"السيسي" أول رئيس يحضر قداس عيد الميلاد.. ما هي علاقة رؤساء مصر بالكنيسة؟

تقارير وحوارات

رؤساء مصر
رؤساء مصر


وسط احتفالات عيد الميلاد المجيد ليلة أمس حرص الرئيس عبد الفتاح، على حضور  قداس عيد الميلاد المجيد الذي تقيمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويترأسه البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، لتهنئة الأقباط والبابا تواضرس، لتصل رسالة سلام ومحبة من قلب مصر.

 

وبالتزامن مع هذه المناسبة، كان لرؤساء مصر مواقف متباينة مع الكنيسة بصفة خاصة، والأقباط بصفة عامة، وبدا ذلك جليا في خطاباتهم وتعاملاتهم ولقاءاتهم، لذا نرصد علاقة الرؤساء بالكنيسة  بداية من عبدالناصر الرئيس الأقرب لقلوب الأقباط إلى السيسي الذي تربع على عرش قلوبهم بلا منازع.

 

عبد الفتاح السيسي

استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسي من خلال حضوره لقداس عيد الميلاد في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومشاركته في قداس عيد الميلاد المجيد أن يتربع على عرش قلوب الأقباط ويكسب مودتهم، وذلك باعتباره أول رئيس يحضر القداس بنفسه بعد سنوات طويلة اعتاد خلالها الرؤساء على إيفاد المندوبين والممثلين للحضور بالنيابة عنهم، بينما حرص السيسي على مفاجأة الجميع والحضور بنفسه وإلقاء كلمة بهذه المناسبة العظيمة، حاء فيها: "إننا تقدم رسالة سلام ومحبة من هنا ليس فقط للمصريين أو للمنطقة ولكن للعالم كله"، مؤكدا على أن التدمير والدمار والقتل لن يهزم أبدا الحق والبناء والمحبة والسلام.

 

جمال عبدالناصر

ارتبط الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعلاقة جيدة مع الكنيسة، وحدثت علاقة إعجاب متبادل بينه وبين البابا كيرلس السادس، ضمن من خلالها عبد الناصر ولاء الكنيسة ودعمها لنظامه السياسي، بينما تولى عبدالناصر تأمين وحماية أمن المسيحيين ومكانة البابا وعدم التدخل في الشأن الداخلى للكنيسة.

 

ورغم العلاقة الجيدة للكنيسة بالدولة في هذه الحقبة إلا أن التوجه العام للدولة بمعاداة الأجانب الذين كانت تربطهم ببعض الأقباط مصالح مشتركة قد أسهم في هجرة عدد كبير من الأقباط إلى خارج مصر في هذه الفترة حيث بدأت تظهر المنظمات القبطية في الخارج وأهمها منظمة "أقباط المهجر" التي لم يبدأ نشاطها سوى في الثمانينيات.

 

ولا يزال الأقباط يذكرون أن جمال عبدالناصر هو من وضع حجر الأساس للبطريركية الكبيرة في العباسية التي تحتضن قداس عيد الميلاد كل عام.

 

أنور السادات

جاء وصول الرئيس السادات إلى السلطة متزامنا مع وصول البابا شنودة الثالث إلى رأس الكنيسة المصرية الذي كان إيذانًا ببدء مرحلة التوتر في علاقة الدولة بالكنيسة، ومن أهم أسباب التوتر زيارة البابا شنودة إلى الولايات المتحدة في أبريل عام 1977 ولقاءه بالرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وانزعج السادات من تواصل الكنيسة الأرثوذكسية والإدارة الأمريكية، وغضب من الزيارة إضافة إلى المظاهرة القبطية التي كانت في استقبال البابا شنودة والتي ركزت على اضطهاد الأقباط ورفت شعارات مسيئة للرئيس السادات.

 

وكان البابا شنودة يرى أن سياسة السادات في إطلاق يد الحركات الإسلامية للحد من نفوذ الشيوعيين يمثل تهديدًا واضحًا للأقباط، وتعد هذه أبرز الأسباب في توتر العلاقة بين الكنيسة والسادات في تلك الفترة، وانتهى هذا التوتر بتحديد إقامة البابا في الدير بوادي النطرون وتشكيل لجنة لإدارة الكنيسة ولم يتم الإفراج عنه سوى عام 1984 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

 

محمد حسني مبارك

تقلد مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض "البابا شنودة"، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة "مبارك" تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس "السادات" بحكم منصبه كنائب له.

 

وزار مبارك الكنيسة مرتين، الأولى كانت عام 2000 عندما ذهب لتقديم العزاء فى رحيل الفريق فؤاد عزيز غالى، بينما كانت الثانية عام 2006 لتقديم العزاء فى رحيل حنا ناشد عضو المكتب السياسي للحزب الوطني.

 

وبعد هاتين الزيارتين اكتفى مبارك بإرسال التهانى بأعياد الميلاد وإرسال مندوبين لتقديم التهنئة لقداسة البابا والمشاركة فى الاحتفاء بأعياد الميلاد.


محمد مرسي

حضر الرئيس الأسبق محمد مرسى قداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عام 2012، فقط فى الوقت الذى كان فيه مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية، وحضر معه سعد الكتاتنى، الذى كان فى ذلك الوقت رئيس مجلس الشعب، وبعض أعضاء المجلس العسكرى الذى كان يتولى إدارة البلاد، لكنه لم يزرها وقت توليه الرئاسة، حيث أطلقت فتاوى فى عصره بتحريم تهنئة الأقباط.

 

ففى قداس عيد الميلاد عام 2013، ورغم توجيه الكنيسة الدعوة لمرسى للحضور إلا أنه لم يحضر وأوفد بدلاً منه السفير رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق.

 

عدلي منصور

حافظ الرئيس المصري السابق المؤقت عدلي منصور على زيارة الكاتدرائية وكان أول رئيس يأتي إليها بعد قطيعة لـ 40 عام من الرؤساء المصريين السابقين لها، فالرؤساء لم يدخلوا الكاتدرائية من الداخل، فقد زار الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مقره البابوي بكاتدرائية العباسية، لتهنئته وأقباط مصر بأعياد الميلاد.