عبد المسيح ممدوح يكتب: ذوى الاعاقة الذهنية في دفتر الغياب

ركن القراء

عبد المسيح ممدوح
عبد المسيح ممدوح


على الرغم من أن ذوي الإعاقة الذهنية يمنحهم الله مواهب أو قدرات قد لا تتوفر لغيرهم، لكن يتم تجاهلهم من قبل الدولة ومسئوليها، بدعوى أن الإمكانيات غير موجودة، دون النظر أو التفكير للحظة واحدة أنهم بذلك يهدرون حقهم ويدمرون أي فرصة قد تمنح لأحدهم تبرز موهبة أو قدرة تفيد الجميع.

اقتصر الحديث في الإعلام على ذوي الإعاقة الذهنية في حالات نادرة جدا، وغالبا ما تكون عندما يحدث لهم قضية تهز أركان المجتمع كتعرض إحداهن للاغتصاب أو القتل أو السرقة، أما غير ذلك فالتجاهل والإهمال وعدم التأهيل بشكل سليم هو عنوان كل شيء يخصهم

وتأكدت من هذا بشكل أدق حينما حدثت مع إحدى الصديقات التي لها باع كبير في مجال الإعاقة الذهنية غير رئاستها لأحد المؤسسات الخاصة بهذا المجال من التسعينيات، وأحد أبنائها من ذوي الإعاقة الذهنية في حديث مطول عن المأساة الدائمة والمعاناة للأسر المحتاجة الأخرى بسبب قلة الإمكانيات ومصاريف العلاج المرتفعة بشكل ملحوظ للغاية. 

قد نشرت هذه الصديقة فديوهات للأشخاص الموجودين داخل المؤسسة وهم يقومون بالغناء أو تقديمهم للأعمال الفنية وهذا نتيجة عمل عليهم بشكل سليم وتنمية مهراتهم بشكل ملحوظ تحت يد متخصصين في هذا المجال
كل هذا غير معانتهم الدائمة للحصول على الأدوية الخاصة بهم بسبب ارتفاع أسعارها، وكنت علمت أيضا من المتخصصين أنه يجب بداية العلاج من فترة مبكرة جدا قد تصل لأيام أو شهور ولا يستطيع الطفل أن يصرف العلاج من التأمين بعد بلوغه 6 سنوات في حالة عدم التحاقه بالمدرسة، ولا يجب أن يتم ربط العلاج من التأمين الصحي بالالتحاق بالمدرسة، وكانت الصدمة الكبيرة بالنسبة لي حينما علمت أن جميعهم لا يلتحقون بالمدارس لكن يحتاجون درجة ذكاء معينة وأن لم يلتحقوا بالمدرسة لا تصرف له الدولة التأمين الخاص به

مع كل هذا تقف الدولة عاجزة عن تلبية احتياجات هذه الأسر أو حتى دعمهم معنويا ونفسيا وماديا بل تزيد معاناتهم معاناة كل فترة أكثر وأكثر عن طريق التضييق عليهم بشكل ملحوظ.

لماذا لا نجد أي من المؤسسات التي يختارون لنا الأمهات المثالية على مستوى الجمهورية لا نجدهم يختارون مثل هذه الأمهات، وما يفعولونه مع أبنائهم ومواقف صعبة وتحديات عدة يتغلبوا عليها غير نظرات المجتمع لأبنائهم التي تصل بالمستوى الدنيء في بعض الأوقات.

لماذا نترك قضية الإعاقة الذهنية في أيدي مجموعة من المؤسسات والجمعيات الذين يتاجرون ويحققون مكاسب من وراء أبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنية؟

هل يعلم المسؤول أنه يوجد عديد من حلات الطلاق في المجتمع نظرا لأن الأسرة اصبح فيها طفل من ذوى الإعاقة؟

يجب على الدولة احترام هذه الفئة من المواطنين وتقديم كل الدعم لهم وتوفير فرص المعيشة الكريمة ولابد أن تنظر لهم الدولة بكافة مؤسساتها بعين الاعتبار ولا تنظرو لهم بنظرة الأشخاص الأقل أو حتى نظرة جارحة غير حقيقية.