"الفخار" ذهب يتوارثه الأجيال.. من قرية "النزلة" بالفيوم إلى دول العالم (تقرير فيديو)

الفجر السياسي

بوابة الفجر


ليست كل محرقة يذهب إليها غير المؤمنين، فهناك رجال اعتادوا أن يواجهوا نيرانها وأن يرتموا في أحضانها، فالعمل عبادة، صانعين فنًا، تدهش له الأذهان، وتبتهج برؤيته الأعين، مكانهم ليس في الصين أو إسبانيا، ولكن بمنطقة النزلة بإبشواي، في محافظة الفيوم.

محرقة النزلة، أقدم أماكن صناعة الفخار في مصر، إرثًا توارثه الأحفاد عن أجدادهم، حين بدأو فيه منذ عهد الفراعنة، وساروا في دروب التطوير، جيلا بعد جيل، حتى أصبحت من أهم مناطق التصدير لكل دول العالم، التي تعي أهمية وقيمة الفن اليدوي، الذي ينتج بعد تعب وشقاء، ومجهود ليس بالقليل.

يقول حسين ربيع أحد أبناء الفيوم، إنه يعمل في صناعة الفخار منذ 25 عامًا، توارثها عن أجداده، حيث يعد سابع جيل من نفس الأسرة يعمل بالصناعة، ويحرص على تعليم الجيل الثامن حرصا عليها من الإنقراض.

ويسرد "ربيع": "طمي النيل وقش القمح"، مادتان لاعبتان دورا أساسيا في صناعة الفخار، بإضافتهما ثم تحديد الحجم والشكل المناسب، للأواني لما تلعبه من دورا صحيا في امتصاص الرصاص من المياه وتنقيتها، وأيضا صناعة التحف المختلفة".

علاء، أحد عمال المحرقة، والمختص بشؤون صناعة "الزير"، والتي تمر بخمسة مراحل، يقول إن أولى مراحله هي تكوين القاعدة، ثم  وضعها في الشمس لمدة ساعة، لاستكمال عملية التوسع على باقي المراحل، نظرًا لضخامته حتى لا تتفكك أجزائه، وتصبح أكثر صلابة ومتانة.

ولكن أرباح المهنة البسيطة، لن تستطع الصمود في مواجهة أعباء الحياة، كما أوضح "سيد" أحد العمال، بأن الطلب على السلعة لم يكن كما كان، وأنه وزملائه يعملون دون ضمانات اجتماعية، تحمي حقوقهم، وتؤمن مستقبل أسرهم.