أسرار خطيرة.. نكشف تاريخ العلاقة الحرام بين قطر و"الإخوان"

تقارير وحوارات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


يربط الدوحة وجماعة الإخوان المسلمين، علاقة وثيقة وطويلة الأمد، ويعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي، وذلك حينما قامت بمنح أعضاء الجماعة الإرهابية حق اللجوء السياسي، ومنذ ذلك الحين، تحولت الدوحة إلى مركز لعناصر جماعة الإخوان، مثل خالد مشعل، ويوسف القرضاوي، وسعت إلى الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع هؤلاء للتأثير على السياسة الإقليمية.

 

في عهد حمد تأثير بالإخوان كان أكثر وضوحا

فالدوحة فتحت ذراعيها لمناهضي حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لحق بإخوان مصر عناصر الإخوان بسوريا المعارضين للأسد، هرول إليهم إخوان من المملكة في التسعينات، نزح قادة حماس، إلى الدوحة بعد إبعادهم من الأردن، ومع تولي حمد بدأ التأثير بالإخوان أكثر وضوحا.

 

تعيين جماعة الإخوان في مناصب مهمة بالإمارة

فأسس قناة الجزيرة، المنبر الإعلامي لأبناء البنا، حل الجماعة في قطر ودعمها في الدول العربية، استخدمها في مصر، وليبيا لقرصنة الانتفاضات، بهدف تعزيز الأيديولوجيا الثيوقراطية للجماعة، وقد عكس الموقف القطري، على جانب آخر، اعتباراتها الاستراتيجية، والتي تنطلق من أن هذه الجماعة بينما تشكل تهديداً للكثير من البلدان العربية، فإنها في الوقت نفسه تمثل أداة توظيفها قطرياً بما يسهم في الاضطلاع بأدوار رئيسية على الساحة الإقليمية.

 

عزل مرسي ساعد على تدفق الجماعة لقطر

عزل محمد مرسي، أغرى قادة الجماعة بالتدفق إلى قطر، حيث تقلد القرضاوي وأصحابه مناصب مهمة في الإمارة، تعيين مستشار خاص لامير قطر مهمته الاتصال بالإخوان، بل كان الإخوان أداة قطر لتخريب ليبيا، وزعزعة استقرار مصر، فعقب اندلاع أحداث ما يسمى الربيع العربي، اضطلعت قطر بالتنسيق مع طهران، من أجل دعم ما يسمى حركات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان، وعلى جانب آخر، اتجهت الدوحة لدعم علاقاتها وروابطها بالدول والجماعات التي تتبنى ذات المنهج، كتركيا، التي تتمتع بعلاقات قوية مع الإخوان، انطلاقاً من تداخل مركب بين قيادة الدولتين على المستويين الأيديولوجي والسياسي.

 

الاستمرار في انتهاج هذه السياسات

وعلى الرغم من المحاولات العربية لإثناء قطر عن الاستمرار في انتهاج هذه السياسات، لجأت القيادة القطرية إلى شركات ضغط، ومؤسسات علاقات عامة، وكتائب إلكترونية معروفة، من أجل تحسين صورتها على الساحة الإقليمية والدولية،لا سيما بعد توالي التقديرات الدولية التي تثبت تنامي مظاهر الارتباط، وعلى مستويات متعددة، بين قطر وجماعات العنف السياسي والتطرف الديني.

 

تعزيز العلاقة مع طهران

كما أن القيادة القطرية سعت لامتلاك أدوات ضغط مقابلة لعدم التخلي عن جماعة الإخوان، عبر زيادة علاقاتها مع طهران، في مسعى ابتغت منه مضاعفة هامش الحركة الخارجية، وتعزيز القدرة على المناورة في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية، وتشير تقديرات غربية إلى أن الدوحة تعزز علاقاتها السياسية والعسكرية مع طهران، في ظل التشارك في حقل غاز الشمال، والذي يعد أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، سيما أنها تعتبر استراتيجية المرور السلس من مضيق هرمز البحري قضية رئيسية في تفسير أنماط تحركاتها المكثفة حيال الدولة الإيرانية، وما يتبعها من تنظيمات، مثل حزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن.

 

استراتيجية الهجوم العكسي

على جانب آخر، فقد انتهجت الدوحة استراتيجية الهجوم العكسي، من خلال نفي الاتهامات واتباع سياسات الإنكار وإلصاق ذات الاتهامات الموجهة إليها بالدول الأخرى، بيد أنها حينما أقدمت على ذلك، فقد أكدت بصورة أو بأخرى صدقية التقديرات الخاصة بنمط علاقاتها الوثيقة مع تيارات العنف والتطرف، وقد اتضح ذلك من تصريح وزير الخارجية القطري في معهد "تشاتام هاوس" حين أشار إلى أن قطر تتذيل قائمة داعمي الإرهاب في الإقليم، بما يعني تأكيد دعم الدوحة للتيارات المتطرفة.