كريم وزيري يكتب: هل رأيتم الجنود الشاردين
قال الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية في مذكراته في أكتوبر 1973 " لقد خسر العدو في محاولته احتلال السويس 100 قتيل وحوالي 500 جريح، رغم أنه استخدم فرقة مدرعة من ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مظلي، فقد صد هجومه مجموعة من الجنود الشاردين "
والحقيقة أن وصف الجنود الشاردين لم يكن يقصد به الجنود النظامية لقواتنا المسلحة في وقت الحرب ، بل كان يقصد المقاومة الشعبية من شباب ورجال وحتي نساء المدينة الذين تصدوا للقوات الإسرائيلية المعتدية .
ذلك المشهد الجلل وإن قرأته في مذكرات القائد سعد الدين الشاذلي إلا إننا رأيناه جميعا في حادثة كنيسة مارمينا بحلوان عندما تصدي الأهالي كبيرا وصغيرا ، للعناصر الإرهابية الخسيسة ، بداية من الشاب الذي التقط سلاح أمين الشرطة الذي استشهد ، والعجوز الذي انقض علي الإرهابي بعد سقوطه وجرده من السلاح وحتي الشاب الذي صور الواقعة من نافذته ولم يخش رصاصة غادرة .
المصريون فى حادثة حلوان أعلنوا بمنتهي الحزم للجماعات الإرهابية أنهم حائط صد حقيقي مع القوات المسلحة والشرطة ، وأن علي الإرهابين أن يضعوا خططا لمواجهه الأهالي عند تنفيذ أي عملية مقبلة ، فالمواجهه لم تعد مقتصرة علي إرهاب وقوات أمنية فقط، بل أضاف شباب حلوان الأوفياء ، حسابات جديدة في معادلة الأمن والأمان في مصر .
علي الدولة أن لا تدع ذلك الحدث يمر مرور الكرام ، علي القيادة السياسية والأمنية أن تشجع ذلك العمل البطولي من أهالي حلوان ، وتكرم كل من تصدي للعناصر الإرهابية وكل من صور الواقعة ولم يخش إرهابهم ، على الدولة أن تضع نصبا في ذلك الشارع الذي شهد تلك البطولة من هؤلاء الجنود الشاردين وتكتب هنا تصدي المصريين للخوف هنا دافعوا عن أرضهم وعرضهم وكنيستهم وجامعهم وأهاليهم .
أمثال هؤلاء من الجنود الشاردين سيضيفون فصلا نهائيا في الحرب علي الإرهاب ، فالإرهابي يستطيع محاربة قوات نظامية وحتي عشوائية ، يستطيع التصدي لمدرعة وسيارات مصفحة ، لكنه لا يستطيع الوقوف أمام شعبا انبثق منه جيشا وشرطة ، وكسر حاجز الخوف وأطلق العنان لنخوته ومصريته .