جورج ويا.. من الملاعب لرئيس دولة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


شهدت ليبيريا الواقعة في الغرب الأفريقي أول انتقال ديموقراطي للسلطة منذ أربعينات القرن الماضي، بانتخاب لاعب كرة القدم السابق جورج ويا رئيساً للبلاد رسمياً لولاية تمتد ست سنوات ليخلف ايلين جونسون سيرليف التي حكمت البلاد مدة 12 سنة.

واكتسح أفضل لاعب كرة القدم في العالم 1995، نتائج الجولة الثانية في الانتخابات متفوقاً على منافسه جوزف بواكيه نائب الرئيس السابق. وتمّ الإعلان رسمياً عن فوز ويا نجم "اي سي ميلان" الإيطالي السابق في الانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس الخامس والعشرين للدولة الإفريقية.

"جورج ويا" .. سياسي ليبيري ولاعب كرة قدم مهاجم سابق، حصل في سنة 1995 على جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، وأفضل لاعب في أوروبا، وأفضل لاعب في أفريقيا، والكثيريون يعتبرونه أفضل لاعب أنجبته القارة السمراء على الإطلاق، حتى أصبح رمزاً سياسياً وإنسانياً في ليبيريا.

نشأته في أحياء فقيرة
ولد جورج ويا في حي كلارا تاون الفقير في مدينة مونروفيا، وهو من مجموعة كرو العرقية، تلقى تعليمه الإعدادي في الهيئة التشريعية الإسلامية، وواصل في مدرسة ويلز هيرستون الثانوية.

عمله بشركة الاتصالات الليبيرية
قبل احترافه كرة القدم كان يعمل كتقني في شركة الاتصالات الليبيرية، حصل على البكالوريوس من جامعة باركوود في لندن، المملكة المتحدة.

جورج متزوج من كلار ويا، وهي أمريكية من أصل جاميكي، وهو أب وله ثلاثة أبناء، منهم جورج الابن الذي يلعب حالياً في نادي أيه سي ميلان للشباب.
 
انخراطه في العمل السياسي
بعد مسيرته الرياضية انتقل ويا للعمل في المجال السياسي، بعدما تتلمذ على يد رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، وترشّح عام 2005 للانتخابات الرئاسية إلا انه فشل أمام سيرليف، وتبعه فشل آخر في انتخابات 2011 على منصب نائب الرئيس.

تعود قصة ويا مع السياسة حينما كان يافعاً 13 سنة، في تلك الفترة كانت البلاد تشهد انقلاباً عسكرياً على الرئيس ويليام تولبيرت عام 1980 الذي تم قتله على أيدي قائد الانقلاب صامويل دو.
 
سبب انخراطه في العمل السياسي
بعد تسعة أيام شاهد الفتى الصغير، الذي انضم إلى أول ناد في مسيرته "يانج سيرفايفرز" -الناجون الصغار-، العشرات من مؤيدي تولبيرت وهم يُقتلون في الشوارع برصاص الجيش، مما ترك أثراً عميقاً بداخله ساهم في هذا التحول إلى السياسة.

في عام 1988 انتقل ويا إلى الإمارة الفرنسية موناكو مع المدرب أرسين فينغر، الذي يقول الليبيري إنه كان مستعداً للموت من أجله، في مسيرة مذهلة انتهت بانتقاله إلى العاصمة رفقة باريس سان جيرمان عام 1992 ليقودهم إلى لقب كأس فرنسا ثم "ليغ 1" 1993. وتوسعت شهرة ويا أكثر فأكثر، وطار من فرنسا نحو جنة كرة القدم الإيطالية مع ميلان، الذي قاده أيضاً الى لقب الـ"كالتشيو" ليرفع لقب الأفضل في العالم.
 
تلك المسيرة الرائعة لم تكن لتفترض اهتمامه بالسياسة بعد اعتزاله الكرة، ولم يكن هناك مؤشر على ذلك مثلما قال كيفن ميتشل الكاتب في صحيفة "جارديان"، ولكن ميتشل يؤكد في تقرير له عام 2005 - تزامناً مع ترشح ويا الأول للرئاسة – اذ أن الفكرة بدأت عند نيلسون مانديلا.