عام على رئاسة "ترامب".. أزمات لا حصر لها وأمريكيون: ندعو لثورة ضد الرئيس الأمريكي

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


مرّ عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، دارت خلالها العديد من الأحداث، واندلعت فيها الكثير من المواجهات، لا سيما الجبهة الداخلية الأمريكية التي تستمر في مشاحنات كبيرة إثر الإنقسام الفعلي على سياسات ترامب، حيث يرى كثيرون بحتمية رحيله عن كرسي الرئاسة، فيما طالب البعض الاخر بثورة تطيح به بعيدا.

أزمات داخلية
وبرغم الأحداث المزدحمة خلال هذه السنة التي قضاها الرئيس الأمريكي، والتي شهدتها الساحة الداخلية والخارجية، إلا أن هناك الكثير من الملفات التي أخفق فيها ترامب، من بينها إخفاقه في ترجمة الكثير من وعوده الانتخابية من بينها استبدال برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير"، وبناء الجدار الفاصل على الحدود المشتركة مع المكسيك، وإصلاح نظام الهجرة.

لم تتوقف الأزمات الداخلية على هذا النحو، بل شملت أزمات أيضا مع وسائل الإعلام الأمريكية، حيث واصل الرئيس الأمريكي انتهاكاته ضد الصحفيين والإعلاميين، كان آخرها طرد كبير مراسلي البيت الأبيض لشبكة التلفزيون الأمريكية "CNN"، جيم أكوستا، من البيت الأبيض، هذا بجانب هجوم ترامب المتكرر على وسائل الإعلام واصفا إياها بقوله "إن وسائل الإعلام لا تريد أن تنقل الحقيقة ولها أجندتها الخاصة، ولم تسلم بالطبع شبكة "CNN" في تغريداته على "تويتر" من التطاول والانتقاد.

كذا فإن تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، من أكثر المشكلات والأزمات الداخلية الإمريكية إثارة، لا سيما أن جهاز الاستخبارات "سي أي آيه" أكد في تقرير له أن روسيا تدخلت من خلال القرصنة الإلكترونية في الحملة الانتخابية لمساعدة ترامب في اقتناص تلك الانتخابات والفوز بها، ما أدى إلى فتح تحقيق لا يزال حاضرا وبقوة.

أزمات خارجية
شهدت أيضا الساحة الخارجية الكثير من الأزمات وصفها الأمريكيون أنها ستتسبب في مشكلات لا حصر لها، خاصة على الصعيد الأمريكي، كان أبرزها الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي قوبل باعتراض دولي كبير، على الصعيد العربي والأوروبي، ووصف بأنه سيمثل بدايات جديدة من تصاعد التطرف حول العالم.

من أكثر الأزمات تعقيدا، قضية كوريا الشمالية، حيث تشابكت الأمور كثيرا نتيجة للمناوشات الكلامية، والتصريحات العدائية التي أطلقها دونالد ترامب، دون ضابط، ما أدى إلى ازدياد العداءات كثيرا بين البلدين، والتي انتهت إلى حد هجوم الرئيس الكوري الشمالي، على أمريكا بتدميرها بالسلاح النووي، وهو ما يتكرر في الكثير من المناسبات، رداً على تهديدات ترامب.

ليس هذا فحسب، بل ومع ضراوة الهجوم على العرب والأفارقة والمسلمين، هذا التوجه الذي أخذه ترامب على عاتقه منذ أن أطلّ برأسه على العامة، أصدر ترامب قراراً يقضي بحظر دخول مواطني 7 دول إلى أمريكا، وهي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن، وفي نهاية العام المنصرم أصدر قراراً يقضي بحظر دخول مواطني ١٢٨ دولة إلى الولايات المتحدة، رداً على تصويت مندوبيهم في الأمم المتحدة ضد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كما تعقدت الأمور أكثر بين ترامب وبين إيران، نتيجة لتصاعد الحملات على إيران، وفرض المزيد من العقوبات الأمريكية عليها، وهو الملف الأكثر ضراوة أيضا، يتشابه إلى حد كبير مع الملف النووي الكوري الشمالي، حيث تحاول الولايات المتحدة التصدي لإيران، فيما تتلاعب إيران هي الأخرى بالمشهد، وهو ما يؤجج الصراعات بين الطرفين، لا سيما مؤخرا بعد الإعلان عن دعم أمريكا لثورة الشعب الإيراني.

مسيرات حاشة ضد ترامب
وتزامنا مع بداية عامه الرئاسي الثاني، خرج خرجت مسيرات احتجاج في واشنطن وولايات أميركية أخرى، بمناسبة مرور عام على تنصيب دونالد ترامب رئيسا للبلاد، وجرت التظاهرات أيضا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمسيرة النساء التي نظمت اعتراضا على انتخاب ترامب.

وندد المتظاهرون بشعارات ضد ترامب، شملت قضايا الهجرة والعنصرية والتحرش الجنسي، والتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات ومساعدتها ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وفى واشنطن، اصطف المعلقون السياسيون لإلقاء خطابات أمام الحشود، بينما أغلقت الشرطة في نيويورك الشوارع في مانهاتن لإخلاء الطريق أمام المتظاهرين، فيما أكدت وسائل إعلام أنه شارك أكثر من 41 ألف متظاهر في نيويورك و12 ألفاً في واشنطن، و29 ألفاً في لوس أنجيلوس، بحسب صفحات الفعاليات على موقع فيس بوك.

عزل ترامب
من جانبه أكد الكاتب الأمريكي، لويد جرين، في مقال له، أنه بعد مُضي عام على رئاسة ترامب، أصبح أقل شعبية ممّا كان عليه عندما تولى الرئاسة، وأصبحت سياسات حملته الغريبة والشاذة هي السمات المميزة لحقبته التي تعيشها الولايات المتحدة الآن".

وأضاف الكاتب، أن ترامب ما زال مصممًا على أن يكون رجلًا غير محبوب، مؤكدا أنه ينتقل من كارثة لأخرى وجميعها من صنعه، مشيرا إلى أن أغلب الأمريكييون أعطوا لترامب D أو F (راسب أو ضعيف)، وفق بعض الإحصائيات، قائلا "هناك فرصة كبيرة لعزل ترامب"، حسب تعبيره.

دعوة لثورة
من جانبه دعا الكاتب الأمريكي "جيف هود" إلى القيام بثورة لعزل ترامب قائلا: "أدعو للثورة، أدعو إلى العزل السريع والفوري لرئيس الولايات المتحدة". 

وأكد في مقاله بصحيفة "دالاس نيوز" أن عدم التمرد الآن ضد ترامب هو خطيئة للمستقبل، قائلا "الأجيال القادمة بالتأكيد لن تغفر لنا، أعتقد أن الثورة هي الحل الوحيد الآن". 

وأوضح قائلا: "رئيسنا قد يكون أكبر كذاب في عصرنا، ترامب يقول أنه يحب كل الناس ولكنه يكذب، مضيفا، "الثورة هي كلمة غريبة بالنسبة للكثيرين، انها مرعبة بالنسبة للآخرين، انها مثيرة بالنسبة لنا، ويجب أن تكون واقعنا، فالشر يتحكم بحاضرنا، وعليه أن لا يسيطر على مستقبلنا".