خديجة بنت خويلد.. أول من أسلمت من النساء

الفجر الطبي

بوابة الفجر


آمنت "خديجة بنت خويلد" بنبوة زوجها محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تتردد لحظة حين دعاها للإيمان وتوحيد الله تعالى.

فقد كانت تَعلَم أنَّ للنبي صلى الله عليه وسلّم شأناً عظيماً، بسبب حُسَن الأخلاق التي كان يتمتَّع بها، وقد خفَّفت عنه كثيراً، عندما نزل صلى الله عليه وسلّم من الغار يرتجِف بعد نزول جبريل عليه السلام عليه وتعليمه أول سور القُرآن الكَريم.

هي خدَيجَة بنتُ خُويلد بن أسَد بن عبد العُزى بن قُصي بن كَلاب بن مُرّة بن كَعب بن لُؤي بن غالِب من قَبيلة قُريش، وهي أمّ المؤمنين رضيّ الله عنها وزوجة النبي -عليه السلام- الأولى.

وقد كانت سليلة النَّسب ومن أشرافِ مكَّة، وكانت تلقّب بالطاهرِة قبل البِعثة، وكانت سيدة نِساء قريش. خديجة قبل البعثة النبويّة لقد كانت خَديجة من نِساء قريش ذاتَ المالِ الوفير.

وكانت تعمل بالتِّجارة لتنمية هذه الأموال، وقد كانت تستأجِر الرجال الجيِّدين ليعملوا في تِجارتها ويخرجوا بها إلى الشَّام، وعندما سمِعت بأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلّم، أرسلت إليه تطلبه ليعمل في تِجارتها مقابِل أن تعطيه أكثر ممّا كانت تُعطي الآخرين.

فوافق النبي صلى الله عليه وسلًم، وأخَذ المال منها ليشتري بها البضاعة من الشام، وكان معه صلى الله عليه وسلّم غلام اسمه ميسرة، وفي الطريق نزل النبي صلى الله عليه وسلّم تحت شجرةٍ ليَرتاح، فمرّ راهب بهمان فسأل الغلام عن النبي صلى الله عليه وسلّم، فرَّد الغلام أنّه رجلٌ من قُريش من أهل الحَرم.

فقال الراهِب: والله ما نزل في هذه الشجرة إلّا نبيّ، وهذه الحادِثة كانت من دلائل نبوّته، ثم أكمل النبي صلى الله عليه وسلّم والغلام الطَّريق إلى الشام، وأحضرا البِضاعة إلى مكَّة المُكرمة.

وباعت السيدة خديجة ما جاء به من بِضاعة، وربحت به أكثر من المُعتاد، وهكذا استمر عمل النبي صلى الله عليه وسلّم عند السيدة خديجة، حتى خطبته لنفسها بعد أن رأت منه مكارِم الأخلاق وأحسَنِها.

بعد أن هدأ روع النبي صلى الله عليه وسلّم بعد حادِثة الغار ونزول جبريل عليه السلام عليه ليبلِّغه بالنبوَّة، وبعد أن هدأته السيّدة خديجة بأفضل الأقوال، ذهبت وإيّاه إلى ورقة بن نوفل، وكان ابن عم السيدة خديجة.

وقد ترك عبادة الأصنام والأوثان وتنصَّر، وأخذ يكتب الكتاب العربيّ، والإنجيل باللغة العربيّة، وكان رجلاً أعمى، وعندما قصَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلّم ما حدَث معه أخبره نوفل أنّه الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام.

وبذلك كانت السيدة خديجة أوّل من آمن معه صلى الله عليه وسلّم ووقف إلى جانِبه، فقد كانت تخفِّف عنه الكثير من الآلام والهموم التي كان يُلاقيها من قريش.