عسكريون: اتهامات البشير للقاهرة مكايدة سياسية بإيعاز من أردوغان

العدد الأسبوعي

البشير وأردوغان
البشير وأردوغان


أكدوا أنه يحاول أيضا التغطية على أزماته الاقتصادية الحادة


دون إبداء أسباب، استدعت وزارة الخارجية السودانية، الأسبوع الماضى، سفيرها بالقاهرة للتشاور، بالتزامن مع توجيه الخرطوم اتهامات للحكومة المصرية بدعم المعارضة فى إقليم دارفور، وإريتريا.

ودفعت الحكومة السودانية بعدد من قواتها المسلحة إلى الإقليم، إلى جانب إثارة عدد من الملفات الشائكة، التى كانت سبباً فى توتر العلاقات بين البلدين فى الفترة الأخيرة. 

مثلث حلايب وشلاتين، الذى تزعم السودان بأنه يقع ضمن أراضيها، من أبرز تلك الملفات، وقد قامت الحكومة السودانية بالتصعيد مؤخرا، بتقديمها اعتراضا بالأمم المتحدة، على اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، التى تم توقيعها العام الماضى.

وتأتى قضية سد النهضة، من ضمن القضايا التى أثرت على العلاقات بين البلدين، نظراً للموقف المتأرجح للسودان من خطورة المشروع على الحصة التاريخية لدول المصب، عند تخزين المياه وراء السد، للبدء فى توليد الكهرباء. 

وتتابعت المواقف السودانية ضد القاهرة، مثل إصدار حكومة الخرطوم قرار منع استيراد الفاكهة والخضروات المصرية، بدعوى عدم مطابقتها للمواصفات، أو لأنها فاسدة، إلا أن القرار المفاجئ يحمل فى طياته ضغوطاً سياسية على القاهرة.

ومؤخرا منحت السودان جزيرة «سواكن»، إلى تركيا لاستغلالها كقاعدة عسكرية لها على ساحل البحر الأحمر، وذلك عقب زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للخرطوم، ورفعه علامة رابعة خلال لقائه بالرئيس السودانى عمر البشير، وهو ما يثير الشكوك حول نية تركيا الحقيقية، من السيطرة على تلك الجزيرة، وتورط الخرطوم فى ذلك الموقف العدائى، وأخيراً تأتى الاتهامات السودانية ضد مصر، بدعمها قوات المعارضة فى إقليم درافور، دون سند، ثم إرسال الخرطوم قوات تدخل سريع لتلك المنطقة، رغم تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، عدم تدخل مصر فى شئون الدول الإفريقية على الإطلاق. 

فى هذا السياق قال اللواء أركان حرب، محمد عبدالله الشهاوى، المستشار العسكرى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن ما تقوم به الخرطوم هدفه التغطية على تردى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فى البلاد، وهو ما يظهر جليا فى الإعلام السودانى، بالإضافة للتظاهرات التى يقوم بها المواطنون السودانيون من أجل رغيف الخبز، موضحا أن السودان تسعى لتصدير أزمتها الكبرى أمام شعبها إلى مصر.

ووصف الموقف السودانى تجاه مصر، بالمكايدة السياسية التى لا معنى لها، مؤكداً أن الاتهامات التى وجهتها حكومة الخرطوم ضد مصر حول دعمها للقوات المعارضة فى إريتريا غير صحيحة بالمرة، ورأها تتم بإيعاز من الرئيس التركى، الذى زار السودان مؤخرا، وقام الرئيس السودانى بمنحه حق التصرف فى جزيرة سودانية تطل على البحر الأحمر.