همسة في أُذن إيهاب جلال.. الزمالك ليس مانشستر سيتي فـ (رحم الله امرىء عرف قدر نفسه)

الفجر الرياضي

جوارديولا وإيهاب
جوارديولا وإيهاب جلال


 

واصل الأهلي تفوقه الكاسح على الزمالك في آخر السنوات، حينما حقق فوزًا ساحقًأ، بثلاثة أهداف بيضاء، في كلاسيكو الكرة المصرية الذي أقيم مساء أمس الاثنين، ضمن منافسات الجولة السابعة عشرة من الدوري المصري الممتاز واحتضنه لأول مرة منذ سنوات إستاد القاهرة.

 


مباراة الأمس كانت هي الأولي لإيهاب جلال كمديرًا فنيًا للزمالك، وذلك بعد تعيينه مدربًا للفريق الأبيض قبل معركة القمة بيومين فقط، لكن جلال أراد أن يخوض الحرب من البداية، وأعلن أنه سيتولي قيادة السفينة البيضاء في لقاء القمة أمام الأهلي دون إظهار أي خوف، رفم أن لم يكن مضطرًا لذلك على الإطلاق.

 


دخل إيهاب جلال أو جوارديولا كما يطلقون عليه في الكرة المصرية، بتشكيل غريب وعجيب، فمدرب الزمالك أقحم تشكيل هجومي بحت في أولي مواجهاته مع القلعة البيضاء وأمام من (أمام الأهلي!)، تشكيل هجومي أعاد إلى الذاكرة ما فعله مؤمن سليمان مدرب الزمالك السابق في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2016 أمام صن داونز في جنوب إفريقيا، عندما ذج بالرباعي "ستانلي وشيكابالا وباسم مرسي وأيمن حفني" في المقدمة وهم الذين لا يقومون بأي واجبات دفاعية، فكانت الكارثة، خسر الأبيض بالثلاثة وبعدها لم يستطيع التعويض في الإياب فخسر اللقب الغالي والثمين!.




نفس الشيء فعله جلال أمام الأهلي أقحم الرباعي الهجومي "حفني والشامي ومدبولي وباسم" في المقدمة، وهم كذلك لا يقومون بالواجبات الدفاعية كما يجب أن يكون، ولا حتي الضغط المُبكر والصحيح على الخصم من المقدمة، كل هذه الأشياء جعلت الزمالك يتجرع مراراوة العار والهزيمة بالثلاثة أيضًا، وكأن سيناريو نهائي الأبطال تكرر تمامًا ولكن مع إختلاف التفاصيل الصغيرة.

 


ظن إيهاب جلال لوهلة من الزمن أن الزمالك هو مانشستر سيتي، وأن لاعبي الأبيض يستطيعون فعله ما يفعله نجوم السيتي بقيادة الفيلسوف الإسباني بيب جوارديولا، لكن شتان الفارق بين هذا وذاك، فجلال فشل فشلًا ذريعًا في ذلك الأمر.

 


وإذا عُدنا لمباراة، سنري أن جلال دخل المباراة بتكتيك يشبه كثيرًا ما يلعب بِه السيتي مع جوارديولا، ألا هو (الاعتماد على التمرير السريع، التمريرات الكثيرة، الضغط المبكر على الخصم، استخلاص الكرة بأسرع وقت ممكن)، لكن بالنظر إلى المباراة فلاعبي الزمالك فشلوا في جميع ما سبق تمامًا وبدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف!.

 


دعونا نري في بعض الصور التالية، الفرق بين ما فعله لاعبي الزمالك، وما يفعله لاعبي مانشستر سيتي:

 

1- الضغط العالي على الخصم (هنا الفرق الشاسع بين لاعبو الزمالك والسيتي):

في الصورة الأولي، نري كيفية الضغط المبكر والعالي من لاعبي السيتي على الخصم، حتي يتم استخلاص الكرة في إسرع وقت ممكن، والأهم هو التنظيم في الضغط، فلا يكون الضغط على الخصم عشوائي، بل أن كل لاعب يعرف دوره تحديدًا.


أما في الصورة الثانية، فنري ضغط عشوائي للاعبي الزمالك على دفاعات الأهلي، فنري ضغط 3 لاعبين دفعة واحدة على لاعب واحد فقط من الأهلي (هل هذا يُعقل؟!)، بالإضافة إلى ترك مساحات عديدة أمام لاعبي الفريق الأحمر، ولاعبين آخرين من الأبيض ليس لهم أي دور في المشهد سواء المشاهدة!.


  &



2- كيفية الدفاع المنظم (المنظومة الدفاعية)

في الصورة الأولي، لاعبو السيتي يضغطون من أعلي الملعب لجمح خطورة هجمة لفريق ليفربول، ولا ينتظرونهم أمام مناطقهم الخلفية, فهنا جوارديولا يُطبق نظرية اللعب التموضعى أو ما يُعرف بـ juego-de-posicion))، والهدف الرئيسى منه هو البحث عن التفوق العددى فى جميع الخطوط حتي وقت الضغط، فهُناك الكثير من الطرق المختلفة للحصول على ذلك، كل ذلك من أجل هدف آخر السيطرة على طريقة لعب الخصم.

 

كذلك يعتمد مدرب السيتي على Gegenpressing أو ما يعني الضغط على الخصم بعد خسارة الكرة مباشره كوحدة منظمة، ويمكن تعريفه بأنه الضغط على الكرة في لحظة الانتقال من الهجوم الى الدفاع.

 

أما في الصورة الأخري، فحدث ولا حرج، لا تدري ماذا يفعل لاعبو الزمالك أمام هجمة سريعة للأهلي، كل لاعب في وادي، لا يوجد أي ضغط على من مرر الكرة، ولا رقابة لاصيقة، حيث مرر عبدالله السعيد الكرة أمام 3 لاعبين من الزمالك، إلى علي معلول الخالي من الرقابة، الذي استلم الكرة وتقدم وحصل على ضربة جزاء، كل ذلك أمام أعين لاعبو الأبيض!.



 &



3- كيفية بناء الهجمة من الوراء (حتي من عند الحارس):

في الصورة الأولي، يتم بناء الهجمة حتي ولو تحت ضغط من الخصم، لكن السرعة والتحرك من اللاعبين يشل حركة الخصم في الضغط، وبناء الهجمة من الوراء يعتمد على عدة عوامل أهمهما على الإطلاق مجال الرؤية للمستلم واللاعبين الذين يدعمونه، ودقة وسرعة التمريرة وتحرك الزملاء.


أما في الصورة الآخري، فنري بناء هجمة فاشل بكل المعايير وضغط أفشل، فنري 5 لاعبين دفعة واحدة يضغون على لاعب واحد فقط، ويتركون لاعبًا حرًا في منطقة جزائهم دون أي رقابة لا من قريب ولا حتي من بعيد أيضًا، وفي النهاية جاء الهدف في شباك الزمالك عبر مؤمن زكريا!.



 &



مختصر العبارة كما يقولون، تكتيك كهذا لن يفهمه لاعبو الزمالك بين عشية وضحاها، ولا حتي في موسم كامل، فجوارديولا لن يفلح تطبيق أسلوبه ونهجه سريعًا بل أنه ظل كثيرًا حتي وصل إلى هذا الحال، بل إنه أيضًا جلب لاعبين قادرين على تطبيق فلسفته، فإيهاب جلال يجب عليه يعرف ويعي جيدًا أن الموضوع صعبًا مع هذه النوعية من اللاعبين!.