بعد غرق 15 صيادا.. "الفجر" داخل قرية الموت بـ"كفر الشيخ" (فيديو وصور)

محافظات

حال مواطني قرية برج
حال مواطني قرية برج مغيزل بكفر الشيخ


مرت أيام وليالٍ، وأسر كاملة في قرية برج مغيزل بمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ما زالت تعيش الحزن والألم، بسبب عدم معرفة إذا كانوا (أحياء أم موتى)، فعندما دخولك القرية ترى أمهات تعيش على أمل عودة أبنائهم الصيادين، بعد أن بلعتهم أمواج البحر الشارهة قبالة السواحل الليبية، وزوجات دخلن في غيبوبة؛ حزنًا على عائلهم الوحيد الذين فقدوه، وأطفال تنتظر عودة آبائهم.


انتقلت "الفجر" لقرية برج مغيزل، لرصد معاناة أهالي القرية، بعد علمهم بخبر غرق أبنائهم الصيادين قبالة السواحل اللبيبية، وسط حالة من الحزن والغضب تسيطر على القرية بأكلمها.


وقال حسن محمد السمار، 45 عامًا، مُصابًا بفيروس "سي"، ولديه 3 أولاد أكبرهم محمد البالغ من العمر 17عامًا، وأحد المفقودين على متن مركب "الموت": "خرج ابنى محمد من المدرسة في سن مبكر كي يعمل في مهنة الصيد، ويتولى شؤون الأسرة المالية وذلك بعد إصابتي بالمرض، وللإنفاق على الأسرة، لكي لا نلجأ لأحد"، وتذكر "السمار" اللحظات الأخيرة قبل غرق المركب، وذلك حينما اتصل به نجله قبل أيام من غرق المركب ليؤكد أنه تم القبض عليهم من قبل أحد اللنشات الحربية الليبية، ولابد من دفعهم كفالة تقدر بمبلغ 480 ألف جنيه.


وأشار والد أحد المفقودين، إلى أنه وباقٍ أهالي المفقودين، تواصلوا مع صاحب المركب وألسلوا إليه الكفالة وتم دفعها وخرجوا وكانوا فى طريقهم للعودة وبعد مرور ما يقرب من 60 دقيقة من الإبحار وسط البحر تعطل الموتور الخاص بهم فاتصل به مرة أخرى يستنجد بنا للاتصال بوزارة الخارجية المصرية، وأرسلنا استغاثات لفترة 3 أيام متواصلة، ولكن لم يستجب أحد، وتنقطع الاتصالات بينهم لمدة يوم كامل ثم ليأتي خبر غرق المركب وتتناقله وسائل الإعلام الليبية، وعلمنا أن أبنائنا (ماتوا)، محدش بيسأل فينا.


وفي قلب ممزوج بالحزن ودموع لا تنقطع، تجلس "ليلى محمد رشاد" والدة الصياد المفقود، في إحدى غرف المنزل، حاملة صور نجلها ومن حولها يتجمع 10 من السيدات لتقديم العزاء، رغم أنهم لا يعرفون مصير أبنائهم إن كانوا (أحياء أم موتى)، ولكنهم أيقنوا أنه في تعداد الموتى وأكلته الأمواج الشارهة.


وأكد والد محمد أحمد محمد الجارحي، أحد المفقودين: أن ابني خرج في 7 يناير الماضي في رحلة صيد كالمعتاد، وكان مقرر عودته وزملائه أمس الجمعة، لكنه لم يعد، ووالدته أصيبت بالغماء فور علمها، مشيرًا إلى أن أهالي الصيادين المفقودين لا يعرفون أي معلومات عن ذويهم، وأنهم كانوا على متن مركبي صيد وفي طريقهم لللعودة الا ان الصخور اصطدمت بالمركب ما ادى لغرقها.


وأكد اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، أن الصيادين الذين عثرت القوات الليبية عليهم على متن المركب الغارق المسماة بـ"الحاج نصر"، قد خرجوا بطريقة رسمية وحصلوا على التصاريح اللازمة للخروج، وأسمائهم مسجلة لدى الجهات الرسمية، وأنهم خرجوا في رحلة صيد شرعية يوم 7 يناير الجاري، وكان من المفترض عودتهم اليوم 26 يناير.


وأضاف المحافظ، أن موتور المركب تعطل، مما أدى لغرقها واصطدامها بالصخور نتيجة للأحوال الجوية السيئة،وتمكنت البحرية الليبية من إنقاذ 5 صيادين، ولازال 10 آخرين في عداد المفقودين، وأن أحد الصيادين العاملين في ميناء طبرق، اتصل به وأخبره، وتواصل مع وزير الخارجية للتأكد واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هؤلاء.


وتابع محافظ كفر الشيخ، أن الـ5 الناجون وصلوا بالفعل لمنفذ السلوم لكنهم في انتظار إرسالنا صور بطاقاتهم الشخصية من ذويهم ببرج مغيزل في مطوبس، وكلف السكرتير العام بالمحافظة، بإرسال مندوب مع ذويهم لإنهاء إجراءات عودتهم للقرية، وأنه في انتظار انتهاء إجراءاتهم من الحجر الصحي، ويتابع لحظة بلحظة، وأن البحرية الليبية لم تستطع البحث عن المفقودين حتى الآن لسوء الأحوال الجوية، وفور تحسنها ستُستأنف عمليات البحث عن المفقودين.