يحيي حقي.. ميكس المحاماة والصحافة والسينما

تقارير وحوارات

يحيي حقي
يحيي حقي


تعددت مواهبه وقدراته الثقافية والأدبية، فهو صاحب طروحات نقدية عميقة دون تعقيد ومستنيرة، حيث شغف بالسينما وترجمت بعض كتاباته إلى أفلام سينمائية، إلى جانب عمله بالمحاماة، إنه الأديب والروائي والناقد يحي حقي المولود في مثل هذا اليوم 17 يناير من عام 1905م.

 

حياته

يحيى حقى من مواليد 17 يناير ١٩٠٥ في حى السيدة زينب لأسرة تركية، كان قد هاجر أجدادها الأوائل من الأناضول إلى شبه جزيرة المورة ثم نزح أحد أبنائها إلى مصر في أوائل القرن التاسع عشر، وتم تعيينه في خدمة الحكومة وظل يتنقل إلى أن استقر في مدينة المحمودية بالبحيرة ثم صار وكيلا لمديرية البحيرة.

 

عمله بالمحاماه

التحق "حقي" بكُتَّاب في السيدة زينب ثم بمدرسة والدة عباس باشا الأول الابتدائية بحى الصليبية، ثم حصل على الابتدائية والتحق بالمدرسة السيوفية، ثم الإلهامية الثانوية ونال شهادة الكفاءة، ودرس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، حيث يعتبر علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين.

 

قرأ إعلانا لوزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في القنصليات والمفوضيات فتقدم ونجح وعين أمينا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة ثم اسطنبول في ١٩٣٠ حتى ١٩٣٤ ثم في القنصلية المصرية في روما.

 

مناصبه الدبلوماسية

 مع الحرب العالمية الثانية عام ١٩٣٩ عاد "حقي" إلى القاهرة سكرتيرًا في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية لعشر سنوات ترقى خلالها حتى درجة سكرتير أول وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية إلى ١٩٤٩، ثم تحول إلى السلك السياسى سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة فوزيرًا مفوضًا في ليبيا عام ١٩٥٣.

 

وكان لزواج "حقي" من جان ميري جيهو الرسَّامة والمثَّالة الفرنسية، السبب في إقالته من العمل الدبلوماسي عام 1954م، ليعود إلى مصر ليستقر بها؛ فعين مديرًا عامًا لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ ثم أنشئت مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، إذ ألغيت سنة 1958، فنقل مستشارًا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة قدم استقالته من العمل الحكومي، لكنه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيسًا لتحرير مجلة "المجلة" التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة 1970.

 

شغفه بالسينما

شغف "حقي" بالسينما، فهو ناقد متابع للأفلام المعروضة في دور السينما وله بعض الآراء المهمة المقدرة التي تمتلك إلى جانب الذوق الشخصي خبرة ذاتية كبيرة اكتسبها من جولاتها في المعاقل السينمائية الكبرى في أوروبا، ثم توجت السينما المصرية عام ١٩٦٨ علاقتها بيحيى حقي بالالتفات إلى أعماله الأدبية والاستقاء منها، فأنتجت أربعة من الأعمال السينمائية المميزة التي رسخت في وجدان المشاهدين ومن أبرزها "البوسطجي"، ثم "قنديل أم هاشم"، و "إفلاس خاطبة"، وفيلم "امرأة ورجل".