وفاة أبناء الرسول الذكور.. ما الحكمة في ذلك؟

إسلاميات

بوابة الفجر


رُزق إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- في كِبره بابنين، هما إسماعيل وإسحاق، وقد جعلهما الله نبيّين بعد أبيهما إبراهيم، ثم جعل الله النُّبوة في ذرية إسحاق، وجاء من بعد إسحاق يعقوب، ثم يوسف، وقد جعل الله النبوة في بني إسرائيل بعد ذلك.

وقد كان لتوارث النبوة في أبناء الأنبياء نصيبٌ ظاهر، قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)

وقد رُزق زكريا بعد أن بلغ من الكِبَرِ عِتِيًّا ابناً ورثه في النبوة، وقد جاء بيان ذلك في كتاب الله، قال تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا*يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)،

فجاءته البشارة بعد أن دعا الله بقدوم يحيى، وأنه سيكون نبياً بعده، قال تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)،

وقد كان سيدنا عيسى -عليه السلام- آخر الأنبياء من ذرية إسحاق عليه السلام، ثم بعد ذلك كان مجيء محمد ـ صلى الله عليه وسلم، حيث بعثه الله سبحانه وتعالى استجابةً لدعوة أبيه إبراهيم عليه السلام.

وقد انتهَت النُّبوة في أبناء إسحاق عليه السلام برفع الله لعيسى ابن مريم، وبرسالة سيدنا محمد انتقلت النبوة إلى فرع إسماعيل عليه السلام.

جرت العادة في الغالب أن يرث أبناء الأنبياء النبوة من آبائهم كما مرّ بيانه، أما سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، وما ميّز الرسالة المحمدية أنها كانت خاتمة الرسالات.

وقد كَفِل الله -سبحانه وتعالى- ما يضمن ثبوت تلك الصفة واستدامتها إلى يوم القيامة، حتَّى لا يُفتن بعض الناس ممن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم لظنهم أنّ النبوّة سيرثها أحد أبناء النبي.

لذلك مات جميع أبنائه الذكور في حياته، وقد ظهرت الحكمة من ذلك بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان لأجل ذلك أثرٌ في التفاف الصحابة حول النبي وانتقالهم إلى الخلافة بعد وفاته لا إلى توريث النبوّة.