رئيس الوزراء الإثيوبي: نتفهم أن النيل شريان الحياة بالنسبة لوجود مصر

أخبار مصر

رئيس الوزراء الإثيوبى
رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ميريام ديسالين


قال رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ميريام ديسالين، إنه تم قطع شوط كبير في قضية سد النهضة بين البلدين على مدار السنوات الثلاث السابقة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، لافتا إلى أنه تقابل مع الرئيس أكثر من 10 لقاءات وتم توقيع اتفاقية المبادئ كما اتخذت اللجان الفنية بعض الخطوات.

وأضاف "ديسالين"، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس عبد الفتاح السيسىي، أن هناك بعض الخلافات البسيطة سيتم الاتفاق عليها، قائلا: " نعمل على إنهاء المشروع بشكل يحقق المكاسب لكل البلدين".

وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، أنه لن يعرض مصلحة الشعب المصري للخطر، بأي شكل من الأشكال، مضيفًا أنه ناقش سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

من جانبه، أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه بحث مع الجانب الإثيوبي، فرص زيادة التعاون الاقتصاد،ي بين البلدين في ضوء ما يلحظونه من اهتمام القطاع الخاصة المصرى لزيادة استثماراته في السوق الإثيوبي، مشيرًا إلى اتفاقهم على أهمية تقديم كافة التسهيلات الممكنة بغرض دعم تلك الاستثمارات بما فى ذلك التعاون لإقامة منطقة صناعية مصرية فى إثيوبيا.

وأشار الرئيس، إلى أنهم بحثوا التعاون في مجال الاستثمار الزراعي والثروة الحيوانية والمزارع السمكية والصحة وتكثيف الجهود لزيادة التبادل التجارى بما يؤدي إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين وتقديم نموذج ناجح في التكامل المطلوب إفريقيا.

وأردف رئيس وزراء إثيوبيا، أن سد النهضة يجب أن يمثل هذا الأمل لإثيوبيا، وأن النيل شريان الحياة بالنسبة لوجود مصر كما تفهم مصر كذلك احتياجات إثيوبيا إلى التنمية، مضيفا: "يجب أن نتناول الجفاف الذي نعاني منه في الوقت الحالي وما يرتبط به من مجاعة وهو ما تم تأكيده بشكل شامل في مناقشة إعلان المبادئ لتعزيز التعاون وبناء الثقة فيما بين البلدين".

وأكمل "ديسالين": "أؤكد أن أحد طموحات إثيوبيا هو أن نتغلب على الفقر بالنسبة لشعبنا وهو يحتاج مقدارًا كبيرًا إلى الطاقة والموارد البشرية وهذا ما قادنا إلى بناء السد"، وتابع: "ندرك تماما أن هذا يمثل أحد شواغل الشعب المصري، ولكن أوضح بشكل كامل إنها لن تؤثر في مصر بشكل سلبي وأن السد لن يشكل أي ضرر بالنسبة لأي جهة أخرى أو مصر".

وواصل: "السد هو عنصر مهم للتنمية بالنسبة لإثيوبيا ويجب أن ننظر إليه كتنمية بالنسبة إليكم كما هو يمثل مصدرًا للتنمية بالنسبة لنا، وهناك روحا جيدة سادت خلال مفاوضات سد النهضة التي جرت بين الدولتين وعملنا بنية طيبة، وتبادل الطرفان وجهات النظر في حل كل المشكلات"، مشيرا إلى أنهم تناقشوا في كل القضايا الأساسية ومصر من خلال رئيسها تقدمت باقتراح لدخول البنك الدولي كطرف محايد بين الأطراف وهذه الفكرة يجب أن نناقشها من خلال اللجنة الثلاثية، وسيعقد اجتماع ثلاثي قريبًا بين مصر والسودان وإثيوبيا.

ونوه بأنه ناقش مع الرئيس السيسي ضرورة تعميق العلاقات والدراسات في هذا الشأن والعمل بتلك الروح الجميلة ونناقش الأمور بروح طيبة، معربا عن ثقته بحل هذه المشكلات سريعًا وقريبا وألا تكون هناك أمور تتم في الخفاء وستشارك السودان في هذه العملية قريبًا للتوصل لحل سريعا.

وأورد أن إثيوبيا وشعبها لم ولن يفكر في أي حال وفي أي ظروف في تعريض حياة المصريين للخطر فنهر النيل سيتدفق فيما بيننا ولن يضر بلدكم بأي حال من الأحوال ولن نقوم بهذا.

واستكمل: سنعمل عن كثب فيما بيننا وسوف نكفل الحياة بالنسبة لشعوب نهر النيل والقرن الإفريقي وإخراجهم من دائرة الفقر وكفالة رفاهية الحياة لكل دول حوض النيل ولا يمكن أن ننفصل لأن مقدراتنا مشتركة وسوف نلتزم بالاتفاقات التي أبرمناها اليوم.

واستطرد رئيس الوزراء الإثيوبي أن ما يهم مصر وإثيوبيا هو التفاهم بين البلدين، حتى وإن كان هناك خلافات فالخلافات تنشأ دائما عند الحوارات والمناقشات، مشددًا على ضرورة الحكمة للتغلب على تلك المشكلات بنوع من الحب.

وشدد على أن جدول أعمال إثيوبيا يركز على القضاء على الفقر وهو لا يمكن أن يحدث بالإضرار مع الآخرين، ولكن عن طريق تحقيق المكاسب للبلدين، لأنه لو تأخرت مصر فستتأخر إثيوبيا، مؤكدا أن المصائر الإفريقية مشتركة ويربطهم نهر النيل.

ولفت إلى أنهم يسعون لتحقيق السلام ومكافحة التطرف والإرهاب، فدون سلام لا يمكن أن تشارك الشعوب الإفريقية في التطور والتنمية، مشددا على ضرورة التعامل لتحقيق تلك القيم والأهداف المشتركة، إضافة إلى القضايا الفنية الأخرى، وهو ما سيساعد على تحقيق الرخاء والنمو لشعبينا.