من مليونية لـ"قلة مندسة".. أبرز المصطلحات التي ظهرت في ثورة يناير

تقارير وحوارات

ثورة يناير - أرشيفية
ثورة يناير - أرشيفية



 
مرت ثورة 25 يناير 2011 بعدة مراحل، وعاشت فصول متقلبة على مدار سبع سنوات؛ وبالرغم من اختلاف طبيعة وأحداث كل مرحلة إلا أن لكل منها بعض المصطلحات والعبارات التي خرجت من رحم الأحداث لتفرض نفسها على لغة الشارع المصري بعد الثورة وباتت واضحة في أسلوب حديث مواطنيه، سواء بطريقة جدية لمناقشة كل مايطرحه الواقع السياسي، أو حتى بطريقة لغة التفاهم السريعة والساخرة.
 
وتستعرض "الفجر" أبرز المصطلحات التي ظهرت في ثورة  يناير من "مليونية"التي نزلت"الميادين" بـ "مخطط الفوضي"، وحتى القلة المندسة والمستشفى الميداني، مروراً بالطرف الثالث.
 
 مليونية
عشرات، مئات،الآف، كلها أرقام لم ترض غرور المتظاهرين في التعبير عن غلبتهم فاتجهوا إلى ابتكار لفظ "مليونية" أي التظاهرة التي يتعدى حضورها المليون متظاهر وتمت الدعوى لأول تظاهرة مليونية لتقام في الثلاثاء الأول من شهر فبراير في ميدان التحرير، وبالفعل تكونت تظاهرة كثيفة الحضور تطالبت برحيل المخلوع حسني مبارك وتوالى بعدها سيل من المليونيات على مدار السنوات التالية.
 
فلول
 تعني بقايا جيش مهزوم في الحرب، لكنها استخدمت بكثافة بعد ثورة 25 يناير على مواقع التواصل الاجتماعي لوصف من أطلقوا على أنفسهم أبناء مبارك ورافعي شعار"آسف يا ريس"، أما على أرض الواقع فعبرت عن رجال الحزب الوطني المنحل والمنتمين لنظام ما قبل الثورة، سواء من استمر منهم في منصبه بعد تنحي مبارك أو من رغب منهم في العودة إلى الحياة السياسية وتصدر المشهد فيما بعد.
 
الميادين
أول مفرادت الثورة ومهد انطلاقها ومحور أحداثها، وسواء كان "ميدان التحرير" بالقاهرة أو "القائد إبراهيم" بالإسكندرية، أو "االجندي المجهول" بالمنصورة فجمعيها ميادين الثورة وطريق المصريين إلى التحرر، بعد أن أصبحت قبلة دعوة التظاهر الأولى في 25 يناير 2011.
 
موقعة الجمل
هي هجوم بالجمال والبغال والخيول يشبه معارك العصور الوسطى في يوم 2 فبراير 2011 للانقضاض على المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة أثناء ثورة 25 يناير وذلك لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون. وكان من بين المهاجمين مجرمون تم إخراجهم من السجون للتخريب ولمهاجمة المتظاهرين، وهي أشهر المعارك التي شهدتها ميدان التحرير خلال اعتصام الـ18 يومًا، واستمر لفظ «الموقعة» مرتبطاً باسم هذا اليوم التاريخي والمحوري في تاريخ ثورة يناير.
 
 جمعة الغضب
اسم أطلق على أشهر أيام الثورة، والذي مازال عالقا بالأذهان؛ فكان يوم 28 يناير 2011 رابع أيام الثورة المصرية التي قضت علي حكم الرئيس مبارك، يتميز هذا اليوم بأن الثورة المصرية في أول ثلاثة أيام بدأت بمشاركة النخبة من المثقفين وطلبة الجامعات وشباب الإنترنت وأيضا الحركات المعارضة مثل حركة 6 أبريل والإخوان المسلمون والدعوة السلفية والجمعية الوطنية للتغيير ونقابة الصحفيين، بينما جمعة الغضب كانت بداية مشاركة القوي الوطنية الأخرى لأول مرة مثل : الأحزاب والعمال والموظفين بالعديد من الشركات الحكومية إضافة إلى جموع المصلين في الجوامع الكبري بعد انتهاء صلاة الجمعة.
 
حزب الكنبة
مصطلح"حزب الكنبة" موجود في الحياة السياسية من قبل لكن بتعبير مختلف هو "الأغلبية الصامتة"، فاستخدمه مثلًا الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في خطاب له عام 1969 استحث فيه الأغلبية التي بقيت في المنازل غير متظاهرة ضد حرب فيتنام على المشاركة.
 
أما"حزب الكنبة" فأطلقه المصريون على المواطن الذي يجلس أمام شاشة التلفزيون يتابع في صمت ودون تفاعل، فهو لا يشارك في مظاهرات أو انتخابات، ولا ينتمي لأحزاب، وهذا المواطن قد يكون منشغلًا بالحراك السياسي ومتابعًا جيدًا لكل تفاصيله، أو عازفًا تمامًا عن متابعة السياسة، المهم أن الاثنان يفضلان الجلوس على “الكنبة” دون المشاركة الإيجابية.
 
أجندات خارجية استخدمت لوصف المعارضة التي يراد القول بإنها «ممولة»، توجه الأمر إلى وصف أصحاب الأجندات الخارجية، في الهجوم على المتظاهرين بأصحاب الأجندات الخارجية، في إشارة إلى عمالتهم لصالح جهات أجنبية، أو الانتماء إلى تنظيمات غير مصرية تهدف للنيل من استقرار المجتمع ونظامه السياسي وكان من أبرز هذه الاتهمات حمل المتظاهرين لأجندات خاصة بجهات أجنبية، وهو ما قوبل من المتظاهرين بسخرية شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
قلة مندسة
أحد أشهر الأوصاف التي لاحقت المتظاهرين في أيام الثورة الأولى، بعد أن انتقل الوصف من ألسنة قيادات نظام الرئيس السابق حسني مبارك إلى وسائل الإعلام الرسمية والمحسوبة على النظام، في محاولة للتسفيه من ثورة يناير في بدايتها، باعتبارها حراك محدود ومدفوع الأجر، قبل أن تتحول القلة المندسة إلى ملايين غفيرة أجبرت رأس النظام إلى التخلي عن الحكم في النهاية.
 
المستشفى الميداني
المستشفى الميداني هو مصطلح عسكري يعني وجود وحدة طبية متنقلة تسعف المصابين والجرحى في مواقع الاشتباك، أما الثورة فاستحدثت المستشفى الميداني البسيط الخاص بها والذي تطوع فيه عدد كبير من الأطباء والممرضين لإسعاف المتظاهرين من الإصابات الناتجة عن اعتداءات الشرطة أو البلطجية، وتم إنشاء هذه المستشفيات داخل عدة أماكن، منها مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وكنيسة قصر الدبارة، القريبة للميدان.
 
طرف ثالث
هو طرف خفي تدخل في أحداث واشتباكات مختلفة ليعتدى علي المتظاهرين وقوات الأمن، وتم تحميله مسؤولية سقوط معظم المتظاهرين الذين قتلوا وأصيبوا خلال أحداث الثورة المختلفة، منذ يومها الأول وحتي وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم.
 
 عصر الليمون
رغم تفاقم الخلاف بين عدد من الأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين اتجه البعض إلى "عصر الليمون"، وانتخاب مرشح جماعة الإخوان المسلمين  محمد مرسي لرئاسة الجمهورية بدلاً من منافسه الفريق أحمد شفيق الذي  مثل "فلول النظام القديم" في أعين القوي الثورية، في أول انتخابات رئاسية بعد الثورة.
 
الربيع العربي
أطلق على الثورات التي اندلعت في عدد كبير من الدول العربية بداية من تونس ومرورًا بمصر وليبيا واليمن وسوريا مصطلح “الربيع العربي”، في إشارة إلى التفاؤل والأمل و"الربيع"الذي طمحت إليه الشعوب العربية بعد تخيلها أن الأنظمة الديكتاتورية قد انزاحت عن طريقها، وهو ما لم يحدث عربيًا بين سرقة الثورات والقفز عليها، لذا نجد أن الربيع العربي من المصطلحات التي استحدثتها الثورة ولم يكن له وجودًا من قبل. ويرجح أن تكون الصحافة الأمريكية هي أول من أطلقه، خاصة مع تبني أمريكا لما يعرف بـ"الثورات الملونة".
 
طابور خامس
وهو اتهام طارد عدد لا بأس به من أصحاب النشطاء والصحفيين والإعلاميين اللذين احتجوا على فض اعتصام رابعة بالقوة، وسقوط مئات القتلى خلاله، في إشارة إلى انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي من داخل معسكر الثورة.
 
قناص العيون
هو ضابط الأمن المركزي محمد الشناوي الذي اكتسب هذا اللقب بعد ظهوره في مقطع فيديو يتلقى التهاني بعد إصابته لعين أحد المتظاهرين فى أحداث محمد محمود الأولى في نوفمبر 2011، والتى اشتهرت بتعمد إصابة أعين المتظاهرين فيها بطلقات الخرطوش.
 
كر وفر
هو مصطلح إعلامي ذي صبغة عسكرية وشرطية، واستخدم إعلامياً طوال أحداث الثورة لوصف الاشتباكات التي حدثت بين المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة في أحداث مختلفة، بدءاً بـ«محمد محمود»، ومروراً بـ«مجلس الوزراء»، وصولاً إلى أحداث محيط وزارة الدفاع.
 
محاكمة القرن
مسمي إعلامي لمحاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك فى عدد من الاتهامات، على رأسها قتل المتظاهرين في أحداث الثورة، ليصبح بذلك أول رئيس مصري يدخل قفص الاتهام فى 3 أغسطس عام 2011 وبعد 8 أشهر من انطلاق الثورة المصرية، وعقب مليونية حاشدة طالبت بمحاكمته.
 
لجان شعبية
فى محاولة لمواجهة "الانفلات الأمني" كونت بعض الجماعات المحلية شبه المنظمة من سكان الاحياء المختلفة لجان شعبية لضبط الأمن في مناطق سكنهم، فيما عرف باسم "اللجان الشعبية" التي تحولت إلى واحد من أهم مصطلحات الثورة، ورغم انتهاء دورها مع انتشار قوات الجيش في الشوارع وتوليها مسؤولية الأمن، إلا أنها عادت في مناسبات مختلفة علي مدار العامين السابقين مع كل اشتباكات أو أحداث عنف تشهدها الأحياء والمناطق الشعبية.