الداخلية Vs مافيا الأراضى.. الحرب القادمة فى أسيوط

العدد الأسبوعي

اللواء مجدي عبدالغفار
اللواء مجدي عبدالغفار - وزير الداخلية


التنظيمات الإرهابية ساعدت المجرمين ماليًا وأمدتهم بالسلاح


تشهد مدينة أسيوط حالة من التوتر، بعد محاولة إحدى الحملات الإعلامية الموجهة على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يقودها مافيا تجارة الأراضى؛ ترويج الشائعات للنيل من نجاح ضباط مباحث المحافظة فى وقف تحركاتهم المشبوهة للتعدى على أملاك المواطنين، عن طريق الترهيب بقوة السلاح.

وفى سبيل ذلك أطلقت مافيا تجارة الأراضى بأسيوط الأعيرة النارية بشكل مكثف على المناطق الحدودية للمحافظة، للتأكيد على إرهاب الأهالى، وإجبارهم على التنازل عن أراضيهم بقوة السلاح، لتحقيق مكاسب وأرباح غير شرعية، قد تتجاوز ما تحققه تجارة السلاح والمخدرات، مستغلين انشغال أجهزة الدولة بالإعداد لانتخابات رئاسة الجمهورية.

واستغلت التنظيمات الإرهابية ذلك التوتر الأمنى، وبدأت التحالف مع مافيا تجار الأراضى وإمدادها بأموال مجهولة لترسيخ حالة الفوضى بالشارع الأسيوطى، علاوة على تصعيد وتيرة الجرائم الجنائية لضرب الاستقرار، كما تم الترويج لمقاطع فيديو من شأنها التقليل من الإجراءات الأمنية التى اتخذتها مديرية الأمن لتعزيز تواجدها فى الشارع لدعم الاستقرار ووحدة الصف.

ذلك الأسلوب لم يختلف كثيرًا عما تتبعه الجماعة الإرهابية فى الترويج لجرائمهم الوحشية من خلال مقاطع الفيديو أيضا، للنيل من استقرار هذا الوطن وأمن المواطنين، ولكن هذه المرة لخدمة مافيا تجار الأراضى وتوفير أموال طائلة لها للنيل من دور الأمن الفعال فى الشارع من جهة وحالة الاستقرار من جهة أخرى، من خلال استخدام الأسلحة النارية للتعدى على أراضى المواطنين وإحداث الفوضى فى سوق شهد ارتفاعات جنونية للأراضى الزراعية.

ولعب ضباط مباحث أسيوط دورا محوريا فى تعزيز قوة القانون والتصدى لتحركات أعضاء المافيا، عن طريق مكافحه الجرائم قبل وقوعها، فى ظل تواجد مئات الصراعات بين التجار على أراضى مواطنين بأوراق وعقود ابتدائية، ليس لها أساس بالشهر العقارى، وهذا ما واجهه الضباط باتخاذ إجراءات أمنية سريعة لضبط العديد من العناصر الإجرامية بمناطق المعلمين، أكثر مناطق مدينة أسيوط من حيث الصراعات بين تجار الأراضى الحرام والأهالى، ومطاردتهم فور ورود بلاغات بذلك.

وفوجئ ضباط المباحث الجنائية وقيادات أمن أسيوط بترويج فيديو لأمين شرطة مكلف بمتابعة الحالة الأمنية بمنطقة المعلمين، ومصور الفيديو يشير إلى أن استقطاب أمين الشرطة سببه حراسة أرض عليها صراع مرتبط بأسماء ضباط، فى فيديو لا تتجاوز مدته الـ30 ثانية، وتم الترويج لهذا الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى إرساله لكل قيادات أمن أسيوط، وعلى إثر ذلك سحبت قيادات الأمن بالمحافظة أمين الشرطة من المنطقة.

واستغل مروج الفيديو سحب أمين الشرطة وسارع إلى تشغيل حفارات بدون ترخيص بالمنطقة، تحت سمع وبصر الأحياء، التى لم تتحرك لوقف تلك الأعمال بقطعة أرض ادعى المروج أن شقيقه لديه عقد شراكة مع أحد تجار الأراضى بها، وهو متهم فى عدة قضايا بلطجة واستخدام قوى، وصادر عليه أحكام جنائية وهارب، مدعيا أن لديه ملكية بجزء منها، رغم أنها قطعة أرض على مساحة كبيرة، وحدث بها عدة صراعات بين تجار أراضى استخدموا فيها الأعيرة النارية بوقائع متفرقة، أصيب على إثرها أكثر من 6.

وألقى ضباط المباحث بالمحافظة القبض على العشرات من أعضاء المافيا فى حملات متفرقة، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة الجنايات، وهو ما أربك تحركات المشهورين من مافيا تجار الأراضى، وصدرت تعليمات شفوية إلى الضباط بألا يتركوا أحدًا يثير استقرار المحافظة، بالنزول للأراضى التى عليها صراعات، لتوفيق أوضاعها، سواء بتنفيذ الأحكام القضائية أو الاتفاقات العرفية.

ونجحت هذه التحركات الأمنية الموسعة فى الحد من صراعات تجار الأراضى بمناطق البيسرى والمعلمين والأربعين وعرب المدابغ، وكلها مناطق بمساحات شاسعة على حدود مدينة أسيوط، تحولت من أراضى زراعية إلى كتل خرسانية، حتى جاءت حملة الترويج الإعلامى الممنهج على مواقع التواصل الإعلامى، للنيل من مجهود وأفكار شباب الضباط لترسيخ الاستقرار الأمنى بأسيوط.

كل ذلك اضطر عدد كبير من مافيا تجار الأراضى فى مراكز البدارى وأبو تيج ومركز أسيوط وقرى درنكة والنخيلة، إلى تجهيز كميات كبيرة من الأسلحة لحماية الأراضى المتنازع عليها بمدينه أسيوط، بعد اكتشافهم مساعدة ضابط لمروج الفيديوهات لتسريب معلومات بذلك.

وقام مروجو الفيديوهات بعمل حملة موسعة من الشائعات على شبكات التواصل الاجتماعى، وكتبوا عن تواجد تجار أراضٍ وبلطجية مدعومين بأسلحة ثقيلة فى منطقة حوض العشرات بالقرب من المدخل الشمالى لمدينة أسيوط، لاستخدامها فى خلافات على قطعة أرض بمساحة 3 أفدنة، بحسب ما أكده لـ«الفجر» مصدر مطلع، فى محاولة منهم لإلهاء الأمن فى ذلك الصراع، حتى يتثنى لمافيا تجار الأراضى التعدى على قطع أرض بمنطقه وسط وجنوب أسيوط.

ورغم ذلك.. قامت قوات الأمن بمتابعة الأمر، وتوصلت مباحث أسيوط إلى أن كل ما قيل مجرد شائعات تم الترويج لها بعد قيام رئيس مركز ومدينة أسيوط بإزالة مبانى بالطوب الأبيض من على الأراضى الزراعية، علاوة على نجاح لجنة مصالحات «بيت العائلة» فى جمع المختلفين على القطعة سالفة الذكر، وتم التوقيع على شروطها بقبول أحكامها العرفية وإنهاء الخلاف القائم دون استخدام القوة.

وقال عضو فى لجنة المصالحات بـ‌«بيت العائلة»، إن الفضل فى اتفاق الجميع على المثول للتحكيم يرجع لنجاح ضباط مباحث المحافظة فى تعزيز قوة القانون ومواجهة الجريمة قبل وقوعها، مطالبا بتدخل قيادات وزارة الداخلية لتعزيز الإجراءات التى اتخذها شباب الضباط فى ملاحقة الجرائم قبل وقوعها، بما يحفظ حقوق المواطنين من أصحاب الأملاك.