مولد الحسين.. المسافات تزول في حب حفيد الرسول (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"تذوب الفـوارق بيـن الجميـع ... فكلٌ سواءٌ فـي هـذا المقـام".. من كل صوب وحدب تجمع أحباب آل البيت أمام ضريح حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، احتفالًا بمولده، فتمتليء ساحة مسجد الحسين ويقتظ داخل الضريح بالآف من محبيه، احتفالًا بالليلة الكبيرة.

 

وتزول المسافات في حب سيدنا الحسين، حفيد رسول الله، وتتجه الأنظار نحو ضريحه من الصعيد إلى أقصى الشمال، في رحلة روحانية تبعث الطمأنينة في قلوب محبيه.

 

فالأبخرة تعطر رحاب مسجد حفيد الرسول، وحلقات الإنشاد تتعالى أصواتها بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحبي حفيد رسول الله يتجالسون في حلقات مرددين الاستغفار بين الفينة والآخرى.



راحة صاحب العمامة الخضراء في رحاب "الحسين"

بعمامة خضراء تغطى وجهه ويبدو وقد أخذ منه الزمن مأخذاً، يحلق على أسرته التي قطعت المسافة معه من أقصى الصعيد حيث محافظة أسيوط، ليحضر مولد سيدنا الحسين.

 

"لما بكون هنا برتاح".. بهذه الكلمات عبر السيد خليفة، عن شعوره عندما يتواجد برحاب مسجد حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه يأتى كل عام قاصدًا مولد الحسين.

 

ولم يمنع الرجل السبعيني كبر سنه وضعف جسده من زيارة ضريح الحسين في مولده، فهو يعتاد على حضور مولده منذ أربعين عامًا.



عالقة بين المرض ومناجاة الخالق

شاردة الذهن رافعة رأسها لحد السماء تتمنى من الله الشفاء بجوار ضريح حفيد رسول الله، تتمنى أن تدخل أدخنة البخور العطرة بروائحها الذكية إلى رئتيها فتنظفها مما تشعر بيه من ألم، فاطمة حسين، سيدة خمسينية من محافظة القليوبية، قصدت المولد لما تشعر به من تعب مع مرض السرطان الذي نال جزء من وجهها.

                            

لا تتفوه السيدة فاطمة بكلمة مع أحد فهي في عالم آخر بينها وبين خالقها تدعوه والدموع عالقة بين جفونها، وما إن اقتربنا منها سردت حالها مع المرض لتنطق بجملة تخرس الجميع: "أنا اللى فيه محدش يحس بيه".



مجاورة الحسين تزيل هم "خديجة"

تجلس في ساحة مسجد الحسين، راجية أن يجمعها الله بحب آل البيت، ترتسم على وجهها بسمة تعبر عن مدى ارتياحها بمجاورة ضريح حفيد الرسول.

                  

خديجة، سيدة ثلاثينية، قطعت المسافة من محافظة أسيوط قبل ثلاثة أيام لتحضر الليلة الكبيرة لمولد الحسين.

 

ترى خديجة في سفرها لمسجد الحسين، رحلة روحانية لإزاحة الهم المتثاقل على صدرها، وسبب لالتزمها في الصلاة ومخرج لحل كل مشاكلها.