مهازل اليوبيل الماسى لجامعة الإسكندرية ما زالت مستمرة!

منوعات

جامعة الإسكندرية
جامعة الإسكندرية - أرشيفية


الجامعات الكبرى تصدر كتابا يضم أسماء أبنائها وتمنحهم الدكتوراه الفخرية.. وأنتم تعملون بسياسة سمك لبن تمر هندى!


بسم الله الرحمن الرحيم، سنة جديدة وعام كله خير وسعادة على الجميع أبدأ أول سطور العدد الأول بالسنة الجديدة استكمالا للعدد الماضى، حقيقة الأمر أننى كنت قد وددت أن أضع كل الملاحظات على احتفالية جامعة الإسكندرية باليوبيل الماسى بالعدد الماضى، لكن ردود الأفعال أجبرتنى على الاستمرار فى الكتابة، خاصة أن أصحابها من الوسط الجامعى سواء الأساتذة الحاليون أو أبناء وأحفاد عمالقة جامعة الإسكندرية ممن تم تجاهل تكريمهم عمدا أو جهلا بقدرهم.


ولم أتوقع أن الاحتقان الذى دفعنى فى البداية لأسطر السطور الماضية يملأ الصدور بالإسكندرية كلها من أبناء الجامعة الذين تخرجوا فيها ولهم إسهاماتهم وأياديهم البيضاء فى ربوع مصر والوطن العربى.

البداية بالطبع غضب السيد وكيل وزارة الثقافة الأسبق الذى ضربت مثالا بتكريمه وهو أحد خريجى الجامعة وتم تكريمه لأنه شغل منصب وكيل وزارة منذ سنوات طويلة إما بحكم الدرجة الوظيفية أو أى شىء آخر، والحقيقة أننى كتبت أن تكريم الجامعة فى يومها الأول لوكيل وزارة أسبق معاش على أى أساس وإذا كان على أساس الدرجة الوظيفية فكان من الأولى تكريم كل وكلاء وزارة الإسكندرية كل فى مجاله على مدار «75» عاما اشمعنى هو؟!.

وهو السؤال الذى عجزت إدارة الجامعة عن إجابته، بالطبع ما حدث قد حدث، لكن من غير المعقول تكريم رؤساء المجالس والنقابات حسب المنصب الذى يشغلونه حاليا إما بحكم الانتخابات أو التدرج الوظيفى وتجاهل المعايير الدولية يعنى كل جامعة كبرى عريقة مثل جامعة الإسكندرية لا بد أن تكون قد تخرج فيها على مدار الـ«75» عاما ما لا يقل عن مليون خريج منهم الذين نبغوا ومنهم الذين أسهموا فى تأسيس وبناء أقسام كلياتها فكان ينبغى أن يصدر كتاب فخم يليق بهذه المناسبة يضم أسماء أعظم وأشهر خريجيها بالإضافة لنبذة مختصرة عنهم ويتم ترتيب الكتاب حسب كل كلية وحسب العمل العام والعمل الجامعى، كما أنها تمنح الدكتوره الفخرية لأسماء بعينها يتم اختيارها حسبما قدمت من أعمال عظيمة فى شتى المجالات. الدكتوراه الفخرية يتم منحها أيضا للمكرم إن كان قد توفى ويتم تشكيل لجنة لاختيارلأسماء بمعايير محددة مشابهة لجائزة نوبل، وهذا لم يحدث أبدا فهم عملوا بطريقة “سمك لبن تمر هندى”، هاتوا رشيد محمد رشيد نكرمه لأنه كان وزير ولسه عائد بعد الهروب والتسوية وعنده أعمال وشركات وبذات المعايير كان فين محمد منصور وزير نقل أيضا وابن الجامعة والإسكندرية ولم يتم تطبيق معاييرهم عليه كما تم تطبيقها على رشيد.


1- خناقات «تسمية» المبانى

وما وصلنى من كواليس شىء محزن جدا حيث اجتمعوا بالجامعة على وضع اسم طه حسين مؤسس الجامعة على قاعة الاجتماعات الرئيسية بالجامعة فاعترض من كان موجودا أن الذى بنى تلك القاعة هو الدكتور سعيد عبدالفتاح رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق وهذا الرجل «لا له عيل ولا تيل» حتى يتم ادعاء أو تصدير كلام من عينة المحاباة لاسمه من أجل مجاملة أولاده أو أحفاده ورغم ذلك أصروا على موقفهم بل كتبوا شوفوا التالى «قاعة طه حسين التى أسسها سعيد عبدالفتاح» واسم سعيد عبدافتاح بخط صغير تحتها، أنهى عشوائية وهل الجامعة كاملة ليس فيها أماكن أخرى لإطلاق اسم طه حسين عليها طب ليه يا سيادة رئيس الجامعة لم يتفتق ذهن لجانك أن يتم إطلاق اسم طه حسين على المبنى الرئيسى ذاته لجامعة الإسكندرية على الكورنيش, ذلك المبنى الذى كان فى عهده!

كما اتخذت إدارة الجامعة قرارا بإطلاق اسم الدكتور عصام سالم رئيس الجامعة الأسبق والمحافظ الأسبق للإسكندرية على نادى فاروس لأعضاء هيئة التدريس ببحرى والذى كان قد أنشئ فى عهده، من حق عصام سالم أن يطلق اسمه على المكان لأنه استطاع أخذه بعد أن كان تابعا لعلوم البحار، وخصصه لأعضاء هيئة التدريس ليتناولوا وجباتهم أو مشروباتهم به، وهو ملاصق لأندية اليخت والصيد واليونانى ولكن لا يتم نزول أعضائه للبحر لأنه ليس له بلاج مثل اليونانى واليخت.

ماشى مفيش مشكلة ولكن هل يشرف الدكتور عصام سالم الآن أن يطلق اسمه على ذلك المكان! ألم يذهب لزيارته مؤخرا وشاهد ما آل إليه وتأجير المطعم لمستأجر آخر ولا يوجد رقى فى التقديم حتى لكوب شاى! أيجد الدكتور عصام سالم أن ذلك المكان سيكون مشرفا لاسمه! على أية حال العشوائية التى يتم بها إدارة الأمور لا تستطيع معها نقد أى شىء فإذا كانت الأمور تدار بهذه الطريقة فعلينا أن نطلق أسماء مؤسس مستشفى الشاطبى للولادة عليها ونغيرها واسم مؤسس أقسام كليات الطب والهندسة والآداب كل واحد على القسم ونغير أسماء الأقسام!

ولماذا يتم إطلاق أسماء رؤساء الجامعة الآن على بعض الأماكن؟!.. هل لأن واحدا فى حياته فكر وجمع أموالا وأنشأ مبنى كاملا داخل كلية التجارة وتم إطلاق اسمه فى حياته طب ما عملتوش زيه ليه، هذا الرجل أحمد نور اتصل بى تلاميذ كثيرون له هم أساتذة فى كليات متفرقة بمصر وبكلية تجارة الإسكندرية ذاتها مازالوا أوفياء وقالوا لى إن وزارة التعليم العالى حاليا تقوم بعمل ما عمله الراحل أحمد نور منذ «25» عاما بتطبيق نظام التعليم المفتوح بأن يعطى كل طالب «C D» مشروحا عليه المادة كلها صوتا وصورة وكان الراحل أحمد نور يفعل كل ذلك من لندن، فكان يسافر خصيصا لعملها ويعود بها لتوزيعها على الطلاب، والآن تقوم وزارة التعليم العالى بإعادة تلك الفكرة من جديد، لذا كان أمر تخليده واجبا، عن باكورة أعماله بإطلاق اسم على المبنى الذى جمع تبرعاته، أما الآن التفكير فى إطلاق اسمه على قاعة أو مطعم! ولا حول ولا قوة إلا بالله.


2- أحزان أبناء العمالقة

أبناء الراحلين من عمالقة جامعة الإسكندرية الذين لم يتم تكريمهم كانوا يشعرون بالحزن، الذى زال عند ذكر أسماء بعض منهم مثل مؤسس قسم الجغرافيا وتلميذ الدكتور فتحى أبوعيانة الذى وضع المعايير ونسى اسم أستاذه جودة حسانين، الذى أنشأ ورأس قسم الجغرافيا بآداب طنطا بعد آداب الإسكندرية، علاوة على تأسيسه لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة العربية السعودية كلها وليبيا واليمن وكانت الدكتوراه الخاصة به من المعهد الجيولوجى بزيورخ فى سويسرا وله أكثر من خمسين مؤلفا هى مراجع قسم الجغرافيا الآن.

كما كان وكيلا ثم عميدا لكلية آداب الإسكندرية وله ثلاثة أبناء أطباء مشاهير لعل أشهرهم الدكتور عصام جودة أستاذ الأمراض الصدرية الأول بالإسكندرية، لكن نقول إيه ولماذا لم تقم الجامعة بتكريم أبنائها ممن على قيد الحياة من الشباب اليافع الذين أسهموا فى تأسيس وبناء أشياء عظيمة جنبا إلى جنب العمالقة الكبار والراحلين؟

مثل مركز اليوم الواحد التابع لكلية طب الإسكندرية والذى بدأت قصته منذ عشرين عاما وكان مبنى خرسانيا من أيام العملاق محمد الجندى، وفى عهد الدكتور عزيز بلال فى 2007 تم تكليف الدكتور أحمد طنطاوى أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بإدارة المبنى وتجهيزه ووضع خطة لكيفية الاستفادة منه وتم الاتفاق أنه سيكون عيادات خارجية فى ذلك المبنى وتطورت الفكرة لأن يكون مركز خدمات اليوم الواحد ويشمل المعامل والأشعة والعيادات الخارجية وتم إنشاء قسم أنف وأذن جديد ووحدة تخاطب ووحدة السمعيات وإنشاء قسم آخر جديد لطب العيون وطب عيون الأطفال، واحتوى أيضا مبنى تعليمى به مدرجات للطلبة ومعامل كمبيوتر ومعمل للمهارات الخاصة لتدريب الطلاب إكلينيكيا.

كل هذا أقامه أحمد طنطاوى من طوب أحمر فى 2007 ليتم افتتاحه فى «2010» فى عهد عميد الطب وقتها الدكتور محمود الزلبانى وحضر الافتتاح أحمد نظيف رئيس وزراء مصر وقتها ووزير التعليم العالى وقتها أيضا ومحافظ الإسكندرية وعدد كبير من محافظى الدولة من محافظات أخرى عديدة فكان يجب على أقل تقدير لذلك الرجل الذى صنع شيئا من لا شىء أو كما نقول بالبلدى «من الفسيخ شربات» أن يتم تكريمه فى الاحتفالية أم أنه لا تنطبق عليه المعايير التى وضعتها لجان الدكتور أبوعيانة وأحمد إسماعيل! هذا الرجل خلال عمله بالمكان بعد افتتاحه حتى «2015» جعله مزارا لكل من يأتى للإسكندرية وكان أول مبنى يحصل على شهادة الأيزو بالجامعة كلها يا دكتور عصام وهذا المبنى من تبرع كاملا بتكلفته المالية هو الدكتور حسن عباس حلمى، كويس أنهم لم ينسوا تكريم اسمه فى الاحتفال الرئيسى.

الناس دى مش عايزه من حضرتك بصفتك رئيس الجامعة الحالى الذى جاء فى عهده الاحتفال باليوبيل الماسى إلا كلمة شكر مفادها أنهم أبناء الجامعة الأوفياء لكن مع الأسف وضعت غصة فى قلوب أبنائهم!

أبناء جامعة الإسكندرية لا يستحقون ذلك من سيادتك يا دكتور عصام والتكريمات التى أشرت إليها, كل كلية تكرم أبناءها لا يثمن ولا يغنى من جوع ويا ترى ما هو معاييرها، فالاحتفال الذى تم بكلية الطب مساء الخميس الماضى كان خير دليل على أنه مفيش فايدة وأحجم الكثيرون عن حضوره، دكتور عصام حولك من يريدون منصبا ويصفقون لك ويقولون لك ولا يهمك لكنهم أيضا يطعنونك وينتقدونك، من الخلف ويلعبون على كل الحبال وأنت الخاسر الوحيد معنويا مع خالص تقديرى, ويا ريت تفكر فى الكتاب والدكتوراه الفخرية بس ما نلاقيش اسم موظف حاصل عليها!