة مصر الحديثة فى أقصر مدة زمنية ممكنة وهما الأول: إما أن يتم اتباع أساليب إدارة المشاريع التى كانت متبعة منذ عقود. والثانى: أن ننطلق بفكر جديد يقوم على التخطيط والتنظيم والرقابة والمتابعة والترشيد تحت إشراف إدارة تعمل بفكر وفلسفة الانضباط والالتزام.

وكان الطريق الثانى أقصر ملاءمة ونجاحا ليس على مستوى الإدارة أو الإنجاز فحسب بل على مستوى سرعة الإنجاز وجودته أيضا وظهور أشكال ونماذج معمارية جديدة تتميز بالجمال وتعبر عن روح الأصالة المصرية، الأمر الذى جعل المختصين والفنيين على مستوى العالم ينظر إلى تلك الإنجازات بإعجاب شديد وتقدير لقدرات المصريين.

لذلك يتعين على كل مسئول حكومى النظر فى كيفية التغلب على الصعاب بنطاق الاختصاص المكانى والنوعى والاستعانة بالشباب مع تشجيعهم على الابتكار والإبداع لحل مشاكلنا القديمة، والتخطيط الاستراتيجى للعمليات الجديدة لضمان حياة أفضل لمستقبل أبنائنا.