البابا تواضروس: الكنيسة تحرس مصر.. ولم تُحتل مثل الوطن

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


ألقى البابا تواضروس الثانى كلمة خلال زيارته لمؤسسة الأهرام مساء أمس وتحدث عن أهرامات الكنيسة الثلاثة: اللاهوت والاستشهاد والرهبنة، حيث جاءت نص كلمة البابا كالآتي:

أحسب نفسي سعيدًا أن أكون في هذا المكان، الذي ساهم في معظم تكويني الثقافي والسياسي والوطني والقومي والمعرفي بصفة عامة من خلال جريدة الأهرام، وسعيد أن أكون في وسط هذه الكوكبة، وسعيد بحفاوة الاستقبال وكل الأحباء العاملين.

وأضاف: الكنيسة المصرية كنيسة وطنية، فقد بدأت في منتصف القرن الأول الميلادي ولأن الإسكندرية هي أول مدينة نالت المسيحية، صار لقب البابا: "بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وأوضح: "البابا" يستطيع أن يرسم بطاركة. وكلمة "بابا" أتت من الصعيد "أَبَّا" أو "أَمَّا" فصارت كلمة البابا، لقب بابا استخدم في مصر أولًا، وبعد ذلك انتقل اللقب إلى روما.

وأكمل: الكنيسة هي المؤسسة المصرية الوحيدة عبر عشرين قرن من الزمان لم تحتل من أحد، الوطن احتل ولكن الكنيسة لم تحتل..!! بقيت الكنيسة مصرية خالصة حاضرة في وسط مصر تؤمن بالوطن إلى اقصى درجة، ومن علمنا محبة الوطن وقيمة مصر هى الكنيسة.

وتابع: الكنيسة المصرية مرت بثلاثة عصور رئيسية وتسمي الأهرام التاريخية للمسيحية:
الهرم الأول، اللاهوت: مصر علمت العالم اللاهوت واستقامة الإيمان المسيحي، ومدرسة الإسكندرية اللاهوتية أول مدرسة علمت اللاهوت للعالم.

الهرم الثاني، الاستشهاد: الكنيسة مرت بأنواع كثيرة من الاستشهاد والكنيسة المصرية قدمت شهداء عددهم يفوق شهداء العالم كله.

وأشهر الشهداء المصريين على أرض مصر مارمينا العجايبي وله دير على بعد 60كم من الأسكندرية.
ودير القديسة دميانة (أشهر شهيدة مصرية) موجود في البراري، واتمنى ان تكون لكم زيارة لهذه الأديرة.

الهرم الثالث، الرهبنة: أول راهب نشأ على أرض مصر هو أنبا أنطونيوس الكبير، ومن مصر انتشرت الرهبنة والأديرة في العالم كله، والرهبان أناس خصصوا أنفسهم لعمل الصلاة.

وفي مصر أيضًا نشات اللغة القبطية والتي هي تزاوج بين اللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية ومازالت اللغة القبطية متداولة بيننا حتى اليوم فمثلًا كلمة شبرا تعنى قرية، وشبرامنت يعني القرية الشمالية، وشبراخيت القرية الجنوبية، وكذلك كلمة هيصة وفلافل وفوطة كلها كلمات قبطية، ومازلنا نستخدم اللغة القبطية في صلواتنا حتي اليوم.

ورؤيتي للكنيسة أنها أحد أعمدة الوطن وكلكم زرتم معبد الكرنك ومصر على اتساعها هي معبد كبير ممتلئ بالأعمدة، مثل عمود الثقافة وعمود السينما وعمود الأزهر وكذلك الكنيسة والجيش والشرطة وهكذا.

ولا يمكن أن يستغني الوطن عن أي من هذه الأعمدة، ودايما أقول أن كل دول العالم في يد الله أما مصر فهي في قلب الله. 

وتجد عناية خاصة من الله الساهر عليها ولذلك سميت أرض الكنانة أي أرض الأمن.

ووجود الكنيسة المصرية بتاريخها وحضارتها وصلواتها شىء مميز في كل العالم، والعالم ينظر إلى كنيستنا على أنها الكنيسة الأم.

وختم البابا تواضروس: الكنيسة المصرية كنيسة وطنية خالصة تحرس الوطن وتنظر إلى صالح الوطن. ونتعلم منها محبة الوطن ونرى أن مصر هي جوهرة كل الدول، كل هذا تعلمناه من آبائنا الذين سبقونا، البابا كيرلس والبابا شنودة، وهكذا جيل يسلم جيل.