وداعًا صبري موسى.. أسرار من سجلات الروائي الراحل

تقارير وحوارات

صبري موسى
صبري موسى




اتسمت مؤلفاته بتغلغلها في نسيج المجتمع، نظرًا  لتأثره في العمل بالصحافة والرواية ليجمع بين الصحافة والأدب وحب المغامرة واستطاع أن يجعل لنفسه بصمة خاصة في كل مجال، إنه  الروائي والسيناريست الكبير الذي رحل عن عالمنا اليوم، صبري موسى.
 
ولد بمحافظة دمياط 19 فبراير عام 1932، عمل مدرساً للرسم لمدة عام واحد  ثم صحافياً في جريدة الجمهورية، وكاتباً متفرغاً في مؤسسة "روز اليوسف"، وعضواً في مجلس إدارتها، ثم عضواً "في اتحاد الكتاب العرب"، ومقرراً للجنة القصة "في المجلس الأعلى للثقافة" وقد ترجمت أعماله لعدة لغات.
 
تحويل أعماله للسينما
دفعه عشق السينما إلى تحويل أعمال يحيى حقي إلى الشاشة، فأصبحت أعماله من علامات السينما الكلاسيكية العربية هما "البوسطجي" الذي أخرجه كمال حسين، وحصل جائزة أحسن فيلم عام 1968، و"قنديل أم هاشم" إخراج كمال عطية؛ كذلك له عدة أفلام مأخوذة من أعمال أدبية منها: "الشيماء" عن مسرحية على أحمد باكثير، فيلم "حبيبي أصغر مني" عن قصة إحسان عبدالقدوس، فيلم "الأسوار"، عن قصة عبد الرحمن الربيعى، كما أعدت روايته القصيرة "حادث النصف متر" مرتين في السينما مرة في مصر ومرة في سوريا، وكذلك أفلام "قاهر الظلام، رغبات ممنوعة، رحلة داخل امرأة".
 
أشهر أعماله
مجموعة القصص القصيرة: "القميص، وجهًا لظهر، مشروع قتل جارة حكايات موسى صبري".
روايات"حادث نصف، المتر، السيد من نقل السبانخ "نبوءته عن المستقبل"، فضلًا عن "فساد الأمكنة" وهي الرواية الأشهر من بين أعماله".
 
الجوائز الذي حصل عليها
حاز صبري موسى على عدة جوائز منها: جائزة الدولة للسيناريو والحوار فى مصر 1968، الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1974، وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام 1957، بيجاسوس الدولية من أمريكا الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة الإنجليزية عام 1978، جائزة الدولة للتفوق الآداب من المجلس الاعلى للثقافة عام 1999.
 
مختلفا عن جيله
قال عنه الناقد الدكتورغالي شكري إن صبري موسى يبحث في صبر وأناة وجمال عن رؤى تخترق أحشاء الواقع، فتصل إلى نبوءة جمالية عميقة لأخطر الهزائم وأبقاها في كياننا الروحي.
 
كما قال الأديب الطاهر شرقاوي: "يبدو الروائي صبري موسى مختلفا عن جيله، ليس في الكتابة فقط  بل في الحياة أيضا، الأمر يبدو كأنه اختيار شخصي منه، لذا قررأن يمشي وحيدا وبعيدا عن الآخرين، مشغولا بالإنسان فقط، بعيدا عن أى أيديولوجيات أو توجهات سياسية معينة.
 
لغة صبري موسى محايدة وغير متورطة، متخلصة من كل الشحنات العاطفية، حرة تماما، وهادئة أيضا، وفي نفس الوقت رشيقة، هو من يقودها ويوجهها حيث يريد، ولا يدعها تأخذه إلى طرق غير مسلوكة، ستجد ذلك فى "فساد الأمكنة" و"حادث النصف المتر"، في الرواية الأخيرة تنطلق اللغة حرة راصدة على لسان الراوي قصته والتي من الممكن أن تورط أي لغة أخرى في الوقوع في فخ العاطفية والانفعالات الزائدة.
 
البساطة هي ما تميز"حادث النصف المتر"، والتي صدرت في طبعتها الأولى عام 1962، نوفيلا صغيرة بشخصيتين رئيسيتين فقط، وأماكن محدودة، هل من الممكن أن يصنع ذلك عالما روائيا؟ هذا ما فعله صبري موسى، طارحا ببساطة صراع الإنسان مع ذاته وأفكاره، من الذي سينتصر في الحرب الدائرة بداخلنا؟ الموروث الذى ننحي طول الوقت تحت ثقله أم الإنسان العصري المتحرر؟ سؤال لم يستطع الراوي أن يحسمه مع نفسه، حتى عندما قرر أن ينتصر للإنسان كان الوقت قد فات تماما.