حمد بن خليفة.. قصة جحود أمير قطر السابق بحق أقاربه وسعيه لإقصائهم

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


زرع في بيت يملؤه الفتنة والنزاع، حيث غرس بداخله الأنانية والتسلط، ورباه خاله "علي بن حمد العطية" علي العدوانية وأقنعه بأن أعمامه قتلوا جده لأمه حمد العطية بالسم، محاولا أن يستخدمه في الانتقام من آل ثاني، وسعى لتمكينه من ولاية العهد والانقلاب على والده، إنه حمد بن خليفة أمير قطر السابق.

 

لم تكن نشأة حمد بن خليفة أمير قطر السابق، كمثيله من الرفقاء، بل نشأ في بيت  غرس بداخله الأنانية والتسلط، حيث رباه خاله "علي بن حمد العطية" علي العدوانية وأقنعه بأن أعمامه قتلوا جده لأمه حمد العطية بالسم، محاولا أن يستخدمه في الانتقام من آل ثاني، وسعى لتمكينه من ولاية العهد والانقلاب على والده.


وأقنعه خاله "العطية" بالخلاص من أخيه عبد العزيز وعمه سحيم بن حمد، ثم أجبر حمد بن خليفة "الأب" على تعيينه قائدًا للجيش، ثم أشاع أن عمه سحيم خطط للإطاحة بوالده.

 

ومات سحيم في ظروف غامضة وكشف نجله المؤامرة وشكل "حمد" حكومة جديدة، أطاح خلالها بأخيه، ثم جحد فضل خاله "العطية" وأقصاه عن السياسة، ليذكرنا بقول الشاعر "أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتد ساعده رماني".

 

وسعى خاله، إلى تمكينه من الانقلاب على والده، ففي اليوم التالي من مغادرة خليفة بن حمد مطار الدوحة، قطع تليفزيون قطر الرسمي إرساله لإعلان البيان رقم واحد، الذي أعلن فيه "حمد" توليه مقاليد الحكم في الإمارة.

 

وعرض التلفزيون صورًا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل في ما بعد، إن المشاهد التي عرضت من دون صوت كانت ممنتجة ومزورة، ما دفع البعض بوصفه انقلابا ناعماً، ليستمع خليفة خبر الانقلاب عليه عبر إحدى الإذاعات بمدينة زيورخ.

 

وفي فبراير 1996 شهدت البلاد محاولة انقلاب فاشلة نفذها أنصار الأمير السابق المعزول خليفة بن حمد آل ثاني من الأفراد والضباط في الجيش القطري والحرس الأميري بهدف الإطاحة بالأمير حمد بن خليفة آل ثاني.

 

وقد خضع حوالي أكثر من 121 متهمًا بالمحاولة الانقلابية إلى محاكمات (بعضهم حوكم غيابيًا) ما بين نوفمبر 1997 وحتى مايو 2001، ووجهت النيابة العامة لهم تهم "محاولة عزل الأمير بالقوة" و«حمل السلاح ضد الدولة" و"إفشاء أسرار عسكرية" و"التعاون والتآمر مع دول أجنبية"، وحضر للمحكمة كشهود وزير الخارجية القطري آنذاك حمد بن جاسم آل ثاني ورئيس الوزراء آنذاك عبد الله بن خليفة آل ثاني، في سابقة تعتبر لأول في تاريخ القضاء القطري، وقد صدر الحكم النهائي بإعدام 19 متهماً بالشنق أو بإطلاق الرصاص والسجن المؤبد لـ 20 متهماً آخرين.


وبعد إفشال محاولة الإطاحة به، استقر الحكم للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فيما ظل والده يتنقل في المنافي بين عدد من الدول إلى أن عاد إلى البلاد بعد تسع سنوات من الانقلاب، للمشاركة في تشييع جثمان زوجته في إطار مصالحة نهائية بين الوالد وابنه أمير قطر الذي منحه اللقب الرمزي "الأمير الوالد"، لكن مع تغييبه تمامًا عن الأضواء، وسط تسريبات عن وضعه قيد الإقامة الجبرية بإحدى القصور في ضواحي العاصمة الدوحة.


وفي العام 2009، أحبط حمد بن خليفة محاولة انقلاب جديدة عليه، نفذها قائد أركان الجيش الجنرال حمد بن علي العطية، وترافقت مع وثيقة وقعها أكثر من 66 معارضا قطريا يعلنون فيها عدم اعترافهم بشرعية الأمير حمد بن خليفة.


وتم بعدها عزل ما لا يقل عن ثلاثين ضابطا في عملية شاركت في تنفيذها عناصر أميركية بلباس مدني. 


كما أن قوات أميركية انتشرت في شوارع الدوحة وحول النقاط والمناطق الحساسة خصوصا بعد النجاح الجزئي للانقلاب.