في ذكرى رحيله.. 17 عام قضاها رأفت الهجان داخل تل أبيب

تقارير وحوارات

رأفت الهجان
رأفت الهجان


صفات عديدة ظلت تلازمه، وتنتقل معه من بلد لآخر، أحبها لقلبه، بأنه البطل القومي، والجاسوس المصري في إسرائيل، الذي قضى بها 17 عاما، واستطاع بخداعه الانخراط في المجتمع الإسرائيلي، إنه "رفعت الجمال" أو "جاك بيتون" أو كما اشتهر في الوطن العربي بـ"رأفت الهجان"، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 30 يناير بعد صراع مع مرض سرطان الرئة عام 1982، في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودُفن فيها.


بداياته

رأفت الهجان من مواليد 1927 بدمياط، لأب ''تاجر فحم''، وأم ''رتيبة علي أبو عوض'' تتقن الإنجليزية والفرنسية، وكان له ثلاثة أشقاء، لبيب ونزيه إضافةً إلى أخ غير شقيق يدعى" سامي" الذي تولى مسئوليات المنزل بعد وفاة والد رأفت، وقد انتقلت أسرته إلى القاهرة بعد وفاة والده لتبدأ جانب جديد من حياتها.

 

كان "الهجان" يهوى السينما والتمثيل حتى شارك في ثلاثة أفلام أبرزهم فيلم "أحبك أنت" للفنانة سامية جمال، وكانت أدواره لا تتعدى دور الكومبارس الراقص.

 

فشله عمليا

ولم يحالف "الهجان" الحظ، في التمثيل، ولذلك ألحقه أخوه بمدرسة التجارة وتخرج في ١٩٤٦ وبدأ العمل في شركة بترول في رأس غارب، ولكن لا يستطيع المواظبة على انضباط العمل، فيُفصل من وظيفته، وينتقل للإسكندرية، وهناك يخالط يونانيين ويهود وفرنساويين، ويتقن اللكنة الفرنسية كأهلها، ويعمل على مركب شحن، ليغادر البلاد لأول مرة إلى ''نابولي ومارسيليا''.

 

عمله المخابراتي

للفرار من الملاحقة الأمنية، استخدم "الهجان" أسماء جوازات سفر مزورة، كـ''على مصطفى، اليهودي السويسري شارلز دينون، العسكري الإنجليزي دانيال كالدوين''، بعد تورطه في ''مقامرات فاشلة''، إلا أن أمره يكتشف ويعود مرحلًا إلى مصر، ويمنع من دخول بعض الموانئ بعد النصب على البحارة والمسافرين، وأثناء عرضه على النيابة في مصر، لفت نظر أحد الضباط العاملين بالمخابرات، ورأى فيه القدرة على خداع الآخرين في الوصول لشخصيته الحقيقية وتتم زراعته في إسرائيل، للعمل كمخابراتي.

 

العميل "313"

تبدأ رحلة ''الهجان" التي استمرت 17 عامًا داخل تل أبيب، عام 1965م، حاملًا كود ''العميل 313''، ومشتهرًا باسم ''جاك بيتون''، واستطاع بخداعه الانخراط في المجتمع الإسرائيلي بعد فترة تدريب هنا في مصر ومخالطة الرعاية اليهود بالإسكندرية، والعمل بشركة مملوكة لثري يهودي، يستطيع ''الهجان'' بعدها السفر وفتح شركة سياحية تبدأ صغيرة وتكبر شيئا فشيئا، حتى يكون أحد رجال المجتمع بتل أبيب، وصديقا مقربا لـ''موشي ديان،وزير الدفاع آنذاك، عزرا فايسمان، وجولدا مائير''، رئيسة الوزراء آنذاك.

 

جاسوس مصري

عمل "الهجان"، لسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وزود بلاده بمعلومات خطيرة، كما كان له دور بارز في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.

 

رحيله

وفارق "الهجان" الحياة في مثل هذا اليوم 30 يناير بعد صراع مع مرض سرطان الرئة عام 1982، في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودُفن فيها.