أحمد شوبير يكتب: كلنا نحب الوطن

الفجر الرياضي





كلنا نحب الوطن ونتغنى بشعاراته ونردد فى كل وقت تحيا مصر وما أكثر الأغانى الوطنية فى حب مصر وكلنا يقرأ مقالات يومية تتغنى بالوطن وتتغزل فيه وكل هذا أمر جميل ورائع أن يكون حب الوطن فرض علىّ أفديه بروحى وعينيا.. تمام ولكن ما الذى يحدث على أرض الواقع هل نترجم هذا الحب النظرى والغنائى والإعلامى إلى حقيقة على أرض الواقع الإجابة نعم أحيانا ولأ أحيانا أخرى. وإجابة نعم نجدها فى الرجل الجميل عم إبراهيم الموجى الذى جرى على إرهابى حلوان ليشبعه ضربا وينتزع سلاحه ويفرغه من الذخيرة ثم يساعده بعض من شباب مصر الرائع ليكملوا مسيرة الانتماء وحب الوطن الحقيقى ليتم إنقاذ العديد من الأرواح عمليا وفعليا من خلال هؤلاء المصريين الشجعان الجدعان.

أيضا تجد حب مصر أصيلا وواضحا فى ملاحم الفداء بالأرواح التى يقدمها أبناء مصر من ضباط وجنود فى كل أنحاء مصر خصوصا فى سيناء الحبيبة تصديا للإرهاب ودفاعا عن باقى أبناء الوطن ثم الأكثر هى نظرة الرضا التى تجدها فى عيون الأهل والأبناء بل إنك عندما تستمع إلى كلمات الأب أو الأم المكلومين تصاب بالذهول من استعدادهما لتقديم باقى أبنائهما نداء للوطن وأرضه وشعبه والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى.. هذا فيما يخص الجانب الإيجابى ولكن وبكل أسف هناك جانب سلبى لابد من التصدى له بكل قوة وهو اللامبالاة الغريبة التى نجدها من البعض ومحاولة تزييف الحقائق فمثلا فى موضوع المراكب السياحية فى محافظة الأقصر الجميلة والتى ما صدقنا أن عادت إلى الحياة مرة أخرى وبدأنا نستمع من جديد عن عودة هذه الرحلات وعن توافد السياح إلى مصر من جديد وهو الأمر الذى نحلم به جميعا لإعادة السياحة وفتح البيوت والأبواب وزيادة العملة الصعبة والاحتياطى النقدى واستعادة السياحة لمكانتها ورفع المستوى الاقتصادى فى مصر ولكن بكل أسف نقرأ ونسمع عن الشكاوى من شحوط بعض من هذه المراكب السياحية فى نهر النيل وشكوى مرة من عدد من السياح الأجانب وبدلا من السعى من جانب المسئولين الصغار لحل المشكلة سريعا تجد للأسف العكس تماما هو ما يحدث فالكل يحاول أن يقلل من الأمر بل يجاهد لايهام كبار المسئولين بأنه لا توجد مشكلة على الإطلاق إلى أن يتدخل السيد الرئيس شخصيا لحل هذه المشكلة! وهو أمر غاية فى الغرابة أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الإهمال ولولا علمى أن محافظ الأقصر من الشخصيات المحترمة جدا والنشيطة جدا جدا لفقدت الثقة فى الجميع لأنه يبدو أن البعض فى مصر مازال لا يدرك حجم التحديات التى يواجهها الوطن فى كافة المجالات لذلك كنت أتمنى أن يسارع الجميع لإنهاء مثل هذه المشاكل الصغيرة دون الحاجة لإضاعة وقت السيد الرئيس وجهده خصوصا أن الأمر لا يتطلب سوى الإخلاص للوطن وترجمة الأغانى والمقالات إلى حقيقة يصدقها الجميع.

 أيضا من الأمور التى لا يمكننى أن أفهمها حتى الآن هو ما يحدث مع بعض المستثمرين العرب المحبين لمصر والذين يتمنون لها كل خير والتقدم ولكن وبكل أسف نجد المستثمر قادما لمصر بآمال وطموحات لا حصر لها ثم بعد فترة يبدأ فى الشكوى والغضب لدرجة أن بعضهم يخرج ويقرر عدم العودة من جديد إلى مصر بسبب بعض الصغار والذين لايزالون يعيشون فى عالم من الماضى لإيقاف كل محاولة لبناء الاقتصاد المصرى وكل فرصة عمل لأبناء هذا الشعب شديد الطيبة وشديد الانتماء.. والأمثلة كثيرة ولا داعى لذكر الكثير منها فقط أردت اليوم أن أنبه وأحذر لأننا مقبلون على تحديات كثيرة وكبيرة ولابد من الانحاء لإعادة بناء الوطن وهذا لن يحدث إلا بعودة الإنسان المصرى الأصيل من داخله المحب لوطنه ولأهله وكلنا نحب الوطن بجد وليس بالشعارات.