مدينة سوسة التونسيّة: هل تودّع مسرح "سيدي الظاهر" العريق؟

تونس 365

مسرح سيدي الظاهر
مسرح سيدي الظاهر بمدينة سوسة التونسية


مسرح الهواء الطلق سيدي الظاهر بمدينة سوسة التونسية الواقعة في الساحل الشرقي للبلاد, يعتبر من بين اعرق المسارح في تونس وهو يحتضن أقدم مهرجان فيها وهو مهرجان سوسة الدولي الذي يعدّ شيخ المهرجانات وهو اقدم من مهرجان قرطاج.


مهرجان الهواء الطلق بسيدي الظاهر يضيق بزوّاره



مسرح سيدي الظاهر, وهو معلم ثقافي وأثري عريق احتضن سهرات لأكبر الفنّانين التونسيين والعرب والأجانب في مختلف مجالات الفن من موسيقى ومسرح وسينما.



غير أنّ الواضح في السنوات الأخيرة, أنّه بدأ  يضيق بروّاده  حيث أنّ طاقة استيعابه لا تتجاوز في أحسن الاحوال الألف وثمانمائة متفرّج وهو رقم محدود ومُحبط لا يساعد كثيرا على برمجة العروض الكبرى وفق شهادة الكثير من النقاد لذلك كان لابدّ من التفكير في  تشييد مسرح جديد بالمدينة يكون أكبر وأوسع وذا مقدرة افضل على احتضان كبرى السهرات.



مهرجان الهواء الطلق الجديد من الفكرة إلى الانجاز



انطلق التفكير منذ سنوات على إيجاد بديل لمهرجان الهواء الطلق سيدي الظاهر نظرا لعدم قدرته على الاستجابة لتطلعات جمهوره الكبير وخصوصا من الشباب.



إذ كانت الهيئات المشرفة على تنظيم المهرجان تجد حرجا كبيرا في دعوة الفنّانين الكبار وإحياء العروض الكبرى باعتبار أنّ الفضاء القديم عاجز عن استيعاب الجماهير الوافدة بالآلاف.



لذلك كان التفكير حينا في تصدير العروض الكبرى إلى الملعب الأولمبي بالمدينة وأحيانا أخرى يقع الاكتفاء بالعروض المحليّة أو العربيّة النخبويّة التي لا تجلب الكثير من الجماهير.



غير أنّ هذا لم يكن حلاّ مرضيا ولا جذريّا, فانكبّت الجهود من أجل تشييد مسرح قادر على احتضان كبرى السهرات بمساحة أرحب و بطاقة استيعاب أكبر.



وبعد تحديد المكان وهو نسبيا  خارج وسط المدينة في منطقة اسمها "بوحسينة" تبعد بضعة كيلومترات عن المسرح القديم , وتجاوز العوائق القانونية المرتبطة أساسا بامتلاك الأرض, انطلقت الأشغال التي بلغت حاليا نسبة تقدّم توازي الثمانين بالمائة.



هل سيكون المسرح الجديد جاهزا خلال صائفة 2018



وزير الشؤون الثقافية السيد محمد زين العابدين في زيارته الأخيرة للتعرف على مكوّنات المشروع الذي تقدّر كلفة إنجازه بقرابة الأربع ملايين دينار تونسية أكد أنّ الإمكانيّة واردة جدّا لأن يكون المسرح جاهزا خلال الأشهر القليلة المقبلة مفيدا انّ المسرح الجديد بوسعه أن يتسع لأكثر من 05 آلاف متفرّج وأن يستوعب العروض الفنيّة الكبرى وأنّه سيكون مزوّدا بأحدث تكنولوجيا  الوسائل التقنيّة.



من ناحيتنا طرحنا السؤال على السيد عادل هيدار المهندس المكلف بالمشروع فأشار إلى أن المشروع في مراحله النهائية مفيدا أنّه قد يكون جاهزا خلال شهر مارس آذار المقبل وأنّه سيكون مسرحا متعدّد الوظائف بحيث سيتسنى له احتضان كبرى العروض من ذلك العروض الأوبراليّة الكبرى وأنّ ركحه قادر على استيعاب فرقة موسيقيّة تتكوّن من خمسين عازفا.



هذا ومن المرجّح أن لا يكون انشاء هذا المسرح الجديد الذي لم يتم بعد تحديد إسم له, بمثابة  إعلان وفاة لمسرح سيدي الظاهر العريق, حيث يبدو انّ النيّة تتجه نحو تخصيص هذا الفضاء وذاك لإقامة سهرات المهرجان الصيفيّ التي تبقى متنفّسا مهمّا للأفراد والعائلات في مدينة سوسة والمدن المجاورة من أجل الترفيه والترويح عن النفس.