سعد بن أبي وقاص وقول الحق

إسلاميات

بوابة الفجر


كان سعد رضي الله تعالى عنه يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، ولا ظلم ظالم ولا استبداد مستبد، لأنه يقول ما يرضي الرب ولا يسخطه.

فقد دخل سعد على معاوية فقال له: ما لك لم تقاتل معنا؟ فقال: إني مرت بي ريح مظلمة فقلت: أخ أخ. فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت.

فقال معاوية: ليس في كتاب الله: أخ أخ. ولكن قال الله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} فو الله ما كنت مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على الباغية. 

فقال سعد: ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي". 

وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أتى سعد بن مالك رضي الله عنه فقال: بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة، فهل سببته؟ 

قال: معاذ اللهّوالذي نفس سعد بيده لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً وقال أبو زرعة الدمشقي: ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال: "لما حج معاوية وأخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال يا أبا إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك. 

قال: فما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك واجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لان يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولان يكون لي ما قال له حين غز تبوكا" ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"؟ أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولان يكون لي ما قال له يوم خيبر: "لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار" أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولان أكون صهره على ابنته ولي منها