حكايات من دفتر أحوال عزاء الكاتب الراحل صلاح عيسى (تقرير مصور)

عزاء صلاح عيسى
عزاء صلاح عيسى


اصطف كبار الكتاب الصحفيين ورجال الدولة على أبواب مسجد عمر مكرم، يتلقون ويقدمون واجب العزاء في الكاتب الصحفي الكبير الراحل صلاح عيسى، اليساري المناضل، والمعتقل السياسي، الفقيه القانوني، والنقابي المخضرم، والمدافع الأول عن مهنة الصحافة وحقوق الزملاء الصحفيين.

رغم اختلاف وجهات نظرهم، إلا أن جميعهم اتفقوا على أن الجماعة الصحفية فقدت كبيرًا من كبار المهنة، الذين طالما كانوا ظهيرًا قويًا مدافعًا عن حقوقها، وباحثًا عن الانضباط والقانون.

ويحكي النائب البرلماني سمير غطاس، حكايته مع الكاتب الصحفي المشاغب، وقال لـ"الفجـر"، إن تلك العلاقة بدأت عندما كان معتقلًا سياسيًا بسجن القلعة عام 1968، حين وجد اسمه محفورًا على الزنزانة رقم 9.

بينما قال عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى، كان فريدًا في موضوعيته، وكان قامة كبيرة لا يُمكن للجماعة الصحفية أن تنسى فضلها أو تاريخها، فلضًا عن كونه "حسن الذكر".

وأكد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن الشعب المصري والجماعة الصحفية فقدت كاتب كبير، مثل الكاتب الصحفي صلاح عيسى، نظرًا أنه لم يكن مجرد كاتبًا، ولكنه كان شاهدًا على التاريخ ومثقفًا ومناضلًا حقيقيًا، موضحًا أن "عيسى" كان له دورًا مهمًا في كل ما يخص الجماعة الصحفية، خاصة في ملف التشريعات، ووفاته مثلت خسارة كبيرة.


بينما لقت الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن جميع ألوان الطيف السياسي قدَمت واجب العزاء في الكاتب الراحل، يمين ويسار، نظرًا أنه كان "مقاتلًا نزيهًا بالقلم"، وكان يُعطي الكلمة قُدسيتها واحترامها، ولم يستخدم يومًا عبارة جارحة أو يُسئ لأحد.

وقال الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، إن الكاتب الصحفي الراحل، كان كاتبًا ومفكرًا كبيرًا، قبل أن يكون نقابيًا مخضمرًا، وأحد أيقونات الصحافة المصرية، الذي كانت خسارته كبيرة، واصفًا إياه بـ"المناضل السياسي الواعي، والفقيه القانوني".


وأضاف أن "عيسى" برغم عمله في إحدى الصحف التابعة للحكومة، وهي صحيفة القاهرة التابعة لوزارة الثقافة، إلا أنه كان حريصًا دائمًا على أن يكون صاحب موقف قوي، ومناصرًا ومدافعًا عن الشعب المصري في كافة قضاياه.


فيما قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، إن الكاتب الصحفي الراحل، كان قامة فكرية وصحفية وقانونية مهمة، يجمع بين الثقافة القانونية والكتابة الصحفية والتاريخية، فضلًا عن كونه داعمًا مهمًا للحريات الصحفية والنقابية.


وأضاف أن "عيسى" كان مناضلًا ومعارضًا في منتصف السبعينات، وفي مرحلة الثمانينات في جريدة الأهالي، مثَل دورًا تاريخيًا، ودور الصحفي الشريف والجاد، الذي عارض بمهارة وسخرية، وقدرة كبيرة على الجمع بين كشف معارضيه والحصول على جماهيرية قراءه.