بالتفاصيل.. هذه حقيقة العلاقات السرية بين قطر وإسرائيل وإيران

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة وخاصة بعد قرار الرباعي العربي "مصر، السعودية، الإمارات، البحرين" ظهرت حقيقة العلاقات الوطيدة بين قطر وكل من إسرائيل وإيران بامتناع الدوحة قطر عن توجيه انتقادات للأنشطة الداخلية والخارجية الإيرانية وكذلك إبرام اتفاقيات عسكرية وأمنية مع تل أبيب.

 

علاقات مع إيران

تمارس قطر علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية وسياسية قوية مع إيران، وتمتنع قطر غالباً عن توجيه انتقادات للأنشطة الداخلية والخارجية الإيرانية، بل إن الدوحة كانت آخر من يساند الرياض باستدعاء سفيرها لدى طهران بعد الهجوم على السفارة السعودية في طهران في يناير 2016، كما يعقد المسؤولون القطريون بصورة دورية عدة اجتماعات رفيعة المستوى مع المسؤولين الإيرانيين، لبحث الاتفاقات الأمنية والاقتصادية.

 

وفي أعقاب حرب الخليج الثانية، رحب أمير قطر السابق حمد بن خليفة بالمشاركة الإيرانية في الترتيبات الأمنية للخليج العربي، ولكن بسبب المقاومة من دول الخليج العربي، لم تثمر هذه التحركات القطرية عن شيء، بيد أن الدوحة تحافظ على التعاون الأمني والاستخباراتي مع طهران من خلال العلاقات الثنائية التي تثير الريبة، ومنها توقيعهما في أكتوبر 2015 اتفاقاً أمنياً عسكرياً تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة"، وشمل الاتفاق الأمني العسكري "إجراء تدريبات عسكرية مشتركة".

 

قطر وإيران إيد واحدة

وكان مدير عام وكالة الأنباء الإيرانية محمد خدادي، قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الأسبوع الماضي، إن إيران وقطر أسرة واحدة، وأعرب عن سعادته باقتراب موعد افتتاح مكتب وكالة الأنباء الإيرانية في الدوحة، وتعيين مندوب للوكالة في الدوحة، في إطار خطة البلدين لتعزيز العلاقات الإعلامية.

 

وكشف تسجيل صوتي أذيع قبل 4 شهور عبر التلفزيون البحريني عن دعم قطر لإثارة القلاقل والفوضى في البحرين من خلال اتصال جرى بين حمد العطية مستشار أمير قطر الحالي، وحسن جمعة رجل الدين المسقطة جنسيته والهارب إلى لبنان بعد تورطه في أحداث قلب نظام الحكم في 2011، وكشفت عن الدعم القطري لقلب نظام الحكم البحريني، وشق الصف الخليجي بامتناعها عن إرسال أفراد قطريين لقوات درع الجزيرة التي تدخلت في البحرين لإعادة الهدوء.

 

العلاقات مع إسرائيل

ترتبط الإمارة بعلاقات اقتصادية مع إسرائيل منذ تولي الأمير السابق حمد بن خليفة الحكم عقب انقلابه على والده الشيخ خليفة آل ثاني، وذلك على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، وتعود جذور هذه العلاقات إلى 1996 حينما افتتح رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك شمعون بيريز مكتباً تجارياً إسرائيلياً في الدوحة، حيث يحوز رئيسه رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية، وهو ما يجعله أكثر من مجرد مكتب تجاري.

 

وتم التوقيع وقتها على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، كما عرضت الدوحة على "إسرائيل" في 2011م مدّها بالغاز بشكل غير محدود وبأسعار مخفضة بعد توقف ضخّ الغاز المصري، بعد تفجير الخط الواصل إليها أكثر من مرة عقب ثورة 25 يناير.

 

ملف العلاقات السرية

وكشف سامي ريفيل المدير السابق لمكتب مصالح إسرائيل في الدوحة الكثير من التفاصيل عن العلاقات القطرية - الإسرائيلية الوثيقة في كتاب بعنوان "قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السرية"، موضحاً أن السبب الرئيس لانتفاخ الدور القطري يعود إلى الدور المنوط بها كصندوق بريد نشيط لخدمة تل أبيب.

 

وأكد مؤلف الكتاب الذي عمل مديراً لمكتب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في الدوحة أن المساعدة التي حظي بها من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى مكّنته من تجاوز الصعوبات أمام نسج العلاقات القطرية الإسرائيلية، وأوضح ريفيل أن قطر دخلت من باب القواعد العسكرية الأميركية؛ لتقيم إحدى أقوى العلاقات الإسرائيلية مع دولة عربية، حيث انبرى حكامها باتجاه علاقة مفتوحة مع إسرائيل على كل المستويات من الاقتصاد إلى الأمن مروراً بالأدوار السرية.

 

وأوضح ريفيل في كتابه أن قطر هي التي قامت برعاية إقامة علاقات بين إسرائيل وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية عام 1994 لتخفيف القيود المفروضة على المسافرين والبضائع القادمة من كيان الاحتلال إلى الدول العربية، لافتاً الانتباه إلى الاتفاق القطري الإسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعاً لإنتاج الألبان والأجبان اعتماداً على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية من أجل منافسة منتجات الدول الخليجية.