سارة.. إثيوبية اغتالتها شهوة طفل

العدد الأسبوعي

سارة إثيوبية
"سارة إثيوبية"


"الفجر" تفتح ملفات الجريمة التى هزت المعادى

المتهم حاول اغتصابها.. قاومته واستنجدت بالأهالى فألقاها من الدور السابع


لا يفصله عن محطة مترو حدائق المعادى سوى أمتار، تشير «يافطة» زرقاء على أوله إلى اسمه المدون عليها باللون الأبيض، إنه شارع إبراهيم عواد، الذى أصبح مؤخرًا مسرحًا لأبشع جريمة شهدتها القاهرة، رغم أن منفذها وضحيتها ليسوا مصريين.

المشهد مُربك للغاية، أبطاله سيدة فى الـ27 من عمرها، وطفل.. تجاوز لتوه عامه الـ18، وبدأت الأحداث عقب الانتهاء من صلاة الجمعة بساعتين، عندما صعد إبراهيم تاج الدين، المتهم، إثيوبى الجنسية، إلى الشقة رقم 13 المملوكة لابن خاله، الموجودة بالدور السابع من العقار رقم 1، وبطرقات غير متزنة ومتعالية فوجئت سارة، الضحية، زوجة ابن خال المتهم، إثيوبية الجنسية، بقريب زوجها يكمم فاها ويدفعها بقوة إلى الداخل، مغلقًا باب الشقة بقدمه اليمنى.

لم تستوعب الضحية حقيقة ما يحدث فى لحظته، حتى شعرت بأيدى المتهم تتلمس جسدها الأسمر الممشوق، متخطية ملابسها راجية مداعبتها جنسيًا، وعلى الفور حاولت دفعه إلى الوراء لكن دون جدوى، فلقد أسقطها أرضا وأحكم قبضته المرتعشة على مفاتن جسدها، وهددها بأنها إذا أحدثت صوتًا سيقتلها، واعدًا إياها بالسلامة إذا ما تركته ينعم بما لم يحل له.. لم تستجب ، واستغلت انشغاله بما جاء لأجله ثم أطلقت أولى صرخاتها مستنجدة بالجيران وأهل الحى.

حاول ضربها إلا أنها تصدت له ونجحت أخيرًا فى إصابته بـ«طفاية سجائر» كانت على منضدة بالقرب منها، ثم هرولت مسرعة إلى البلكونة لتطلق ثانى صراختها مستنجدة بـ«حمادة صالحين»، صاحب محل الفراشة الكبير بالشارع، وما أن رأها الأهالى حتى صعدوا لاستكشاف سبب صراخها، وبينما صعدت مجموعة لنجدتها.. باغت المتهم الضحية من الخلف وحملها ليلقيها من البلكونة، فحاول مجموعة أسفل العقار إحضار «ملاية» تحسبًا لسقوطها، ومسك أطرافها نحو 12 رجلا من أهل الحى.

تشبثت سارة بـ«منشر حبل الغسيل» المثبت على جانب البلكونة، فيما ذهب المتهم إلى باب الشقة ليصد دفع الأهالى الذين صعدوا لنجدتها، وبين دفع هؤلاء للباب وتشبث الضحية خوفًا من الموت.. سقطت سارة من الدور السابع مخترقة بقوة الدفع تلك «الملاية» التى أحضرها الموجودون بالأسفل لتلقى حتفها على الفور، بينما نجح الدافعون لباب شقتها فى الدخول والإمساك بابن خال زوجها فى حالة هستيرية، إلا أنهم أحكموا قبضتهم عليه وألقوه أرضا وكبلوا يديه وقدميه واستدعوا الشرطة على الفور.

«الفجر» انتقلت إلى موقع الحادث، وحققت فى الواقعة، للوقوف على أسباب وملابسات الجريمة، اكتشفنا أن العقار تسكنه 4 عائلات إثيوبية، الدور الأول منه تقيم به عائلة المتهم، المكونة من المتهم ويدعى إبراهيم تاج الدين عبدالله، 18 سنة، وشقيقه الأصغر ووالده، اللاجئ السياسى الإثيوبى، الذى هرب من بلاده بعد استهدافه لانتمائه لقبيلة «عرومو» المناهضة للنظام الإثيوبى، ليستقر فى مصر، هربًا من الاضطهاد الدينى.

على مدخل العقار التقينا حارسه، ويدعى «عم محسن أبوأحمد»، الذى حضر تفاصيل الجريمة منذ بداية ارتكابها وحتى سقوط السيدة على الأرض، واستمعنا منه إلى شهادته حول الواقعة، فقال: المتهم من عائلة إثيوبية، جاءت إلى مصر قبل 5 سنوات، وليس لديه أى اختلاط بسكان الحى أو الشارع، الانطوائية كانت أبرز طباعه، فدائمًا لا يرغب فى التحدث مع أحد، أما المجنى عليها، سارة، فكانت زوجة ابن خاله، المقيم فى كندا، وتسكن معهما فى عقار واحد.

وتابع حارس العقار: المتهم اعتاد ذكر سارة بألفاظ خادشة، ووقت حدوث الجريمة صعد إليها وطرق الباب، ففتحت له بحسن نية، وأغلق الباب من وراءه وأمسك بها من الخلف محاولاً الاعتداء عليها جنسياً بأى طريقة، إلا أنها قاومته وحاولت الإفلات منه، لكنه أصر على إجبارها لممارسة الرذيلة فضربها بزجاجة على رأسها أفقدها الوعى للحظات، ليعاود مرة ثانية تنفيذ خطته، إلا أنها استخدمت أظافرها وطفاية سجائر لتبعده عن طريقها، وظلت علامات الأظافر مرسومة على وجهه، حتى إن الطب الشرعى أثبت فى تقريره أنها هى من شوهت وجهه باستخدام أظافرها، حتى نهضت وهربت منه مسرعة إلى البلكونة، فحملها ليسقطها، إلا أنها حاولت الإمساك بالحديد، لكنها لم تستطع المقامة، فسقطت على الأرض وتوفيت بعد 5 دقائق فقط.

تركنا عم محسن، حارس العقار، وتوجهنا إلى مطعم مشويات على بعد أمتار منه، لصاحبه عادل معروف، 53 سنة، الذى أكد لنا أن القتيلة سارة الإثيوبية كانت حسنة السمعة وعلى خلق كريم، ومنذ أن وطأت قدماها الشارع لم نسمع عنها إلا كل خير، وكانت دائمة التردد على المطعم لشراء مشويات، وكان عليها 3 جنيهات منذ فترة، جاءت قبل مقتلها بيوم وتركتهم لى، كما كانت على وشك الانتهاء من أوراقها للسفر إلى زوجها فى كندا؛ للاستقرار معه، إلا أن الأقدار لم تشاء.

صاحب مطعم المشويات أوضح لـ«الفجر» أن عائلة المتهم لم يُر منها أى سوء أو تصيب أحدًا بضرر، فوالده وشقيقه الأصغر يحرصون دائما على أداء الصلوات فى مواعيدها داخل المسجد الموجود بآخر الشارع، وعندما جاء والد المتهم إلى مصر قبل 5 سنوات افتتح محل حلوانى صغير، حتى يضمن منه قوت يومه.