تخلص من جروحك القديمة لتتحكم في نوبات الغضب
ربما تكون قد قرأت يوما ما بعض النصائح للتحكم في غضبك، مثل أن تتنفس بعمق وتنظم نفسك، أو أن تعد حتى 100 أو تقوم ببعض الرياضة مثل المشي، أو حتى أن تدون مشاعرك وأفكارك على الورق وغيرها من الطرق المختلفة ذات التأثير الإيجابي على كثير من الأشخاص في ظروف الغضب والانفعال.
ولكن بعض الأشخاص لديهم مشاكل جدية وخطيرة مع الغضب وهؤلاء الأشخاص عليهم استكشاف دواخلهم بشكل أكبر وفهم العوامل التي تجعلهم يغضبون بشكل لا يمكنهم التحكم فيه، فقد يكون الأمر متعلقا بمواقف قديمة في صغرهم سببت لهم جروح عميقة، والمساس بها أو القرب منها يعد أمر مؤلما، ولذلك عملية استكشاف دواخلهم وفتح تلك المواقف القديمة قد يكون أمرا أكثر إيلاما وتعقيدًا.
الجروح النفسية الشديدة بداخل الإنسان تجعله أكثر عرضة للشعور بالتهديد حتى عندما لا يكون الأمر الذي أغضبه يمثل أي تهديد حقيقي، ونتيجة لذلك فإن من يعانون تلك المشكلات العميقة يسيئون الحكم على الأمور ويتخذون ردود فعل دفاعية قوية لا تتناسب مع الموقف.
هؤلاء الأشخاص إن فشلوا في معالجة جروحهم القديمة فستكون النتيجة هي تجنب الدخول في علاقات عاطفية في حياتهم، ويشعرون ساعتها بالشلل في حياتهم لعدم قدرتهم على الإحساس بالسعادة بشكل كبير، كما أنهم سيكونون أكثر عرضة للإصابة بالإكتئاب.
لذلك لا مفر من أن تفتح صناديقك القديمة وتحاول علاج تلك الجروح حتى لو اضطررت إلي اللجوء إلي طبيب نفسي، فلا عيب في هذا الأمر، بل إنه قد يكون الطريق الأسلم لتفادي تداعيات نفسية وصحية خطيرة للغضب، قد تكلفك حياتك نفسها.
