أحمد شوبير يكتب: المهزلة

الفجر الرياضي




ما يحدث فى الإعلام الرياضى أصبح مهزلة بكل معانى الكلمة فالخروج عن النص والانفلات الأخلاقى أصبح هو الأساس وبكل أسف وأسى أصبحنا مثار سخرية الكثيرين من المتابعين خصوصا المتخصصين خارج مصر وأصبح مجرد مشاهدة برنامج رياضى ضربا من الجنون بل إن التعليق على المباريات نفسه أصبح يحتوى على ألفاظ لا يمكن لأحد أن يتصورها على الإطلاق ولعل ما حدث فى بعض المباريات الأخيرة واستخدام ألفاظ وإيحاءات من العيب أن نسمعها حتى من بعض الخارجين عن القانون ولكن وبكل أسف أصبحت لازمة فى كل المباريات وهو ما أعطى انطباعا سيئا للغاية عن التعليق المصرى المحترم الذى كان هو المدرسة الأم للتعليق فى العالم العربى أجمع، وبعد أن كنا أصحاب مدرسة يتعلم منها الجميع خرجنا للأسف تماما من المنظومة بفعل فاعل وبعد أن كان الجميع ينتظر بفارغ الصبر أن يسمع صوت محمد لطيف وصبحى الشربينى ومحمود بكر انقلبت الآية وأساء البعض إلى سمعة المعلق المصرى، ولولا وجود بعض الأصوات المصرية الناجحة داخليا وخارجيا لانتهى تماما دور المعلق المصرى خصوصا أن بعض القنوات المصرية بدأت فى الاعتماد على معلقين عرب! ومع احترامى الشديد للجميع إلا أن الصوت المصرى واللهجة المصرية التى يعشقها الجميع لاتزال هى اللهجة المفضلة لكل المستمعين العرب بشرط أن يكون المعلق على نفس مستوى العمالقة الذين أسسوا للتعليق العربى وتعلم منهم الجميع أما الآن فأصبحت الساحة خالية تماما للجنسيات الأخرى مما أدى إلى تراجع المعلق المصرى كثيرا فى الوقت الحالى.

وبعيدا عن التعليق فقد أصبح الكثير من البرامج الرياضية مجالا خصبا للتطاول والسباب والشتائم التى لا يمكن لبشر أن يصدقها والغريب أن بعض القنوات أصبح فى غاية السعادة بكل هذا التطاول وتحاول سكب الزيت على البنزين بحجة الإثارة وللأسف فهى إثارة مثل الأفلام الجنسية التى تحظى بأعلى نسبة مشاهدة على الإطلاق والغريب أن كل هذا يحدث بعد أن تم تشكيل لجنة للقيم والانضباط الإعلامى الرياضى تضم أساتذة كبارا توسمنا جميعا فيهم خيرا نظرا لتاريخهم الرائع ومبادئهم التى يحترمها الجميع.

ولكن وبكل أسف مع بدء هذه اللجنة لأعمالها ازداد معدل الخروج عن النص بشكل سافر ومقزز سواء فى البرامج أو التعليق الرياضى وبدلا من وضع حد للخروج عن النص أصبح المعتاد هو الانفلات بل الأكثر من ذلك هو التفاخر بكل هذا الخروج عن النص بل وتكراره سواء فى برامج أو مباريات ودائما وأبدا نجد أن هذا المنفلت يؤكد أن أحدا لا يستطيع أن يعاقبه وأنه فوق القانون وبكل أسف ينتصر هو فى النهاية.. ولا أنسى أبدا أثناء زيارتى الأخيرة للسعودية والإمارات وأثناء جلوسى مع شخصيات كبيرة ومرموقة ثم فجأة وجدتهم يعددون لى الكثير من المواقف بل والألفاظ الخارجة التى يسمعونها فى بعض البرامج والمباريات المصرية وهو ما جعلنى أنا والحضور من المصريين نتوارى خجلا وكسوفا من كثرة الملاحظات التى أبدوها والتى لا يمكن لأحد على الإطلاق أن ينكرها لأن من المفارقات أيضا أن كل من نقابله من هذه الشخصيات المحترمة يذكرنا بأنهم تعلموا على أيدى الإعلاميين المصريين وأنهم كانوا أصحاب الفضل والسبق فى وضع أسس الإعلام بصفة عامة والإعلام الرياضى بصفة خاصة، لذلك فأنا أدعو من جديد لسن قوانين وضوابط واضحة وصارمة جدا لأى انفلات إعلامى خصوصا فى المجال الرياضى يعيد إلينا الهيبة مرة أخرى كى يسترد الإعلام الرياضى المصرى هيبته وقوته وأيضا حتى ينطلق الإعلاميون المصريون فى كل القنوات الفضائية الخارجية بدلا من ترك الساحة لبعض الزملاء والذين مع خالص احترامى لهم إلا أننا سنظل دوما أصحاب المدرسة الحقيقية التى يتعلم منها الجميع بشرط أن نعود إلى قيمنا ومبادئنا والتى تربى عليها الجميع داخل مصر وخارجها.. دعوكم من المبادرات وكلمات ميثاق الشرف والجلسات العرفية التى لا طائل منها واجعلوا القانون فوق الجميع تعود لنا الصدارة فى كل شىء ويصبح اسم الإعلام المصرى فى أى مجال هو الأساس للنجاح والإبداع.