مطران القدس للروم الأرثوذكس: فلسطين قضيتنا جميعا كأبناء للشعب

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


استقبل المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، صباح اليوم الثلاثاء، وفدا من أبناء الرعية الأرثوذكسية في بلدة الطيبة (قضاء رام الله)، والذين قدموا التهنئة لسيادة المطران بمناسبة الأعياد المجيدة لا سيما عيد الغطاس الذي ستحتفي به كنيستنا المقدسة يوم الجمعة القادم.

وقال المطران في كلمته بإننا نشعر بالافتخار والاعتزاز عندما نلتقي مع أبناء رعيتنا الذين يأتون إلى مدينة القدس من سائر المدن والبلدات الفلسطينية لكي يأكدوا تشبثهم بالقدس باعتبارها عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني.

وأضاف في كلمته بأننا ندعو ابناء كنيستنا بان يكونوا اكثر قربا وانتماء وتشبثا بكنيستهم ورسالتها وحضورها العريق في هذه الأرض المقدسة.

وتابع: "الصهيونية الشريرة والماسونية الحاقدة انما تستهدف كنيستنا وحضورنا المسيحي في هذه الارض المقدسة بوسائل متنوعة ومختلفة ومن واجبنا جميعا ان نكون موحدين لكي ندافع عن كنيستنا المستهدفة في رسالتها وحضورها واوقافها في هذه البقعة المقدسة من العالم".

وأكمل: "احبوا كنيستكم رغما عن الظروف الصعبة التي نمر بها، ان ما نمر به يجب أن يجعلنا أكثر تشبثا وانتماءا وتعلقا بكنيستنا التي يستهدفها الأعداء المنظورين والغير المنظورين، الكنيسة هي كنيستكم ونحن لا نتحدث عن الكنيسة بمعزل عن المؤمنين فكونوا على قدر كبير من الوعي والايمان والحكمة والاستقامة لكي تميزوا ما بين الخيط الأبيض والخيط الاسود.

افتخروا بانتماءكم لفلسطين، فنحن فلسطينيون ونفتخر بانتماءنا لهذه الارض المقدسة التي منها انطلق نور الايمان الى مشارق الارض ومغاربها، نحن فلسطينيون ولن نسمح لاحد بأن يشتتنا ويحرف بوصلتنا، نحن فلسطينيون ولن نتخلى عن هويتنا الوطنية وانتماءنا لهذه البقعة المقدسة من العالم التي تباركت وتقدست بحضور السيد المسيح وامه البتول وقديسيه وشهدائه ورسله وتلاميذه.

وأشار إلى أن مؤامرات كثيرة تحاك ضد شعبنا الفلسطيني واولئك المتآمرون على القضية الفلسطينية الساعون لتصفيتها هم ذاتهم المتآمرون على كنيستنا واوقافها وعراقة حضورها في هذه الارض المقدسة.

واستطرد: هنالك استهداف غير مسبوق للقضية الفلسطينية ووجب علينا كفلسطينيين ان نكون موحدين لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن الحق الذي ننادي به، ولا يجوز للفلسطيني ان يعيش في حالة يأس واحباط وقنوط ونحن نرى ما يحيط بنا من صورة قاتمة ومن استهداف لاعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث، كونوا متفائلين وهذه رسالتي لكم ولكافة ابناء شعبنا الفلسطيني، فاولئك الذين يستهدفون القدس ويسرقون اوقافنا ويستهدفون مقدساتنا واولئك الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية انما يريدوننا ان نكون في حالة استسلام وضعف وتراجع وقنوط ويأس ولا يجوز لنا ان نستسلم لهذا المخطط فنحن اصحاب قضية عادلة لا بل اقول القضية الاعدل في عالمنا، انها قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين وكافة ابناء امتنا العربية.

وأضاف: "نحن لسنا فقط متضامنين مع القضية الفلسطينية بل القضية الفلسطينية هي قضيتنا، هي قضية كل الشعب الفلسطيني، هي قضية شعب رازح تحت الاحتلال ويحق له ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه وفي ارضه المقدسة.

وتابع: حافظوا على وجودكم وعلى انتماءكم العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة ولا تقبلوا بهذه الاصوات المشبوهة التي تريدنا ان نتقوقع وان ننعزل عن هموم وهواجس شعبنا.

وأكلم: لا تستسلموا لاولئك المتآمرين على حضورنا العريق في هذه الارض المقدسة، فهم يملكون المال وهم مدعومون من جهات سياسية ولكنهم لا يملكون الحق ومالك الحق هو اقوى من مالك المال.

وختم في هذا الموسم المقدس ما بين الميلاد والغطاس نؤكد كمسيحيين فلسطينيين بأننا باقون في وطننا رغما عن كل التحديات والصعوبات التي تحيط بنا، لقد اصبحنا قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية وسنبقى متمسكين بقيمنا ومبادئنا الروحية والانسانية وسنبقى كذلك ندافع عن فلسطين الارض المقدسة التي يستهدفها الاعداء من كل حدب وصوب ولكن فلسطين ستبقى عصية على كل المؤامرات ولن تكون لقمة سائغة للاعداء.

كما تم التداول في هذا اللقاء في واقع كنيستنا في ظل الظروف الراهنة وما تمر به مدينة القدس والدور المسيحي المأمول في الدفاع عن القدس ومقدساتها واوقافها.